روت الأسيرة الفلسطينية المحررة مرح باكير تفاصيل إطلاق سراحها، الجمعة، ضمن صفقة لتبادل الأسرى بين إسرائيل وحركة "حماس" بموجب هدنة مؤقتة تستمر 4 أيام.
وقالت مرح لـ"الشرق"، إنها لم تصدق خبر الإفراج عنها في بداية الأمر، ظناً منها أنها إحدى "ألاعيب" إسرائيل، خاصة أن الأمر يأتي في ظل حرب جارية مع فصائل المقاومة الفلسطينية.
وأضافت مرح، وهي واحدة من دفعة شملت 39 امرأة وطفلاً فلسطينياً أفرجت عنهم تل أبيب، لـ"الشرق"، إن ضابطاً إسرائيلياً تواصل معها الأربعاء، وأخبرها أنها ضمن قائمة أسرى سيتم الإفراج عنهم في إطار صفقة، دون أن يحدد موعداً محدداً لذلك.
وتابعت خلال لقاء داخل منزلها في القدس، أنها أعيدت إلى سجن الدامون، مساء الأربعاء، وقضت يوم الخميس في زنزانة انفرادية بعد إبلاغها بأنها ستظل فيها حتى إطلاق سراحها، وهو ما حال دون أن تتمكن من توديع زميلاتها في المعتقل، مشيرة إلى أن إجراءات الإفراج عنها بدأت صباح الجمعة.
وبدأ الجمعة سريان هدنة قصيرة تستمر 4 أيام بين إسرائيل وحركة "حماس" في قطاع غزة بوساطة مصرية قطرية، وتنص على تبادل 50 رهينة محتجزين في غزة، مقابل إفراج إسرائيل عن 150 امرأة وطفلاً فلسطينياً معتقلين في سجونها.
تجاوزات السجون الإسرائيلية
ورداً على سؤال بشأن رد الفعل الإسرائيلي مع المعتقلين الفلسطينيين بعد عملية "طوفان الأقصى"، قالت مرح إن ما حدث في 7 أكتوبر غيّر من واقعهم داخل المعتقلات، إذ عكفت إدارة السجون الإسرائيلية على "تخطي كل الخطوط الحمراء".
وكشفت عن أنها تعرضت يوم 7 أكتوبر لـ"الضرب والغاز المسيل للدموع إلى جانب زميلاتها في السجن"، قبل أن يتم نقلها إلى معتقل الجلمة وعزلها في زنزانة انفرادية مراقبة بالكاميرات من الزوايا كلها بما فيها دورات المياه، ما دفعها إلى الاحتجاج لدى إدارة السجون دون جدوى.
وتحدثت مرح عن معاناة الأسيرات الفلسطينيات داخل المعتقلات الإسرائيلية، وتعرضهن للضرب والغاز المسيل للدموع ومصادرة مقتنياتهن والأدوات التي تُستخدم في الحياة اليومية، إضافة إلى حرمانهن من الطعام وعدم احترام خصوصياتهن كنساء أولاً ومحجبات ثانياً.
وأشارت مرح التي كانت من ضمن 6 أسيرات مقدسيات تم الإفراج عنهن إلى جانب 12 من الضفة الغربية، إلى أن "تجربة السجن عموماً ليست هينة كما هو معروف، لأن إدارة السجون لا تتعامل مع الأسيرات بإنسانية، ولا تراعي مشاعرهن، ولا تهتم إلا بتنفيذ قراراتها وظلمها، وتحاول إذلالهن دون تردد".
وكشفت مرح عن أن الأسيرات اللواتي تم الإفراج عنهن، أجرين مقابلة مع ضابط من جهاز الأمن الداخلي (الشاباك) أخبرهن فيها بضرورة احترام بعض الإجراءات، ومنها منع مظاهر الاحتفال واستخدام المكبرات أو رفع الأعلام، موضحة أن هذه الإجراءات كانت موثقة، ووقع عليها "كفيل" للأسيرات وهو فرد من المقربين لهن.
وقالت إن "تجربة الأسر لم تكن سهلة، لكنها في الوقت ذاته ليست صعبة، موضحة أن التمسك بعقيدة قوية والتوكل على الله، أمور ضمن أخرى تساعد على تجاوز الصعوبات اليومية في حياة الأسر".
اتفاق تبادل الأسرى
وأفرجت حماس الجمعة عن 13 أسيراً إسرائيلياً، إضافة إلى إطلاق سراح 10 تايلانديين وفلبيني واحد كانوا محتجزين في غزة، بينما أطلقت إسرائيل سراح 39 من المعتقلين الفلسطينيين في سجونها، في اليوم الأول من اتفاق هدنة قصيرة أتاح تحقيق هدوء وإدخال مساعدات إضافية إلى القطاع بعد أسابيع من الحرب بين إسرائيل و"حماس".
وأظهرت قائمة نشرها مكتب رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو أن من بين الرهائن المفرج عنهم 3 فتيات وصبي تتراوح أعمارهم بين عامين و9 أعوام، بالإضافة إلى 6 نساء تزيد أعمارهن عن 70 عاماً.
هدنة طال انتظارها
وبدأ الجمعة سريان هدنة قصيرة من 4 أيام بين إسرائيل وحركة حماس. وتوصلت قطر إلى جانب مصر والولايات المتحدة إلى اتفاق الهدنة القابلة للتمديد، والتي تنص على تبادل 50 رهينة محتجزين في غزة بـ150 معتقلاً فلسطينياً لدى إسرائيل.
وأكد رئيس المكتب السياسي لحركة حماس إسماعيل هنية في كلمة، الجمعة، التزام حماس "بتنفيذ الاتفاق وإنجاحه طالما التزم العدو بتنفيذه".
من جهته، أكد رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو الجمعة التزامه بـ"إعادة المخطوفين جميعهم".
وقال في بيان إن إعادة الرهائن هي "من أهداف الحرب ونحن ملتزمون بتحقيق كافة أهداف الحرب".