قال رئيس سيراليون جوليوس مادا بيو في مداخلة مقتضبة عبر التلفزيون الرسمي الأحد، إن قوات الأمن اعتقلت "معظم" القادة المتورطين في تهديد استقرار الدولة، مؤكداً عودة الهدوء إلى العاصمة فريتاون، بعد هجوم على ثكنة عسكرية للجيش، وفرض حظر للتجول في البلاد.
وأضاف: "عاد الهدوء بعد محاولة هدفت إلى تقويض السلام والاستقرار، الذي نقوم بعمل شاق لتحقيقه".
وذكر الرئيس جوليوس مادا بيو على منصة "إكس" أحبطنا الهجوم المسلح على الثكنة العسكرية، واستعادت العاصمة الهدوء".
وكانت حكومة سيراليون قد أكدت الأحد، السيطرة التامة على الوضع بعد يوم من المواجهات المسلحة في العاصمة فريتاون، حيث حاول مهاجمون مجهولون السيطرة على مستودع أسلحة للجيش، وأخرجوا العديد من المعتقلين من أحد السجون.
وفرضت السلطات حظراً للتجول في مختلف أنحاء البلاد حتى إشعار آخر.
وقال بيو "تم اعتقال معظم القادة" وستتم محاسبتهم، من دون إعطاء مزيد من التفاصيل.
ويسود المدينة هدوء نسبي، بحسب مراسل وكالة فرانس برس، فيما استمرت نقاط تفتيش أقامها عدد كبير من عناصر الأمن.
ولم يتم الإعلان عن أي حصيلة رسمية لضحايا أعمال العنف.
على شبكات التواصل الاجتماعي تم تداول مقاطع فيديو تظهر على ما يبدو موقوفين بداخل آلية عسكرية أو بالقرب منها.
من جهته، أشار رئيس سيراليون السابق إرنست باي كوروما الأحد، إلى إصابة حارس عسكري مكلف بمقر إقامته في العاصمة فريتاون بالرصاص، في أعقاب الهجوم الذي شنه المسلحون المجهولون، ولم يذكر كوروما من أطلق النار على الحارس، مديناً في الوقت ذاته الهجوم على الثكنة العسكرية.
اقتحام مستودع أسلحة
وأفاد شهود صباح الأحد، لوكالة "فرانس برس" عن سماع أصوات إطلاق نار وانفجارات في حي ويلبرفوس، حيث يقع مخزن الأسلحة، كما سُمعت في تسجيلات صوتية منشورة على وسائل التواصل الاجتماعي أصوات طلقات من أسلحة الرشاشة وانفجارات.
وذكر وزير الإعلام شيرنور باه في البيان: "في الساعات الأولى من صباح الأحد، حاول مجهولون اقتحام مستودع للأسلحة تابع للجيش في ثكنات ويلبرفورس، ومواجهة ذلك" مضيفاً: "إعلان حظر للتجول على مستوى البلاد يسري على الفور، وننصح المواطنين بالبقاء داخل البنايات".
وتابع البيان: "نؤكد لعامة الشعب أن الحكومة وقواتنا الأمنية تسيطر على الوضع، وأن حظر التجول من أجل السماح لقواتنا الأمنية بمواصلة البحث عن المشتبه بهم".
وبحسب "وكالة فرانس برس"، وقعت الاشتباكات بالقرب من ثكنة موراي تاون حيث تتمركز البحرية، وفي نقاط أخرى بالعاصمة، كما أظهرت مقاطع فيديو متداولة على مواقع التواصل الاجتماعي، هروب العديد من المعتقلين من السجن المركزي، في ظروف لم تتضح بعد.
وأشار رجل كان ضمن مجموعة قام مراسل وكالة "فرانس برس"، بتصويرها في الشارع، إلى أنه والآخرين كانوا بالفعل معتقلين وهربوا، كما أقرّت الحكومة بأن المهاجمين تفوقوا على الحراس، وفضلوا تنفيذ "انسحاب تكتيكي".
إدانة دولية
وقالت السفارة الأميركية عبر وسائل التواصل الاجتماعي "ندين بأشد العبارات محاولة الاستيلاء القسري ليلاً على ثكنات ومستودع الأسلحة في ويلبرفورس".
وأضافت: "تواصل الولايات المتحدة دعم كل أولئك الذين يعملون من أجل أن تنعم سيراليون بالسلام والديموقراطية والسلامة والرخاء".
كما أعربت المجموعة الاقتصادية لدول غرب إفريقيا (إيكواس) عن دعمها للحكومة القائمة، داعية إلى توقيف المسؤولين عن الحادثة، وأدانت محاولة "الإخلال بالنظام الدستوري".
أزمة سياسية
وشهدت سيراليون، البلد الناطق بالإنجليزية غرب إفريقيا، أزمة سياسية حادة في أعقاب انتخابات رئاسية وعامة في يونيو 2023، كما أعيد انتخاب جوليوس مادا بيو، الذي انتخب لأول مرة في 2018، رئيساً للبلاد في يونيو اعتباراً من الدورة الأولى بحصوله على 56,17% من الأصوات بحسب النتائج التي نشرتها اللجنة الانتخابية.
وندد المراقبون الأجانب بالعملية الانتخابية مشيرين إلى "نقص في الشفافية، وكذلك بأعمال عنف وترهيب"، واعتبر حزب المعارضة الرئيسي، حزب "مؤتمر عموم الشعب" الانتخابات الرئاسية وكذلك الانتخابات التشريعية والمحلية، "مزوّرة"، وقرر مقاطعة البرلمان والمجالس المحلية.
وتوصلت الحكومة وحزب المعارضة أخيراً إلى اتفاق في أكتوبر بوساطة رابطة الكومنولث والاتحاد الإفريقي و(إيكواس).
وفي هذا الإطار، وافق حزب المعارضة على إنهاء مقاطعته مقابل وقف الاعتقالات والقضايا القانونية التي تحركها "اعتبارات سياسية".
وفي مطلع أغسطس، أكدت شرطة سيراليون أنها أوقفت العديد من الأفراد بينهم ضباط في الجيش، "كانوا يخططون لتنفيذ هجمات عنيفة"، بعد عام من أعمال شغب دامية وقعت في أغسطس 2022، وخلفت أكثر من ثلاثين ضحية.