قال البيت الأبيض، الاثنين، إن الرئيس الأميركي جو بايدن "يشعر بالفزع"، جراء إطلاق النار على ثلاثة طلاب جامعيين أميركيين من أصل فلسطيني في ولاية فيرمونت شمال شرق الولايات المتحدة، السبت، فيما دفع المشتبه به في الحادث ببراءته، من ثلاث تهم تتعلق بمحاولته الشروع في قتل من الدرجة الثانية، لكن القاضي أمر باحتجازه دون كفالة.
وأضافت المتحدثة باسم البيت الأبيض كارين جان-بيير في مؤتمر صحافي: "لا يوجد مكان على الإطلاق للعنف أو الكراهية في أميركا".
وأوضحت أن بايدن يتلقى أحدث التطورات بشأن إطلاق النار على الشباب الثلاثة، وهي الجريمة التي قالت الشرطة عنها أنها تبدو أنها "جريمة بدافع الكراهية".
ومثل المشتبه به جيسون جيه. إيتون (48 عاماً) أمام المحكمة الجنائية لمقاطعة تشيتندن في بيرلينجتون عبر بث مصور عن بعد من سجن المقاطعة، حيث تحتجزه السلطات هناك منذ اعتقاله الأحد.
وتقول الشرطة إن إيتون استخدم مسدساً لإطلاق النار على الثلاثة في الشارع، بالقرب من جامعة فيرمونت في بيرلينجتون مساء السبت قبل أن يفر هارباً.
والضحايا هم هشام عورتاني من جامعة براون في رود آيلاند، وكنان عبد الحميد من جامعة هافرفورد في بنسلفانيا، وتحسين أحمد من جامعة ترينيتي في ولاية كونيتيكت، ودرسوا الثلاثة في مدرسة الفرندز الثانوية في رام الله بالضفة الغربية التي تحتلها إسرائيل، قبل التحاقهم بالجامعة.
وكان اثنان منهم في زيارة لمنزل عائلة الثالث في بيرلينجتون خلال عطلة عيد الشكر.
وقالت الشرطة إن الثلاثة ظلوا تحت الرعاية الطبية، الأحد، وإن اثنين منهم أصيبا بطلقات نارية في الجذع، بينما أصيب الثالث في النصف السفلي من الجسد. وأضافت أن اثنين في حالة مستقرة، بينما يعاني الثالث من إصابات أكثر خطورة.
جريمة كراهية
وفتحت السلطات تحقيقاً في الهجوم، واعتبرته جريمة يشتبه أنها اُرتكبت بدافع الكراهية. وذكرت الشرطة أن اثنين منهم كانا يرتديان الكوفية الفلسطينية وقت وقوع الهجوم.
وخلال جلسة المحاكمة التي استمرت ثلاث دقائق، سأل القاضي إيتون عما إذا كان يعلم التهم الموجهة إليه، ليرد الأخير قائلاً "أجل يا سيدي".
وستعقد شرطة بيرلينجتون ومكتب رئيس البلدية مؤتمراً صحافياً، في وقت لاحق الاثنين، لمناقشة الحادث والاعتقال.
وجاء إطلاق النار في الوقت الذي تشهد فيه الولايات المتحدة زيادة في البلاغات عن الحوادث المرتبطة بالإسلاموفوبيا ومعاداة السامية، منذ اندلاع الحرب بين إسرائيل وحركة حماس في السابع من أكتوبر.
وقالت الشرطة إن اثنين منهم يحملان الجنسية الأميركية، والثالث مقيم بشكل قانوني في الولايات المتحدة، وجميعهم في عمر 20 عاماً.
وترددت أنباء أن الضحايا كانوا يتحدثون بالعربية وقت الهجوم، وفقاً لمعهد التفاهم الشرق أوسطي، وهو منظمة غير ربحية مؤيدة للفلسطينيين.
وأضاف المعهد أن المهاجم فتح النار على الثلاثة بعدما بدأ في الصياح ومضايقتهم. وتقول الشرطة إنه أطلق أربع رصاصات دون التفوه بكلمة.
وذكر جون مراد قائد شرطة بيرلينجتون في بيان "في هذا الوقت المشحون، لا يمكن لأحد أن ينظر إلى الحادث، دون أن يشتبه في أنه جريمة دافعها الكراهية".
"أمر مخيف"
وأضاف ميرو واينبرجر رئيس بلدية المدينة "وجود مؤشر على أن إطلاق النار ربما كان بدافع الكراهية هو أمر مخيف، وهذا الاحتمال له أولوية" من جانب الشرطة.
وقال المدعي العام الأميركي ميريك جارلاند إن وزارة العدل تساعد السلطات المحلية في التحقيق، وإنها تحاول تحديد ما إذا كان الهجوم جريمة كراهية.
وأضاف جارلاند قبل اجتماع منفصل في مكتب المنطقة الجنوبية التابع للوزارة في نيويورك "ينبغي لأي شخص أو مجتمع في هذا البلد ألا يعيش خائفاً من العنف المميت".
وتابع أن حالة الخوف التي تنتاب الجاليات الموجودة في ربوع البلاد سببها "اتساع رقعة بيئة التهديد العالمي" و"الزيادة الحادة في حجم وتواتر التهديدات ضد المجتمعات اليهودية والإسلامية والعربية في أنحاء بلادنا منذ السابع من أكتوبر".
وأصدرت عائلات الضحايا بياناً مشتركاً، الأحد، تحث فيه السلطات على التحقيق في إطلاق النار باعتباره جريمة كراهية، وهو ما دعت له أيضاً اللجنة الأميركية العربية لمكافحة التمييز، التي تتخذ من الولايات المتحدة مقراً.
وقال عابد أيوب، المدير التنفيذي للجنة الأميركية العربية لمكافحة التمييز: "تصاعد المشاعر المعادية للعرب والفلسطينيين التي نشهدها غير مسبوق، وهذا مثال آخر على تحول تلك الكراهية إلى العنف".