قالت كوريا الشمالية، السبت، إنها ستعتبر أي تدخل في العمليات المتعلقة بأقمارها الاصطناعية بمثابة "إعلان حرب"، وستحشد قوة الردع الحربية لديها، حال أصبح أي هجوم على أصولها الاستراتيجية وشيكاً.
ونقلت وكالة الأنباء المركزية الكورية الشمالية عن بيان للمتحدث باسم وزارة الدفاع قوله إن بيونج يانج "سترد على أي تدخل أميركي في الفضاء من خلال إخراج أقمار التجسس الأميركية عن الخدمة".
وأضاف البيان: "إذا حاولت الولايات المتحدة التدخل في حقوق دولة ذات سيادة من خلال استخدام تكنولوجيتها المتطورة كسلاح (...) فإننا سنمارس حقوقنا بموجب القوانين الدولية والمحلية للحد من قدرة أقمار الاستطلاع الأميركية على العمل والتخلص منها".
وأطلقت كوريا الشمالية، المسلحة نووياً، نوفمبر الماضي، قمراً اصطناعياً، قالت إنه دخل مداره بنجاح ويبث صوراً، لكن مسؤولي الدفاع والمحللين في كوريا الجنوبية قالوا إنه لم يتم التحقق من قدراته بشكل مستقل.
صور قواعد أميركية
وأفادت وكالة الأنباء المركزية الكورية الشمالية آنذاك بأن الزعيم كيم جونج أون تفقد صوراً التقطها قمر التجسس الاصطناعي الجديد في البلاد "لمناطق رئيسية مستهدفة"، بما في ذلك العاصمة الكورية الجنوبية سول، ومدن تستضيف قواعد عسكرية أميركية، بينها أراض أميركية مثل هاواي التي التقط فيها القمر صوراً لقاعدة بيرل هاربر البحرية.
ولفتت وزارة الخارجية الكورية الشمالية إلى أن إطلاق القمر الاصطناعي، كان بدافع الحاجة إلى مراقبة الولايات المتحدة وحلفائها، موضحة أن "هذه طريقة قانونية وعادلة لممارسة حقها في الدفاع عن نفسها والرد الشامل والمراقبة الدقيقة للنشاط العسكري الخطير الذي تقوم به الولايات المتحدة وأتباعها".
واعتبرت قوى غربية واليابان وكوريا الجنوبية أن كوريا الشمالية انتهكت قرارات مجلس الأمن الدولي عبر إطلاق القمر الاصطناعي. وفرضت واشنطن، عقوبات جديدة على بيونج يانج بعد إطلاقها القمر، واتهمت عملاء في الخارج بـ"تسهيل التهرب من العقوبات لجمع الإيرادات والتكنولوجيا اللازمة لدعم برنامج أسلحة الدمار الشامل"، فيما أدرجت سول، 11 كورياً شمالياً على قائمتها السوداء لتورطهم في تطوير الأقمار الاصطناعية والصواريخ الباليستية في البلاد.
وكان إطلاق القمر الاصطناعي المحاولة الثالثة لكوريا الشمالية هذا العام، بعد إخفاقين، وجاء في أعقاب رحلة كيم النادرة إلى روسيا في سبتمبر، والتي تعهد خلالها الرئيس فلاديمير بوتين بمساعدة بيونج يانج في تصنيع أقمار اصطناعية.
وقال مسؤولون كوريون جنوبيون إن الإطلاق الأخير شمل على الأرجح مساعدة فنية روسية في إطار شراكة متنامية شهدت تزويد بيونج يانج موسكو بملايين القذائف المدفعية.