اتفقت الولايات المتحدة وبريطانيا وأستراليا على تعزيز قدرتها في مراقبة التهديدات الناشئة في الفضاء، وذلك ضمن واحدة من عدة مبادرات جديدة مرتبطة بالاتفاق الأمني الثلاثي "أوكوس" الذي جرى توقيعه في عام 2021، لمواجهة نفوذ الصين.
وبحسب ما أوردته صحيفة "فاينانشيال تايمز"، فإن تلك الدول ستقوم ببناء 3 رادارات أرضية لتعزيز "الوعي بالمجال الفضائي" وزيادة قدرتها على اكتشاف وتتبع وتحديد الأجسام في الفضاء، على أن يتم تشغيل الرادار الأول، الذي سيتم بناؤه غرب أستراليا، بحلول عام 2026، على أن يتم الانتهاء من الرادارين الآخرين بحلول عام 2030.
وكشف النقاب عن الخطة خلال اجتماع سنوي بشأن اتفاق "أوكوس"، عُقد الجمعة في كاليفورنيا بين وزراء دفاع الولايات المتحدة لويد أوستن وأستراليا ريتشارد مارليس وبريطانيا جرانت شابس.
وقال شابس إن نظام الرادار "سيحمي أقمار الاتصالات والملاحة في الدول الثلاث من تهديدات الغد المميتة، ما يسمح لها باكتشاف وتحديد وتتبع التهديدات في الفضاء على بعد يصل إلى 36 ألف كيلومتر"، مضيفاً أن هذا النظام سيكون "أكثر حساسية ودقة وقوة من أي شيء مضى، ما يمنحنا القدرة على رؤية ما وراء الغيوم".
منتدى صناعي
وفي خطوة سترحب بها شركات الصناعات الدفاعية، سينشئ الحلفاء الثلاثة "منتدى صناعياً" لجمع مسؤولين حكوميين ومديرين تنفيذيين بمجال الأعمال، في محاولة لتسهيل العمل على التقنيات المتقدمة، حيث شكت بعض الشركات من أنه أصبح من الصعب معرفة كيفية المساهمة في "أوكوس" بسبب السرية التي تنطوي عليها العديد من الجهود ونقص المعلومات المقدمة من الحكومات.
وفي الإطار، وافقت وزارة الخارجية الأميركية على بيع معدات تدريب متعلقة بـ"أوكوس" بقيمة ملياري دولار إلى أستراليا، والتي يجب أن تحظى بموافقة الكونجرس، إذ نقلت الصحيفة عن مسؤول دفاعي أميركي قوله، إن "هذه التدريبات والتجارب ستظهر التأثير الملموس لأوكوس. نحن نستخدم أوكوس لتسريع تطور وحجم الأنظمة المستقلة في المجال البحري بسرعة".
وفي وقت سابق، أعلن وزراء دفاع الدول الثلاث عزمهم إدخال خوارزميات الذكاء الاصطناعي في أطقم مقاتلات المراقبة البحرية والهجومية، لمعالجة البيانات التي تجمعها أجهزة السونار تحت الماء بسرعة عالية، ما يمكن الحلفاء من مراقبة وتعقب الغواصات الصينية بدقة.
وتعد هذه الإعلانات جزءاً من شراكة "أوكوس"، والتي سعت الولايات المتحدة إلى تحقيقها لمواجهة الصين، إذ تتعلق الركيزة الأولى من الشراكة على بناء قدرة الغواصات الأسترالية المحلية التي تعمل بالطاقة النووية، والتي ستتوج بالتطوير المشترك لغواصة جديدة للاستخدام الميداني بحلول عام 2040، بينما تركز الركيزة الثانية على التعاون في ثمانية مجالات تكنولوجية، بما في ذلك التقنيات الكمومية والأمن السيبراني المتقدم وأسلحة تفوق سرعتها سرعة الصوت.
وسيقوم شركاء "أوكوس" أيضاً بتسريع تطوير التقنيات الكمومية لتحسين الملاحة في المواقف التي يمكن أن يتدهور فيها نظام تحديد المواقع العالمي (GPS)، كما سيطلقون "تحدي الابتكار" في إطار "أوكوس"، الذي يدعو الشركات للتنافس على جوائز في مجالات تشمل تطوير الحرب الإلكترونية.