صوت الناخبون في فنزويلا، الأحد، على ضم منطقة إسكويبا الغنية بالنفط والخاضعة لإدارة جويانا المجاورة، إلى بلادهم في استفتاء استشاري نظمته كراكاس لإضفاء شرعية على مطالبتها بهذه المنطقة، على الرغم من أمر محكمة العدل الدولية بالامتناع عن اتخاذ أي إجراء من شأنه تغيير الوضع القائم بالمنطقة المتنازع عليها.
ووفقاً للجنة الانتخابات الوطنية، فإن مؤيدي ضم المنطقة فازوا بأكثر من 95% من الأصوات في الاستفتاء الذي شمل 5 أسئلة، وأدلى حوالى 10.5 مليون ناخب بأصواتهم في الاستفتاء الذي دعي إليه نحو 20.7 مليون ناخب.
وثار جدل بشأن عدد الأصوات في غياب أي إعلان رسمي عن المشاركة، واتهمت المعارضة السلطة بمحاولة حجب نسبة مقاطعة مرتفعة، مشيرة إلى أن 10.5 مليون صوت لا يعني إدلاء هؤلاء جميعاً بأصواتهم.
وتضمن الاستفتاء 5 أسئلة شملت مقترحات لتأسيس ولاية فنزويلية يطلق عليها "جويانا إيسيكيبو" ومنح سكانها الجنسية الفنزويلية، والدعوة إلى رفض الاختصاص القضائي لمحكمة العدل الدولية التي توجهت إليها جويانا بشأن المنطقة المتنازع عليها.
"تشتيت الانتباه"
وكانت المعارضة تطالب بصورة إجمالية بالسيادة على إسكويبا، إلا أنها أبدت تحفظات وهي مترددة بين قناعاتها وعزمها على عدم دعم السلطة قبل الانتخابات الرئاسية المقررة في 2024.
واعتبرت أبرز شخصيات المعارضة ماريا كورينا ماتشادو، التي تأمل في منافسة الرئيس نيكولاس مادورو، على الرئاسة، أن الاستفتاء محاولة "لتشتيت الانتباه" وسط الأزمة في البلاد.
في المقابل أثنى مادورو على النتيجة، قائلاً: "حققنا الخطوات الأولى من مرحلة تاريخية جديدة في الكفاح من أجل ما يعود إلينا، من أجل استعادة ما تركه لنا المحررون".
وأكدت كراكاس أنها لا تبحث عن مبرر لغزو أو ضم المنطقة الشاسعة، كما تخشى جويانا، حيث شكل آلاف الأشخاص سلاسل بشرية تعبيراً عن تمسكهم بالمنطقة.
وقال مدير معهد "داتا أناليسيس" لاستطلاعات الرأي لويس فيثنتي ليون، إنه "من الصعب للغاية فهم نتائج كهذه"، فيما قال رئيس جويانا عرفان علي لمواطنيه إنه "لا شيء يدعو للخوف في الساعات والأيام والأشهر المقبلة".
وأضاف: "خطنا الدفاعي الأول هو الدبلوماسية وموقفنا قوي جداً في خط الدفاع الأول"، مشيراً إلى أن بلاده تحظى بدعم دولي واسع النطاق، داعياً كاراكاس إلى "النضوج والتحلي بالمسؤولية".
وتصاعد التوتر في الأشهر الأخيرة، إثر تنظيم جويانا مناقصات في، سبتمبر الماضي، مرتبطة بعدة مناطق بحرية للتنقيب عن النفط، وبعد الإعلان في أكتوبر الماضي، عن اكتشاف رئيسي جديد.
وأعرب رئيس البرازيل لويس إيناسيو لولا دا سيلفا، والذي يشارك في مؤتمر الأمم المتحدة لتغير المناخ في دبي (Cop28) عن "أمله في أن يطغى الحس المنطقي".
وقال قبل إعلان نتائج الاستفتاء: "إن كان هناك أمر العالم وأميركا الجنوبية بغنى عنه، فهو اضطرابات".
وتطالب فنزويلا منذ عقود بالسيادة على المنطقة البالغة مساحتها 160 ألف كيلومتر مربع أي أكثر من ثلثي مساحة جويانا، وعدد سكانها 125 ألف نسمة يمثلون 20% من عدد السكان في البلد.
وتؤكد كاراكاس أن نهر إسكويبا، الواقع شرق المنطقة، يجب أن يشكل الحدود الطبيعية بين البلدين بحسب إعلان عام 1777 في ظل الحكم الإسباني، وبأن بريطانيا استحوذت على أراض فنزويلية بشكل خاطئ في القرن الـ19.
من جانبها، تؤكد جويانا، التي تملك احتياطات نفطية هي من الأعلى في العالم للفرد، أن الحدود أقيمت في حقبة الاستعمار البريطاني، وثبتتها محكمة تحكيم عام 1899.
وقدمت شكوى إلى محكمة العدل الدولية التي تعدّ أعلى هيئة قضائية أممية، طالبت فيها بالمصادقة على ذلك.