رئيس الوزراء الفلسطيني: نبحث مع واشنطن خطة إدارة غزة بعد الحرب و"حماس" قد تشارك

اشتية: حرب إسرائيل على غزة "عمل انتقامي" وهدف القضاء على "حماس" غير واقعي

time reading iconدقائق القراءة - 7
رئيس الوزراء الفلسطيني محمد اشتية خلال مقابلة مع بلومبرغ بمكتبه في رام الله. 7 ديسمبر 2023 - Bloomberg
رئيس الوزراء الفلسطيني محمد اشتية خلال مقابلة مع بلومبرغ بمكتبه في رام الله. 7 ديسمبر 2023 - Bloomberg
دبي -الشرق

قال رئيس الوزراء الفلسطيني، محمد اشتية، إن السلطة الفلسطينية تعمل مع المسؤولين الأميركيين على خطة لإدارة غزة بعد انتهاء الحرب، معتبراً أن هدف إسرائيل المتمثل في القضاء على "حماس"، "غير واقعي"، وأضاف أنه "يجب بدلاً من ذلك ضمّها إلى نظام حكم جديد"، حسبما نقلت "بلومبرغ" الأميركية.

وفي حديثه لـ"بلومبرغ" في مكتبه برام الله، الخميس، قال رئيس الوزراء الفلسطيني، محمد اشتية، إنه يفضل بعد انتهاء الحرب أن تصبح "حماس"، "شريكاً صغيراً في إطار منظمة التحرير الفلسطينية، مما يساعد في بناء دولة مستقلة جديدة تشمل الضفة الغربية المحتلة وقطاع غزة والقدس الشرقية".

وقال المسؤول الفلسطيني، إن مسؤولين أميركيين زاروه في وقت سابق من الأسبوع الجاري، لبحث خطة لليوم التالي للحرب على غزة. واتفق الجانبان على أنه "لا ينبغي لإسرائيل إعادة احتلال غزة، أو تقليص أراضيها لإنشاء منطقة عازلة، أو طرد الفلسطينيين". 
 
وقال اشتية، الذي يرأس الحكومة الفلسطينية منذ عام 2019: "حماس قبل 7 أكتوبر شيء، وبعده شيء آخر"، مؤكداً أنه "إذا كانت حماس مستعدّة للتوصل إلى اتفاق، وإذا قبلت البرنامج السياسي لمنظمة التحرير الفلسطينية، عندها سيكون هناك مجال للحديث"، مضيفاً: "لا ينبغي تقسيم الفلسطينيين".

 كما قال اشتية في حديثه عن مستقبل غزة: "لن نذهب إلى هناك وفق خطة عسكرية إسرائيلية"، مضيفاً: "شعبنا هناك. ونحن بحاجة إلى وضع آلية، وهو أمر نعمل عليه مع المجتمع الدولي. ستكون هناك احتياجات ضخمة من حيث الإغاثة وإعادة الإعمار وعلاج الجروح"، وفق تعبيره.

تشكيك في جدوى هجمات إسرائيل

ورداً على سؤال بشأن سبب عدم قدرة إسرائيل على القضاء على "حماس"، قال اشتية: "حماس موجودة في لبنان، والجميع يعلم أن قيادة الحركة موجودة في قطر، وكذلك هم هنا في الضفة الغربية"، معتبراً أن ما تفعله إسرائيل في غزة هو "عمل انتقامي، وهذا لن يأخذهم إلى أي مكان"، وأضاف أنه من المرجح أن يصبح ما لا يقل عن نصف مليون من سكان غزة بلا مأوى بعد الحرب.

وقال اشتية، إن الشباب الفلسطيني والإسرائيلي أصبحوا "أكثر تشدداً"، وأن "فرصة التوصل إلى اتفاق سلمي بين الجانبين تتلاشى بسرعة". كما عبر عن أسفه لعدم وجود تواصل مع الطرف الإسرائيلي، وقال: "للأسف، لا يوجد شريك على الجانب الآخر، انظروا إلى ما يقوله نتنياهو (لا عودة إلى السلطة الفلسطينية، ولا حل الدولتين) ماذا يعني هذا؟ قبل أن يضيف: "نتنياهو يدعم استمرار الاحتلال العسكري للأراضي الفلسطينية. وهذا غير مقبول".
 
وتقول إسرائيل إنها لن توقف حملتها حتى يتم القضاء على "حماس". كما شدد رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو على أنه لا ينبغي لأي مجموعة متمركزة في غزة أن تشكل تهديداً على إسرائيل مرة أخرى. 

وقال نتنياهو، الأربعاء، إن تولي السلطة الفلسطينية السلطة في غزة لن يحدث طالما هو رئيس الوزراء، كما أضاف على إكس (سابقا تويتر): "طالما أنني رئيس الوزراء – فلن يحدث هذا. كل من يعلم أطفاله على الإرهاب، ويمول الإرهاب ويدعم عائلات الإرهابيين، لن يتمكن من السيطرة على غزة بعد القضاء على حماس" وفق تعبيره.

بدائل محتملة

وقال مسؤول إسرائيلي رفيع لـ "أكسيوس"، الثلاثاء الماضي، إن حكومة رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو وإدارة بايدن تناقشان مسألة غزة ما بعد الحرب منذ أسابيع، وإنه "لم يطرأ أي تغيير على مقاربة إسرائيل".

وأقر المسؤولون الأميركيون، بأنه "لا يزال هناك اختلافات بين الرؤيتين الأميركية والإسرائيلية لغزة بعد الحرب"، خاصة فيما يتعلق بالدور الذي ستضطلع به السلطة الفلسطينية.

ورفض رئيس الوزراء الإسرائيلي فكرة الدور المستقبلي للسلطة الفلسطينية، مشدداً على أن الطريقة الوحيدة للتأكد من أن غزة ما بعد الحرب "منزوعة السلاح" هي أن يشرف الجيش الإسرائيلي، وليس قوات دولية، على هذه العملية.

على الجانب الآخر قال أحد المسؤولين الأميركيين إنه "لا أحد يعتقد أن السلطة الفلسطينية في وضعها الحالي قادرة على إدارة غزة وتوفير الأمن فيها، ولكن لا أحد يرى أيضا أن هناك بدائل في الوقت الراهن عن القيادة الفلسطينية في غزة بعد الحرب".

وأضاف: "نعتقد أننا بحاجة إلى دعم السلطة الفلسطينية، حتى تتمكن من حكم غزة".

فريق بريطاني لتأهيل السلطة

في السياق ذاته، قال وزير الدفاع البريطاني، جرانت شابس، الخميس، إن فريقاً عسكرياً بريطانياً يعمل على إعداد السلطة الفلسطينية لتولي إدارة قطاع غزة بعد انتهاء الحرب، مؤكداً أن بريطانيا ترى في تولي سلطة فلسطينية الحكم في القطاع "حلاً محتملاً"، حسبما نقلت صحيفة "التايمز" البريطانية.

وقال وزير الدفاع البريطاني لصحيفة "التايمز"، إن "فريق الدعم البريطاني موجود في رام الله منذ أكثر من عشر سنوات، وأن بريطانيا ستنظر في زيادة قدرتها على مساعدة السلطة الفلسطينية"، كما أضاف أن بلاده تنسّق مع الولايات المتحدة للمساعدة في تأهيل قدرات وإمكانات السلطة الفلسطينية، "حتى تكون قادرة على تولي الحكم في غزة بعد انتهاء الحرب".

واسترسل قائلاً: "يجب أن تتولى السلطة الفلسطينية، مسؤولية حكم وإدارة غزة بعد الحرب، وذلك من أجل تحسين حياة الفلسطينيين والإسرائيليين معاً"، مشدداً على أنه "عندما يحدث شيء فظيع، فإن ما يتعين فعله هو الحصول على شيء أفضل مما كان هناك من قبل"، وفق تعبيره.

وتأتي تصريحات شابس، بعد زيارته إلى رام الله، الخميس، ولقائه بمسؤولين في السلطة الفلسطينية، من بينهم وزير الداخلية، زياد هب الريح.

ونقلت "التايمز" عن وزير الدفاع البريطاني قوله: "أحد أسباب زيارتنا إلى رام الله للتحدث مع السلطة الفلسطينية، هو فهم قدرتها وإمكاناتها"، مضيفاً أن "الفريق البريطاني سيعمل مع الأميركيين للمساعدة في تحسين قدراتها وكفاءتها".

تصنيفات

قصص قد تهمك