هجمات البحر الأحمر تعطل ميناء إيلات الإسرائيلي.. ورسائل أميركية للحوثيين

واشنطن تتحرك لتشكيل "قوة متعددة الجنسيات".. وإيران تحذر

time reading iconدقائق القراءة - 6
مقاتلون حوثيون يفتحون باب قمرة القيادة على سطح السفينة في البحر الأحمر. 20 نوفمبر 2023 - Reuters
مقاتلون حوثيون يفتحون باب قمرة القيادة على سطح السفينة في البحر الأحمر. 20 نوفمبر 2023 - Reuters
دبي -الشرق

قال مسؤولون أميركيون وإسرائيليون، الخميس، إن وصول السفن إلى ميناء إيلات بجنوب إسرائيل توقف بشكل شبه كامل بسبب هجمات الحوثيين في البحر الأحمر، في وقت أرسلت إدارة الرئيس جو بايدن رسائل حذرت الحوثيين من الاستمرار في شن الهجمات، ووسط توقعات بإنشاء قوة متعددة الجنسيات تساهم في الردع، وفق ما أورده موقع "أكسيوس" الأميركي، بينما حذر وزير الدفاع الإيراني، الولايات المتحدة، من مغبة تشكيل تلك القوة. 

وذكر الموقع أن المبعوث الأميركي لليمن، تيم ليندركينج، طالب دبلوماسيين من السعودية وسلطنة عمان وقطر بنقل رسائل تحذير إلى الحوثيين، وذلك خلال زيارة للمنطقة مؤخراً.

ولفت إلى أن هجمات الحوثيين أسفرت عن "خلق توترات" في المنطقة، وفرضت "تهديداً متفاقماً" على السفن التي تبحر في أحد طرق الشحن التجارية الرئيسية في المنطقة، فيما شدد على أن الولايات المتحدة "تشعر بقلق بالغ" إزاء تلك الهجمات التي تهدد حرية الملاحة في المياه الدولية. 

وفي الأسابيع الأخيرة، صعد الحوثيون هجماتهم، وبدأوا في استهداف السفن التجارية في محيط مضيق باب المندب في البحر الأحمر، التي زعموا أنها مملوكة لشركات إسرائيلية أو متجهة إلى إسرائيل، لكن معظم السفن كانت على علاقة بعيدة، أو لا تربطها علاقة بإسرائيل، وكان آخر تلك الهجمات، الخميس، إذ شنّ الحوثيون هجوماً على سفينة مملوكة لشركة صينية.

وقال الجيش الإسرائيلي إنه منذ بدء الحرب في غزة أطلق الحوثيون أكثر من 70 مسيرة وصاروخاً بالستياً باتجاه إسرائيل، فيما تمكنت أنظمة الدفاع الإسرائيلية والأميركية والفرنسية والسعودية من اعتراض جميع الصواريخ والمسيرات تقريباً. 

قوة متعددة الجنسيات

وفي السياق، قال مسؤولان أميركيان، إن العديد من الدول في المنطقة "وجهت رسائل مماثلة إلى الحوثيين" على مدى الأسبوعين الماضيين، وأوضحت أن هجمات الحوثيين في البحر الأحمر أو ضد إسرائيل عبر أراضيها "غير مقبولة"، فيما أقرا بأن هذه التحذيرات "لم تفلح حتى الآن في حمل الحوثيين على وقف تصعيد هجماتهم". 

ونقل "أكسيوس" عن مسؤولين إسرائيليين وأميركيين، قولهم، إنه من المتوقع أن تعلن واشنطن، الجمعة، تشكيل "قوة متعددة الجنسيات في البحر الأحمر، لردع الحوثيين عن شن المزيد من الهجمات".

وقال منسق مجلس الأمن القومي بالبيت الأبيض للاتصالات الاستراتيجية، جون كيربي، الأسبوع الماضي، إن وزارتيْ الخارجية والدفاع الأميركيتين، تعملان على إقناع الدول بالمساهمة بسفن بحرية في فرقة العمل التي ستعمل تحت قيادة القوات البحرية التابعة للقيادة المركزية الأميركية الوسطى "سنتكوم". 

وأوضح مسؤول إسرائيلي رفيع لـ "أكسيوس"، أن القوة لن ترافق السفن في البحر الأحمر، ولكن وجود المزيد من السفن البحرية في المنطقة سيسهل مهمتها في الرد على التهديدات.

كما نقل الموقع عن مسؤول إسرائيلي كبير، قوله، إن مجلس الحرب الإسرائيلي، قرر عدم شن عمل عسكري ضد الحوثيين، حالياً حتى لا ينصرف انتباه الجيش عن الحرب على غزة، ولتجنب توسع الصراع في المنطقة.

وقال المسؤولون الإسرائيليون، إن الحكومة الإسرائيلية وافقت على "الانتظار ومتابعة التأثير الذي ستحدثه فرقة العمل البحرية متعددة الجنسيات بمجرد أن تبدأ عملياتها في البحر الأحمر، وعدم اتخاذ أي إجراء من جانبها في الوقت الحالي".

ووفقاً للمسؤولين، فإن مستشار الأمن القومي جيك سوليفان، شدد خلال لقائه رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو وأعضاء حكومة الحرب الإسرائيلية، الخميس، على أن الولايات المتحدة "ملتزمة بحماية حرية الملاحة في البحر الأحمر".

وتأخذ السفن المتجهة من آسيا إلى إسرائيل الآن، طريقاً يدور حول إفريقيا، ما يجعل الرحلة أطول بثلاثة أسابيع وأكثر كلفة.

وعلى مدى الأسبوعين الماضيين، بدأت السفن المتجهة إلى موانئ أخرى خارج إسرائيل أيضاً في استخدام الطريق الأطول للوصول إلى أوروبا، حتى لا يتم استهدافها، إذ تشعر الحكومة الإسرائيلية بـ"قلق بالغ" بشأن هجمات الحوثيين، ما قد يدفعها للرد عسكرياً. 

تحذيرات إيرانية

من جانبه، عبر وزير الدفاع الإيراني، محمد رضا أشتياني، الخميس، عن رفض بلاده للخطة الأميركية المتعلقة بإنشاء قوة ردع متعددة الجنسيات لضمان السلامة البحرية في البحر الأحمر، ووصفها بأنها "غير عقلانية"، فيما حذر واشنطن من مواجهة "مشكلات غير عادية".

وقال أشتياني في تصريحات أوردها موقع "إيران إنترناشونال"، إن "المنطقة لا مجال فيها لمزيد من الصراع على السلطة"، مشدداً على أنه "في حال تنفيذ قرار واشنطن، فإنها ستواجه مشكلات غير عادية".

وأشار إلى منطقة البحر الأحمر بـ "منطقتنا"، قائلاً: "لا يمكن لأحد أن يتحرك في منطقة نسيطر عليها"، وذلك وسط هجمات جماعة الحوثي على سفن تجارية تابعة لإسرائيل.

ورغم تبنيه لهجة التحدي والتهديد، لم يحدد وزير الدفاع الإيراني، التحركات التي ستكون طهران مستعدة للقيام بها، إذا نُفِّذَت فكرة القوة البحرية المتعددة الجنسيات.

تصنيفات

قصص قد تهمك