أعلن الجيش الأردني "استمرار الاشتباكات" بين قوات حرس الحدود ومجموعة مسلحة عبرت الحدود الشمالية للبلاد مع سوريا، منذ صباح الاثنين، لافتاً إلى ضبط أسلحة وصواريخ خلال هذه العملية، فيما نقلت وكالة "رويترز" عن مصادر مخابرات إقليمية قولها إن "الأردن شن عدة غارات جوية الاثنين داخل سوريا على طول حدوده، ضد مخابئ لمهربي المخدرات".
وقال مصدر عسكري مسؤول في القيادة العامة للقوات المسلحة لوكالة الأنباء الأردنية "بترا"، إن الاشتباكات مستمرة منذ فجر الاثنين، وإن قوات حرس الحدود استطاعت "إلقاء القبض على تسعة مهربين كانوا مع المجموعات المسلحة".
وكان المصدر أعلن في وقت سابق، أن قوات حرس الحدود، تحاول طرد المجموعات المسلحة إلى الداخل السوري، فيما تم تسجيل عدد من الإصابات بين أفراد القوات الأردنية، وحالتهم الصحية بين الخفيفة والمتوسطة.
وفي بيان لاحق، أشار المصدر العسكري إلى أنه تم ضبط 4 قاذفات صواريخ، و4 صواريخ "آر بي جي"، و10 ألغام مضادة للأفراد، وبندقية قنص نوع "جي3"، وبندقية نوع "م16" مجهزة بمنظار قنص، بالإضافة إلى تدمير سيارة محملة بالمواد المتفجرة.
كما تم ضبط "كميات كبيرة جداً من المواد المخدرة، يجري العمل على حصرها لتحويلها إلى الجهات المختصة"، وفق المتحدث.
وقال المصدر إن "التحقيقات الأولية لهذه العمليات والمضبوطات تستهدف الأمن الوطني الأردني"، مضيفاً أن "القوات المسلحة تتابع تحركات المجموعات المسلحة وما تهدف إليه من محاولات لزعزعة الأمن الوطني، وستقوم بكل ما يلزم لردعها وملاحقتها أينما كانت".
وأضاف المصدر العسكري أن "القوات المسلحة الأردنية مزودة بمنظومة أمن حدود متطورة عالية الجاهزية من أجل التصدي لكل محاولات اجتياز الحدود الأردنية والاقتراب منها".
ونقلت "رويترز" عن مصدرين استخباريين، ومصدر دبلوماسي غربي يتابع الوضع في جنوب سوريا، قولهم إن الطائرات الحربية الأردنية ضربت أهدافاً مرتبطة بتجارة المخدرات في غارات نادرة داخل سوريا، منذ بدء الصراع المستمر في هذا البلد لأكثر من عقد من الزمن.
وأضافوا أن الطائرات قصفت منزلاً يشتبه أنه لتاجر مخدرات كبير في بلدة صلخد بمحافظة السويداء، بينما أصابت ضربات أخرى مخابئ في محافظة درعا.
وتقع المحافظتان في جنوب سوريا على طول الحدود الأردنية السورية.
اشتباكات على الحدود
والأسبوع الماضي، أودت اشتباكات مماثلة بحياة أحد أفراد القوات المسلحة وإصابة آخر، فيما قتلت قوات الجيش عدداً من المهربين، وألقت القبض على أحدهم، وطاردت آخرين إلى عمق الأراضي السورية.
ووفق "رويترز" فإن مسؤولين أردنيين وكذلك غربيون، يعتبرون أن "حزب الله" اللبناني المدعوم من إيران، والجماعات المسلحة التي تسيطر على جزء كبير من جنوب سوريا، تتحمل مسؤولية الارتفاع الكبير في معدل تهريب المخدرات والأسلحة.
وينفي "حزب الله" هذه الاتهامات، فيما تقول إيران إن "هذه المزاعم جزء من مؤامرات الغرب ضد البلاد".
ويقول خبراء تابعون لهيئة الأمم المتحدة ومسؤولين أميركيين، إن تجارة المخدرات غير المشروعة، تمّول انتشار الجماعات المسلحة الموالية لإيران والقوات شبه العسكرية التابعة للحكومة التي نشأت نتيجة الصراع المستمر منذ أكثر من عقد في سوريا.