أعلن وزير الدفاع الأميركي لويد أوستن، الاثنين، تشكيل تحالف دولي متعدد الجنسيات لحماية التجارة في البحر الأحمر، وذلك في أعقاب الهجمات التي نفذتها جماعة الحوثي في المنطقة.
وأضاف أوستن خلال زيارته إلى البحرين، مقر الأسطول الأميركي الخامس، إن هذه القوة البحرية ستتشكل من بريطانيا، وفرنسا، وكندا، وإيطاليا، والبحرين، وهولندا، والنرويج، وسيشل، وإسبانيا".
وخلال زيارته إلى إسرائيل، الاثنين، قال أوستن إن الهجمات التي يشنها الحوثيون "متهورة وخطرة، وتنتهك القانون الدولي"، مشيراً إلى أن الأمر لا يتعلق بمشكلة تواجهها الولايات المتحدة فقط، بل بأزمة تتطلب "استجابة دولية".
وأضاف: "في البحر الأحمر، نقود تحالفاً بحرياً متعدد الجنسيات لدعم المبدأ الأساسي لحرية الملاحة".
وتملك الولايات المتحدة وحلفاءها بالفعل قطعاً عسكرية في المنطقة للتعامل مع الهجمات، وقامت في وقت سابق بالاستجابة لنداءات استغاثة من سفن تجارية.
وكانت إيران قد حذرت الولايات المتحدة من هذه الخطوة، وقال وزير الدفاع الإيراني محمد رضا أشتياني، الأسبوع الماضي، إن واشنطن "ستواجه مشاكل" إذا شكلت هذه القوة الدولية، مضيفاً أنه "لا يمكن لأحد التحرك في منطقة لدى إيران اليد العليا فيها".
"تعزيز قوة يشرف عليها الأسطول الخامس"
وقال جون كيربي، المتحدث باسم مجلس الأمن القومي الأميركي، الاثنين، إن المحادثات تشمل تعزيز "قوة بحرية موجودة تحت إشراف الأسطول الأميركي الخامس"، مضيفاً: "ما نحاول القيام به هو تعزيز هذه القوة، ودعمها وتشغيلها بطرق ربما لم يتم تفعيلها قبل هجمات الحوثيين الأخيرة".
وتسببت الهجمات المتصاعدة التي تشنها جماعة الحوثي على السفن في البحر الأحمر، بعرقلة التجارة البحرية مع تحويل شركات الشحن العالمية الكبرى مسارات سفنها إلى طريق رأس الرجاء الصالح لتجنب قناة السويس.
ويومي السبت والأحد، دخلت أو خرجت 56 سفينة تجارية من البحر الأحمر، وفق بيانات جمعتها "بلومبرغ". وهذا يمثل انخفاضاً بنسبة 35٪ عن بداية الشهر.
الحوثيون: الممرات آمنة إلا على إسرائيل
وبعد شنها سلسلة هجمات على سفن بحرية في مضيق باب المندب والبحر الأحمر، ذكر المتحدث باسم جماعة الحوثي محمد عبد السلام، في منشور على منصة إكس، الاثنين، أن السفن المبحرة في البحر الأحمر وبحر العرب "آمنة"، باستثناء السفن التابعة لإسرائيل.
وقال المتحدث: "نجدد التأكيد أن الممرات الملاحية في البحر الأحمر وبحر العرب في أمان، ولا خطر على سفن أي دولة باستثناء السفن التابعة لكيان العدو (الإسرائيلي) أو تلك المتوجهة إلى موانئه، وذلك ربطاً بعدوانه الغاشم وحصاره الظالم لقطاع غزة".
وقال المتحدث العسكري للحوثيين يحيى سريع، إن الجماعة "تجدد طمأنتها لكافة السفن المتجهة إلى كافة الموانئ حول العالم عدا الموانئ الإسرائيلية، بأنه لن يصيبها أي ضرر، وأن عليها الإبقاء على جهاز التعارف مفتوحاً".
وتُبرر جماعة "الحوثي" الهجمات بأنها لإظهار الدعم للفلسطينيين، وتعهدت بمواصلتها لحين وقف إسرائيل حملتها العسكرية على قطاع غزة.
ووسط هذه الهجمات، أعلنت كبريات شركات نقل الحاويات في العالم "تعليق" عملياتها في البحر الأحمر، ما يعني أنه سيطلب من السفن تحويل مسارها إلى طرق أكثر أمناً.
ارتفاع أسعار النفط والغاز
وقفزت أسعار النفط الخام، الاثنين، بعد أن أعلنت شركة النفط البريطانية العملاقة Bp، تعليق كل عملياتها في البحر الأحمر، في الوقت الذي قالت فيه شركة الطاقة النرويجية Equinor ASA إنها ستحول مسار سفنها بعيداً عن المنطقة.
وبحسب "بلومبرغ"، ارتفعت أسعار النفط بنسبة 3.9% خلال التعاملات في لندن، فيما أثرت هذه التوترات على أسواق الغاز الطبيعي الأوروبية، إذ ارتفعت الأسعار المعياري بنحو 13% في أمستردام.
وقال تجار نفط لـ"وول ستريت جورنال"، إن الانخفاض الكبير في عدد الناقلات التي تبحر عبر البحر الأحمر سيؤثر على سوق المنتجات المكررة، مثل الديزل والبنزين، أكثر من سوق النفط الخام، وذلك لأن أوروبا تستورد الوقود المكرر بكميات ضخمة من الشرق الأوسط والهند، منذ أن أوقفت معظم شحناتها من روسيا في بداية هذا العام.
وبرزت هجمات الحوثيين في البحر الأحمر، الذي تمر عبره نحو 12% من التجارة الدولية، ويعد منفذاً أساسياً للسلع والطاقة، كتهديد جديد لسلاسل الإمداد العالمية وكامتداد للحرب الإسرائيلية في غزة.
ومنذ جائحة كوفيد-19، أصبحت الاضطرابات التي تعرفها سلاسل الإمداد الدولية أكثر تواتراً، إذ تسبب الطلب المرتفع خلال فترة الجائحة على مختلف السلع، وتكدسها في ارتفاع مؤشرات أسعار المستهلكين حول العالم.
من هي الشركات التي علقت مرورها؟
قالت شركتا "بي بي" (.BP Plc) و"إيكوينور" (Equinor ASA)، الاثنين، إنهما ستوقفان حركة الناقلات عبر البحر الأحمر بعد تصاعد الهجمات على السفن التجارية، لتنضم بذلك إلى عدد من الشركات التي قررت تعليق مرورها مؤقتاً بسبب هجمات الحوثيين.
وفي ما يلي لائحة بالشركات التي أعلنت عن خطوات إزاء التهديدات التي يشهدها البحر الأحمر:
شركات الشحن
- ميرسك
أصدرت شركة "ميرسك" (Maersk) تعليمات لسفنها المتجهة إلى المدخل الجنوبي للبحر الأحمر بإيقاف رحلاتها مؤقتاً بعد تعرض إحدى ناقلاتها لهجوم.
وقالت في 15 ديسمبر: "أصدرنا تعليمات إلى جميع سفن ميرسك في المنطقة المتجهة للمرور عبر مضيق باب المندب، بإيقاف رحلاتها حتى إشعار آخر".
- يوروناف
تؤكد شركة "يوروناف" (Euronav) أن سفنها لديها خيار الإبحار حول رأس الرجاء الصالح، وتجنب البحر الأحمر بعد سلسلة من الهجمات على السفن في الممر المائي.
- فرونت لاين
تدرس الشركة ما إذا كانت ستوقف رحلات ناقلات النفط في البحر الأحمر. ويحظى موقف شركة "بي بي" بشأن هذه المسألة بتقدير كبير بين المالكين؛ نظراً لأنها شركة الاستئجار التي تتحكم في توجيه شحناتهم.
- هاباغ لويد
قالت شركة "هاباج-لويد" (Hapag-Lloyd) في بيان بتاريخ 15 ديسمبر، إنها لن تستخدم البحر الأحمر حتى 18 ديسمبر، بعد أن تعرضت إحدى سفنها لهجوم أثناء إبحارها بالقرب من ساحل اليمن.
- في. جروب (V. Group)
نصحت الشركة، التي توظف ما يزيد عن 44 ألف شخص من طاقم البحارة، وتدير ما يقرب من 600 سفينة، جميع عملائها بدراسة عدد من البدائل، بما في ذلك تحويل المسارات.
شركات الطاقة
- بي بي
قالت الشركة: "في ضوء الوضع الأمني المتدهور للشحن في البحر الأحمر، قررنا إيقاف جميع عمليات العبور عبر البحر الأحمر بشكل مؤقت".
وأضافت: "بالنسبة إلى أعمالنا التجارية والشحن، كما هي الحال لجميع أعمال بي بي، فإن سلامة وأمن موظفينا ومن يعملون بالنيابة عنا هي أولويتنا".
وتابعت: "سنبقي هذا التوقف الاحترازي قيد المراجعة المستمرة، رهناً لتطور الظروف في المنطقة"
- إيكوينور
قالت الشركة إنها تتابع الوضع عن كثب، و"نتواصل مع مالكي السفن التي تحمل البضائع نيابةً عنا، ومع الجهات الفاعلة الأخرى في الصناعة".
وأضافت: "اخترنا إعادة توجيه السفن في المنطقة".
- ترافيغورا (Trafigura)
أعلنت الشركة أنها "تراقب الوضع"
- إينوس (Ineos)
لا تتجه أي من سفنها عبر البحر الأحمر، إذ تنقل سفنها الإيثان من الولايات المتحدة إلى أوروبا والصين