أميركا تؤجل تصويت مجلس الأمن على قرار بشأن حرب غزة

استمرار المفاوضات في المجلس مع مخاوف من "فيتو" واشنطن

time reading iconدقائق القراءة - 6
ألسنة لهب ودخان تتصاعد جراء غارة إسرائيلية على رفح بقطاع غزة في فلسطين. 20 ديسمبر 2023 - AFP
ألسنة لهب ودخان تتصاعد جراء غارة إسرائيلية على رفح بقطاع غزة في فلسطين. 20 ديسمبر 2023 - AFP
نيويورك/ دبي-الشرقوكالات

أجّلت الولايات المتحدة مجدداً تصويت مجلس الأمن الدولي على مشروع قرار يدعو إلى "تعليق" العمليات القتالية وتعزيز دخول المساعدات إلى قطاع غزة، ومطالبة الأمم المتحدة بمراقبة تسليم المساعدات الإنسانية في القطاع الفلسطيني.

وقال دبلوماسي في الأمم المتحدة مطّلع على المفاوضات بمجلس الأمن لوكالة رويترز إن "المفاوضات مستمرة، وتحتاج إلى مزيد من الوقت، والتصويت المتعجل لا يبدو أنه سينتهي بشكل جيد"، في إشارة إلى احتمال استخدام الولايات المتحدة حق النقض (الفيتو) على مشروع القرار.

ولم يتضح على الفور متى يمكن تحديد موعد جديد لتصويت المجلس. 

ويهدف النص، الذي صاغته دولة الإمارات، بشكل أساسي إلى تخفيف سيطرة إسرائيل على جميع المساعدات الإنسانية، التي يتم توصيلها إلى 2.3 مليون فلسطيني في غزة.

وبعدما كان النص يدعو في نسخته الأصلية إلى "وقف عاجل ودائم للأعمال الحربية"، بات يكتفي بالدعوة إلى "تعليق" المعارك، بحسب وكالة "فرانس برس".

وتقوم واشنطن تقليدياً بحماية حليفتها إسرائيل من أي إجراء تتخذه الأمم المتحدة.

موقف واشنطن

ولفت وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن إلى أن الولايات المتحدة، التي مارست ضغوطاً في الكواليس، "نجحت في الأيام الأخيرة في إحراز تقدم، من خلال وصول شاحنات تجارية وفتح معبر ثان إلى غزة".

وقال بلينكن للصحافيين: "نواصل العمل بشكل مكثف وبطريقة بناءة مع عدد من الدول لمحاولة حل بعض القضايا العالقة في قرار مجلس الأمن هذا".

وأضاف أن الولايات المتحدة كانت تعمل "بشكل مكثف" بشأن هذه القضية، وأنه كان "يتحدث عبر الهاتف بشأن هذا الأمر خلال اليومين الماضيين"، مشيراً إلى أن بلاده تتواصل "بنية حسنة" مع دول أخرى بعد غضب الدول العربية من استخدام بلاده حق النقض مرتين على قرار يدعو إسرائيل إلى إنهاء حملتها العسكرية التي أطلقتها رداً على هجوم "حماس" في 7 أكتوبر.

وتابع: "نريد أن نتأكد من أن القرار لا يفعل أي شيء يمكن أن يضر فعلياً بإيصال المساعدات الإنسانية، ويجعل الأمر أكثر تعقيداً. هذا ما نركز عليه. آمل أن نتمكن من الوصول إلى مكان جيد".

وأضاف: "عملنا على ذلك بشكل مكثف. آمل في أن نتمكن من الوصول إلى نتائج مرضية"، مشيراً إلى أن "المسألة الإنسانية كانت النقطة الخلافية، مع إصرار إسرائيل على السيطرة الكاملة على الإمدادات التي تدخل قطاع غزة المحاصر".

وأوضح أن "الهدف من القرار كما قالت الدول التي قدّمته هو تسهيل إدخال المساعدة الإنسانية إلى غزة وتوسيعها"، مؤكداً أن بلاده "تؤيد ذلك تماماً"، لكنه أضاف: "نريد التأكد من أن القرار بما يدعو إليه، ويتطلبه يدفع بتلك الجهود، ولا يضر بتوصيل المساعدة الإنسانية، ويجعل الأمر أكثر تعقيداً".

وبعد أكثر من أسبوع من المفاوضات وعدة أيام من تأخير التصويت، قال دبلوماسيون إن الولايات المتحدة غير راضية عن أن مشروع القرار يطلب من الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو جوتيريش إنشاء آلية تابعة للأمم المتحدة في غزة "للمراقبة الحصرية لجميع شحنات الإغاثة الإنسانية المقدمة إلى غزة براً وبحراً وجواً لتلك الدول التي ليست أطرافاً في الصراع".

وقال دبلوماسيون إن واشنطن قلقة أيضاً من الإشارة إلى وقف الأعمال العدائية، ومطالبة إسرائيل وحركة "حماس" بالسماح وتسهيل "استخدام جميع الطرق البرية والبحرية والجوية المؤدية إلى قطاع غزة وفي جميع أنحائه" لإيصال المساعدات الإنسانية.

ثالث فيتو؟

وتراقب إسرائيل حالياً المساعدات الإنسانية المحدودة وشحنات الوقود إلى غزة، عبر معبر رفح من مصر ومعبر كرم أبو سالم الذي تسيطر عليه إسرائيل.

ودخلت، الأربعاء، أول قافلة مساعدات إلى غزة مباشرة من الأردن، محملة بنحو 750 طناً من المواد الغذائية. ويقول برنامج الأغذية العالمي إن نصف سكان غزة يعانون المجاعة، وإن 10% فقط من الغذاء المطلوب دخل إلى غزة منذ 7 أكتوبر.

واستخدمت الولايات المتحدة حق النقض مرتين بالفعل ضد تحرك في مجلس الأمن، منذ الهجوم الذي نفذته حماس" في 7 أكتوبر، والذي تقول إسرائيل إنه أسفر عن سقوط 1200 شخص واحتجاز 240 رهينة.

وردت إسرائيل بقصف غزة جواً وفرض حصار وشن هجوم بري، فقتلت ما يقرب من 20 ألف فلسطيني بحسب مسؤولي الصحة في قطاع غزة.

وطُرد معظم الفلسطينيين من منازلهم، ويحذر مسؤولو الأمم المتحدة ووكالات الإغاثة من وقوع كارثة إنسانية. 

اقرأ أيضاً

الجمعية العامة للأمم المتحدة تطالب بوقف فوري للنار في غزة.. وفلسطين: يوم تاريخي

أقرت الجمعية العامة للأمم المتحدة بأغلبية ساحقة، الثلاثاء، قراراً يطالب بـ"وقف فوري لإطلاق النار" في غزة لأسباب إنسانية، وهو ما فشل فيه مجلس الأمن حتى الآن.

وتعارض الولايات المتحدة وإسرائيل وقف إطلاق النار ظناً أنه لن يفيد سوى حماس". وتؤيد واشنطن بدلاً من ذلك هدنة لحماية المدنيين والسماح بإطلاق سراح الرهائن الذين تحتجزهم "حماس".

وفي وقت سابق من هذا الشهر، طالبت الجمعية العامة للأمم المتحدة المكونة من 193 عضواً بوقف إطلاق النار لأسباب إنسانية، إذ صوتت 153 دولة لصالح الخطوة التي استخدمت الولايات المتحدة حق النقض ضدها في مجلس الأمن قبل أيام.

وانتهت الهدنة التي استمرت 7 أيام في الأول من ديسمبر. وخلال تلك الفترة أطلقت "حماس" سراح عدد من الرهائن، وتم إطلاق سراح فلسطينيين من السجون الإسرائيلية، وكانت هناك زيادة في وصول المساعدات إلى غزة.

تصنيفات

قصص قد تهمك