يخطط الجيش الإسرائيلي لشن حرب متعددة الجبهات، تحسباً لتهديدات وصفها بـ"المُحتملة" من الضفة الغربية ولبنان وإيران وجماعة "الحوثي" في اليمن، حيث تشمل محاورها زيادة في التسليح وإنشاء قيادة استخبارات خاصة في غزة، وإلغاء قانون يقلل من مدة الخدمة العسكرية، حسبما أفاد موقع "والا" الإسرائيلي.
كما تتضمن الخطة التي قدّمها الجيش الإسرائيلي، ويطلب اعتمادها من الحكومة للشروع في تنفيذها، صناعة المزيد من المسيّرات، وتأسيس قيادة استخبارات خاصة بغزة، وإلغاء تقصير مدة الخدمة العسكرية بالجيش، والاستثمار أكثر في منظومات "الليزر" الجوي والبري.
وأضافت مصادر لموقع "والا"، أن الجيش الإسرائيلي يسعى لزيادة نطاق بطاريات "القبة الحديدية"، والاستثمار في نظام ليزر جوي وأرضي. كما تشير التقديرات إلى أن قيادة الجيش ستطلب من الحكومة بضعة مليارات إضافية كل عام من أجل الاستعداد للحرب على جبهات عدّة في وقت واحد.
ونقل "والا" عن مصدر مطلع على تفاصيل الخطة، قوله: "قطاع غزة، هو طُعم لحملة متعددة الجبهات يستعد لها الجيش الإسرائيلي في المستقبل"، مضيفاً أنه "عندما يطلق الحوثيون النار علينا، فإن ذلك يسلط الضوء على التهديد الذي يواجهنا، وفكرة الحرب على جبهات عدّة في وقت واحد".
وأوضح أن "الجيش الإسرائيلي سيواصل الاستثمار في المعلومات الاستخباراتية والحركة الجوية التي ستوفر متنفساً في الحرب، حتى يقوم الجيش بتعبئة نظام الاحتياط بأكمله".
وشدد المصدر على أن الجيش يحتاج إلى شراء ناقلات جنود مدرعة ذات عجلات، والمزيد من ناقلات الجنود المدرعة من طراز "تايجر"، وأسلحة دفاع أكثر نشاطاً مثل "القبة الحديدية".
نهاية الحرب
في المقابل، يُصر مسؤولون إسرائيليون في تصريحاتهم على استمرار الحرب حتى تحقيق أهدافها، وسط تكهنات بأن الحرب واسعة النطاق التي يشنها الجيش الإسرائيلي في القطاع قد تصبح قريباً أقل تكثيفاً.
ويرى المحلل الإسرائيلي ناحوم برنياع أن الأهداف التي حددتها القيادة السياسية للجيش غير قابلة للتحقيق"، مؤكداً أن التوقعات المبالغ فيها تولد خيبة أمل، وستكون "أليمة" بشكل خاص في أوساط القوات المقاتلة.
وقال برنياع في تقرير نشرته صحيفة "يديعوت أحرونوت" بأن توسيع العمليات البرية في قطاع غزة يفيد بأمرين، هو أنّه "لم يجر بعد السيطرة على شمال قطاع غزة، حيث يخرج المقاتلون من فتحات أنفاق ومبان، ويلاحقون جنود الجيش"، أما الأمر الثاني، فهو أن "الجيش يشتم رائحة النهاية، ويحاول الوصول إلى المزيد من الإنجازات قبل إعلان وقف إطلاق نار".
من جانبه، انتقد وزير الأمن القومي الإسرائيلي إيتمار بن جفير، إدارة مجلس الحرب للعمليات العسكرية في غزة، في ظل الحديث عن تقليص نطاق العملية العسكرية الإسرائيلية في غزة. حسبما أوردت صحيفة "تايمز أوف إسرائيل".
ونقلت الصحيفة عن بن جفير القول إن حزب "القوة اليهودية" الذي يتزعمه، لن يؤيد أي وقف للحرب قبل هزيمة "حماس"، وإعادة جميع المحتجزين، معتبراً أن فكرة تقليص العمليات العسكرية في غزة هي "فشل في إدارة الحرب من قبل مجلس الحرب".
وأضاف أن مجلس الحرب "يجب حله على الفور. لقد حان الوقت لإعادة زمام الأمور إلى مجلس الوزراء (الأمني) الأوسع".