كشفت مصادر قريبة من حركة حماس لـ"الشرق"، الاثنين، عن تفاصيل رسالة مكتوبة وجهها رئيس المكتب السياسي للحركة في قطاع غزة يحيى السنوار، إلى المكتب السياسي العام للحركة، قبل أيام، أكد خلالها أن "حماس" لن تذهب إلى هدنة مؤقتة، وأن الهدف وقف كلي وشامل لإطلاق النار في غزة.
وأشار السنوار في رسالته الثانية إلى أن "كتائب القسام"، الجناح العسكري لحماس، وكذلك فصائل المقاومة حققت إنجازات عسكرية فاقت توقعات إسرائيل، و"لديها إمكانيات للاستمرار لشهور من القتال".
وأبدى "السنوار" في رسالته الثالثة للحركة، ترحيباً بأي جهود "لوقف العدوان"، مشدداً على انفتاح حماس على كافة الأفكار والمبادرات، خصوصاً من مصر وقطر وأطراف أخرى، لوقف الحرب والعدوان على الشعب الفلسطيني والتوصل إلى صفقة تبادل شاملة للأسرى والتمهيد لإعادة إعمار القطاع.
وكشفت مصادر لـ"الشرق" الأحد، عن تفاصيل "المبادرة المصرية" بشأن وقف الحرب الإسرائيلية في غزة.
وعقب انتهاء مباحثات استمرت 4 أيام في العاصمة المصرية، عاد رئيس المكتب السياسي لحركة حماس إسماعيل هنية إلى العاصمة القطرية الدوحة الأحد، للتشاور مع قيادة الحركة بشأن ورقة المبادرة المصرية.
وتوجه بعدها وفد من حركة الجهاد برئاسة الأمين العام زياد النخالة، إلى القاهرة، لتقديم رؤيته بشأن وقف الحرب.
ونفى مسؤولون من حركتي حماس والجهاد، ما نشرته "رويترز" نقلاً عن مصادر مصرية بشأن رفض الحركتين "اقتراحاً مصرياً بترك السيطرة على قطاع غزة مقابل وقف دائم لإطلاق النار".
وقال عزت الرشق، عضو المكتب السياسي لحركة حماس، إنه "لا علم للحركة حول ما نشرته وكالة رويترز"، مجدداً "التأكيد بأنه لا مفاوضات إلّا بوقف شامل للعدوان". وأشار إلى أن "قيادة الحركة تسعى بكل قوة لوقف العدوان والمجازر على شعبنا بشكل كامل وليس مؤقتاً".
وقال نائب الأمين العام لحركة الجهاد، محمد الهندي، الاثنين، رداً على التقرير ذاته، إنه "لا علم لنا بما نشرته رويترز"، مشيراً إلى أن الفصائل ستدرس "المبادرة" لإعلان موقفها. وأعرب عن ترحيبه بـ"أي جهد لوقف العدوان قبل الحديث عن تبادل الأسرى".
وأفادت مصادر مُطلعة لـ"الشرق"، في وقت سابق، بأن حركة حماس أبدت موافقة على المقترح المصري بشأن تشكيل حكومة "تكنوقراط" بعد انتهاء الحرب على غزة، لتولي إدارة الضفة الغربية والقطاع، إلى جانب مهام إعادة الإعمار والإيواء.
وفي إسرائيل، كانت المبادرة المصرية على طاولة مجلس الحرب في اجتماعه الاثنين، ووصف مسؤول إسرائيلي المبادرة بأنها "أولية"، ولكنه اعتبر أن تقديم مصر للاقتراح "أمر مهم وإيجابي".
المبادرة المصرية
تتضمن المرحلة الأولى من المبادرة المصرية، بدء هدنة إنسانية لمدة أسبوعين قابلة للتمديد لأسبوعين أو ثلاثة، تطلق خلالها "حماس" سراح 40 من المحتجزين الإسرائيليين من فئتي النساء والأطفال (أقل من 18 عاماً)، والذكور من كبار السن خصوصاً المرضى.
وفي المقابل، تطلق إسرائيل سراح 120 أسيراً فلسطينياً من نفس الفئتين، ويتم خلالها وقف الأعمال القتالية وتراجع الدبابات، وتدفق المساعدات الغذائية والطبية، والوقود وغاز الطهي لقطاع غزة.
أما المرحلة الثانية، فتشمل إقامة حوار وطني فلسطيني برعاية مصرية بهدف "إنهاء الانقسام"، وتشكيل حكومة تكنوقراط (مستقلين) تتولى الإشراف على قضايا الإغاثة الإنسانية، وملف إعادة إعمار قطاع غزة، والتمهيد لانتخابات عامة ورئاسية فلسطينية.
فيما تتضمن المرحلة الثالثة وقفاً كلياً وشاملاً لإطلاق النار، وصفقة شاملة لتبادل الأسرى تشمل كافة العسكريين الإسرائيليين لدى "حماس" وحركة "الجهاد"، وفصائل أخرى يتم خلالها الاتفاق على عدد الأسرى الفلسطينيين الذين ستطلق سراحهم إسرائيل بما يشمل ذوي المحكوميات العالية، والذين اعتقلتهم إسرائيل بعد السابع من أكتوبر.
وتتضمن المرحلة الأخيرة انسحاباً إسرائيلياً من مدن قطاع غزة، وتمكين النازحين العودة إلى مناطقهم في غزة وشمال القطاع.
استمرار الحرب
وفي وقت سابق الاثنين، قالت كتائب عز الدين القسام، إنها استهدفت منزلاً تحصنت فيه قوة إسرائيلية خاصة من 40 جندياً في شمال قطاع غزة بقذائف مضادة للتحصينات.
وذكرت كتائب القسام في بيان مقتضب، أن مقاتليها أوقعوا أفراد القوة الإسرائيلية "بين قتيل وجريح" بعد استهدافهم في أحد المنازل الكائنة بمنطقة جباليا البلد في شمال القطاع.
كما قال رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، في وقت سابق الاثنين، إن الحرب في غزة لا تقترب من النهاية، ونفى ما وصفه بـ"التكهنات الإعلامية الخاطئة" بأن حكومته قد تدعو إلى وقف القتال ضد حركة "حماس" في القطاع.
وأضاف نتنياهو لنواب من حزبه ليكود: "لسنا بصدد التوقف. نحن مستمرون في القتال، وسنكثف القتال في الأيام المقبلة، وسيستغرق القتال وقتاً طويلاً، ولم يقترب من النهاية".