قالت مصادر مطلعة لـ"الشرق"، الثلاثاء، إن رئيس مجلس السيادة وقائد الجيش في السودان الفريق أول عبد الفتاح البرهان، وافق علي دعوة رئيس الهيئة الحكومية للتنمية "إيقاد" إسماعيل جيلي، للقاء قائد قوات الدعم السريع الفريق أول محمد حمدان دقلو "حميدتي"، الخميس، بجيبوتي، فيما أبلغت مصادر دبلوماسية إفريقية "الشرق"، بأن الهيئة لا زالت تنتظر رداً رسمياً من "حميدتي" بشأن اللقاء.
لكن عضو المكتب الاستشاري لقائد قوات الدعم السريع، إبراهيم مخير، قال إن "حميدتي" لم يتسلم حتى الآن أي دعوة رسمية للاجتماع مع قائد الجيش عبد الفتاح البرهان، الخميس، في جيبوتي، الخميس.
وأضاف مخير لوكالة أنباء العالم العربي AWP، أن هناك عقبات حقيقية أمام اللقاء، مشيراً إلى "ضرورة تسليم الإسلاميين المتورطين في إثارة العنف بالسودان"، كجزء من إجراءات الثقة التي تم الاتفاق عليها في محادثات جدة، وهو الوعد الذي لم يف به الجيش، حسب قوله، نافياً إمكانية حدوث هذا اللقاء دون إزالة هذه "العقبات".
وأردف قائلاً: "الدعم السريع طلب من قائد الجيش أن يأتي إلى المفاوضات بصفته كقائد للقوات المسلحة، وليس بصفته ممثلاً للشعب السوداني أو مجلس السيادة، لأننا نعتبرها صفة زائفة، ولا يمكن التوصل لاتفاق سلام معتمدين على صفة غير موجودة".
لقاء حميدتي حمدوك
وفي وقت سابق الثلاثاء قالت مصادر مطلعة لـ"الشرق"، إن البرهان، تسلم خطاباً رسمياً من رئيس الهيئة الحكومية للتنمية "إيقاد"، يدعوه إلى لقاء قائد قوات الدعم السريع الفريق أول محمد حمدان دقلو "حميدتي" في جيبوتي، الخميس 28 ديسمبر.
وبعدها بساعات أعلن "حميدتي"، موافقته على الدعوة التي وجهها رئيس الوزراء السوداني السابق عبد الله حمدوك لعقد لقاء والتشاور بشأن وقف النزاع المسلح المتواصل في البلاد من أكثر من 8 أشهر.
وقال حميدتي وفي بيان عبر حسابه بموقع "إكس": "تلقيت خطاباً من رئيس تنسيقية القوى الديمقراطية المدنية (عبد الله حمدوك) دعانا من خلاله لاجتماع عاجل لمناقشة قضايا وقف الحرب ومعالجة آثارها. أؤكد ترحيبي التام بعقد هذا اللقاء فوراً، وسنشرع مباشرة في نقاش ترتيبات الاجتماع، فنحن نمد أيادينا مرحبين بكل جهد وطني يجلب السلام، وينهي المعاناة التي خلفتها الحرب".
والاثنين، وجه حمدوك رسالتين خطيتين إلى الفريق أول عبدالفتاح البرهان، قائد القوات المسلحة السودانية، والفريق أول محمد حمدان دقلو قائد "قوات الدعم السريع"، طلب منهما، نيابة عن تنسيقية القوى الديمقراطية المدنية "تقدم"، اللقاء عاجلاً بغرض التشاور حول السبل الكفيلة لـ"وقف الحرب التي قتلت وشردت السودانيين، ودمرت البنى التحتية، ويهدد استمرارها بقاء الوطن".
وكانت الهيئة الحكومية للتنمية في إفريقيا "إيقاد" دعت البرهان و"حميدتي" للاجتماع من أجل الاتفاق على وقف إطلاق النار، وبحث سبل تيسير وصول مواد الإغاثة.
وأفاد مصدر سوداني رفيع لـ"الشرق"، الجمعة الماضي، بأن البرهان، وافق على لقاء "حميدتي" بشرط وقف إطلاق النار، والخروج من المناطق السكنية وفقاً لـ"اتفاق جدة"، وذلك في أعقاب كلمة للبرهان قال فيها إن "الجيش ربما ينخرط قريباً في مفاوضات مع قوات الدعم السريع".
وأوضح المصدر أن وزير الخارجية السوداني المكلف علي الصادق سلَّم، رسالة مكتوبة من البرهان لرئاسة الهيئة الحكومية للتنمية في إفريقيا "إيقاد" من خلال سفير جيبوتي في المغرب، على هامش المنتدى العربي الروسي، تفيد بموافقته على لقاء "حميدتي" بعد تحقيق شروطه.
كان البرهان ألمح في وقت سابق، إلى إمكانية الانخراط في مفاوضات مع قوات الدعم السريع، لكنّه شدد على أنه لن يوقع اتفاق سلام "فيه ذل ومهانة للشعب والقوات المسلحة".
وأوضح البرهان، في كلمة بمنطقة البحر الأحمر العسكرية: "ربما سننخرط قريباً في مفاوضات سلام مع الدعم السريع"، مشيراً إلى قبوله باستئناف التفاوض مرة أخرى مع الدعم السريع.
وأكد رئيس مجلس السيادة السوداني، أن "التفاوض سيركز على نقاط محددة أهمها وقف إطلاق النار، وخروج الدعم السريع من المناطق السكنية للمدنيين".