قال محمد حمدان دقلو "حميدتي"، قائد قوات الدعم السريع في السودان، إن الحرب مع الجيش "ستنتهي قريباً"، مؤكداً في كلمة مسجلة بمناسبة الذكرى الثامنة والستين لاستقلال السودان، أن قوات الدعم السريع "لا تنوي أن تكون بديلاً للجيش السوداني، ولا نرغب في ذلك، ونريد تأسيس جيش جديد ومهني".
ودعا "حميدتي"، الجيش السوداني، إلى "الإقرار علناً بخسارة الحرب، والتوقف عن القتال"، مضيفاً أنه "على الجيش السوداني التمهيد لإنهاء الحرب، وبدء عملية سياسية".
وأعرب قائد قوات الدعم السريع التي تقاتل الجيش السوداني منذ 15 أبريل الماضي، عن تمسكه بـ"الحكم المدني، وتأسيس السودان على أسس عادلة"، وتابع: "يجب أن يكون التحول في السودان ديمقراطياً مستداماً، ولا نريد تكرار أخطاء الماضي".
كما دعا أيضاً القوى المدنية الديمقراطية السودانية، إلى "اتخاذ خطوات جدية لبدء حوار ينهي الحرب، وتشكيل حكومة جديدة"، وأشار "حميدتي"، إلى وقوع انتهاكات واسعة في ولاية الجزيرة، خلال الحرب مع الجيش السوداني، وتعهد بمحاسبة مرتكبي هذه الانتهاكات، لكنه نفى صلتهم بقوات الدعم.
وقال قائد قوات الدعم السريع، "نريد بناء نظام سياسي جديد في السودان يحقق سلاماً حقيقياً، ويعالج الأسباب الجذرية للحروب.. النظام الذي ظل ينتج حروباً لمدة 70 عاماً في السودان ليس لديه جديد ليقدمه".
جاء خطاب "حميدتي" بعد ساعات من كلمة مماثلة ألقاها رئيس مجلس السيادة وقائد الجيش السوداني عبد الفتاح البرهان، الأحد، بمناسبة ذكرى استقلال السودان أيضاً، وقال فيها إن القوات المسلحة تدعم التفاوض، وبحث سبل وقف الحرب المستمرة منذ 8 أشهر، لكنه اعتبر أن الطريق الوحيد لوقفها هو خروج قوات الدعم السريع من مدن السودان.
وطالب البرهان بـ"إعادة كل المنهوبات من أموال وممتلكات المواطنين والمنقولات الحكومية، وإخلاء مساكن المواطنين والمقار الحكومية"، مشدداً على أن "أي وقف لإطلاق النار لا يضمن ما ذكر لن يكون ذا قيمة".
وتعثر عقد لقاء بين البرهان وحميدتي، على الرغم من إعلان جيبوتي استكمال كل الترتيبات لعقده، الخميس الماضي، وسط تضارب في المعلومات بشأن موافقة الطرفين على اللقاء، وأعلنت قبل ساعات من الموعد المحدد، اعتذارها عن عدم عقد اللقاء لصعوبة حضور حميدتي لـ"أسباب فنية".
لقاء حميدتي وحمدوك
والأحد، أعلنت تنسيقية القوى الديمقراطية المدنية "تقدم"، أن وفداً يقوده رئيس الهيئة القيادية للتنسيقية ورئيس الوزراء السابق عبد الله حمدوك، يلتقي "حميدتي"، الاثنين، في العاصمة الإثيوبية أديس أبابا، لـ"بحث سبل وقف الحرب".
وقالت "تقدم" في بيان، إن اللقاء يأتي على إثر الخطابات التي أرسلتها تنسيقية القوى الديمقراطية المدنية لقائدي القوات المسلحة والدعم السريع، والتي دعتهما فيها إلى عقد لقاءات عاجلة تبحث قضايا حماية المدنيين، وتوصيل المساعدات الإنسانية، وسبل وقف الحرب عبر المسار السلمي التفاوضي".
وأشارت إلى أن قوات الدعم السريع "استجابت لطلب اللقاء"، لافتةً إلى أنه "لا زال التواصل مستمراً مع قيادة القوات المسلحة لتحديد مكان وزمان للقاء بين (تقدم) والقوات المسلحة السودانية".
اشتباكات في الخرطوم
ميدانياً تجددت الاشتباكات بين الجيش والدعم السريع في الخرطوم، الاثنين، مع دخول الحرب يومها الـ 262، وقصف الجيش بالطائرات المسيرة عدة مواقع للدعم السريع في منطقة شرق النيل، وحي أركويت، ومحيط برج الاتصالات، وشمال أبراج النصر السكنية شرقي العاصمة.
وتصاعدت أعمدة الدخان من محيط سلاح المدرعات في حي جبرة جنوب الخرطوم، فيما شهدت مدينتا بحري وأم درمان، هدوءاً حذراً في معظم جبهات القتال صباح الاثنين.
وردت قوات الدعم السريع بتوجيه مدافعها الثقيلة من مواقع تمركزها شرق الخرطوم، مستهدفة مواقع الجيش في القيادة العامة وسط الخرطوم وسلاح الإشارة بمدينة بحري شمال الخرطوم.