قال البيت الأبيض، الخميس، إن كوريا الشمالية زودت روسيا في الآونة الأخيرة بصواريخ باليستية وقاذفات لتستخدمها في حربها على أوكرانيا، فيما أشار مسؤولون أميركيون إلى خطط روسية لشراء صواريخ باليستية قصيرة المدى من إيران "تثير قلق" واشنطن، حسب ما أفادت صحيفة "وول ستريت جورنال".
وذكر منسق الاتصالات الاستراتيجية بمجلس الأمن القومي التابع للبيت الأبيض جون كيربي للصحافيين الخميس، أن واشنطن ستثير هذا التطور في مجلس الأمن الدولي التابع للأمم المتحدة، مشيراً إلى أن نقل بيونج يانج أسلحة إلى موسكو أنه "تصعيد كبير ومقلق".
وقال كيربي إن الولايات المتحدة ستفرض عقوبات إضافية على من يسهلون صفقات الأسلحة هذه. وأضاف: "خلال الأيام القليلة الماضية أطلقت القوات الروسية على الأقل أحد الصواريخ الباليستية الكورية الشمالية صوب أوكرانيا"، موضحاً أن الصاروخ سقط في ما يبدو في منطقة مفتوحة.
وتشن روسيا مؤخراً بعضاً من أعنف الهجمات على أوكرانيا منذ اندلاع الحرب قبل عامين تقريباً. وذكرت كييف الثلاثاء، أن روسيا أطلقت أكثر من 300 صاروخ وطائرة مسيرة هجومية من طُرُز مختلفة على مدن في أنحاء أوكرانيا منذ الجمعة.
صواريخ إيرانية لموسكو
وأشارت "وول ستريت جورنال" في تقرير، الخميس، إلى أن خطط موسكو أثارت "قلقاً عميقاً" داخل إدارة الرئيس الأميركي جو بايدن، كما أنها تأتي في وقت يتراجع فيه دعم الكونجرس لاستمرار المساعدات العسكرية الأميركية إلى كييف، إذ لم يمرر أخيراً مشروع قانون يوفر تمويلاً إضافياً لأوكرانيا.
ونقلت الصحيفة عن أحد المسؤولين الأميركيين، الذي لم تكشف عن هويته، قوله إن "الولايات المتحدة تشعر بالقلق من أن المفاوضات الروسية للحصول على صواريخ باليستية قريبة المدى من إيران تمضي قدماً بنشاط".
وأضاف: "نعتقد أن موسكو تعتزم شراء أنظمة صاروخية من طهران".
ورجح التقرير إمكانية تسليم الصواريخ الإيرانية في ربيع العام الحالي في حال مضت إجراءات الشراء قدماً، لكن المسؤولين الأميركيين لا يعتقدون أن الصفقة اكتملت بعد.
وفي حال إتمام الصفقة، فإن الصواريخ الإيرانية ستمثل إضافة جديدة إلى الأسلحة التي استحوذت عليها موسكو مؤخراً، إذ يقول مسؤولون إن روسيا بدأت بالفعل في استلام منصات إطلاق صواريخ باليستية، وعشرات الصواريخ الباليستية من كوريا الشمالية، بحسب التقرير.
زيارة غير معلنة
وأشار المسؤولون الأميركيون إلى أن رغبة موسكو في الحصول على صواريخ إيرانية بدت واضحة في منتصف ديسمبر الماضي، عندما زار وفد روسي منطقة تدريب إيرانية لتفقد الصواريخ الباليستية، والمعدات ذات الصلة التي عرضتها القوات الجوفضائية التابعة لـ"الحرس الثوري" الإيراني، بما في ذلك صاروخ "أبابيل" قصير المدى.
وجاءت تلك الزيارة، التي كشف عنها التقرير لأول مرة، في أعقاب رحلة قام بها وزير الدفاع الروسي سيرجي شويجو في سبتمبر الماضي إلى مقر القوات الجوفضائية التابعة لـ"الحرس الثوري" في طهران.
وقال مسؤولون أميركيون إن شويجو شاهد خلال تلك الزيارة عرضاً لأنظمة صواريخ "أبابيل" وأنظمة صاروخية أخرى، كما التقى رئيس أركان القوات المسلحة الإيرانية محمد باقري، وأكد أن العلاقات الروسية-الإيرانية، وصلت إلى "مستوى جديد".
ولفت التقرير إلى أن روسيا لجأت أيضاً إلى كوريا الشمالية لدعم جهودها لإنتاج الأسلحة في الداخل، وعقد الرئيس الروسي فلاديمير بوتين والزعيم الكوري الشمالي كيم جونج أون قمة بروسيا في سبتمبر الماضي، تعهدا خلالها بتعزيز التعاون في المسائل الاقتصادية والأمنية.
وخلال الأسابيع القليلة الماضية، بدأت بيونج يانج في "شحن مجموعة من الأسلحة إلى موسكو، تشمل صواريخ باليستية قصيرة المدى إلى شرق روسيا"، بحسب عدد من المسؤولين المطلعين على الصفقة، أشاروا إلى أن الأسلحة شملت أيضاً "مخزونات من قذائف المدفعية".