قال قائد القوات البحرية في القيادة المركزية الأميركية الوسطى "سنتكوم"، براد كوبر، إن قوات التحالف الدولي الذي تقوده الولايات المتحدة في البحر الأحمر والمعروف بـ"حارس الازدهار"، أسقطت 19 طائرة مسيرة وصاروخاً أطلقها الحوثيون المدعومون من إيران في اليمن في أقل من شهر، مشدداً على أن "الحوثيين لا يظهرون أي علامة على التراجع"، حسبما نقلت "بلومبرغ".
وأضاف كوبر في أول تصريحات مفصّلة بشأن "حارس الازدهار"، أن أكثر من 1500 سفينة تجارية دولية مرت بأمان عبر البحر الأحمر، منذ أن بدأ التحالف عملياته في 18 ديسمبر الماضي. وقال كوبر إن "التحالف يسعى إلى تأمين والدفاع عن المنطقة".
وأكد قائد البحرية الأميركية، وجود خمس سفن حربية من جنسيات مختلفة تقوم بدوريات في البحر الأحمر لحماية جميع السفن في الممر المائي بدلاً من توفير مرافقة فردية لعدد قليل منها. وقال إن فرقة العمل تقوم بدور نشط في "المناورة والتواصل في البحر".
وقال كوبر، إنه منذ 18 نوفمبر، وقع 25 هجوماً على السفن في البحر الأحمر.
وفي وقت سابق قال مسؤولون أميركيون، إن الجيش الأميركي أعدّ "خيارات" لضرب جماعة الحوثي المدعومة من إيران، بعد أن وجهت الولايات المتحدة وبريطانيا وحلفاء رئيسيون "تحذيراً أخيراً" لحثها على وقف هجماتها على حركة الملاحة الدولية في البحر الأحمر، بحسب صحيفة "وول ستريت جورنال".
خيارات لضرب الحوثيين
ووصف البيان الذي أصدرته أكثر من اثنتي عشرة دولة، هجمات الحوثيين المستمرة في البحر الأحمر بأنها "غير قانونية وغير مقبولة، وتؤدي إلى زعزعة الاستقرار بشكل كبير"، محذراً من أن الحوثيين "سيواجهون عواقب وخيمة إذا استمروا في تهديد الأرواح والاقتصاد العالمي والتدفق الحر للتجارة في الممرات المائية الحيوية بالمنطقة".
وقال مسؤولون أميركيون لـ "وول ستريت جورنال"، إن الجيش الأميركي أعدّ "خيارات" لضرب الجماعة المتمردة المدعومة من إيران، وأضافوا أنه إذا استخدمت الولايات المتحدة وبريطانيا والدول الأخرى، القوة، فإن قائمة الأهداف المحتملة قد تتضمن "منصات إطلاق الصواريخ المضادة للسفن والطائرات المسيرة"، واستهداف البنية التحتية مثل "منشآت الرادار الساحلية ومرافق تخزين الذخائر".
ولفت المسؤولون إلى أن "من بين التحديات التي تعترض ضرب أهداف الحوثيين أن العديد من أنظمة أسلحتهم متحركة".
وتوخت إدارة الرئيس الأميركي جو بايدن الحذر في استخدام القوة ضد الحوثيين، وسعت بدلاً من ذلك إلى دفع احتمالات التوصل إلى حل دبلوماسي للصراع في اليمن وتجنب التورط في مواجهة متبادلة ومباشرة مع الحوثيين، الذين يعتبرهم بعض المسؤولين الأميركيين "ورقة جامحة" لا يمكن التنبؤ بما قد تفعله.
عمليات تكتيكية
من جانبه، قال مسؤول بريطاني، الخميس، إن تحرك قوات التحالف ضد الحوثيين في اليمن، حيث يتمركزون، أمر محتمل إذا لم يستجيبوا لهذا التحذير. وقال المسؤول، الذي تحدث لـ"بلومبرغ" شريطة عدم الكشف عن هويته، إن إدارة بايدن أثارت هذا الاحتمال. وقال المسؤول إن المملكة المتحدة أشارت إلى أنها ستفضل عمليات تكتيكية صغيرة نسبياً لتقويض قدرات الحوثيين.
وقال كوبر، إن الممر المائي في البحر الأحمر يشهد مرور 12% من سفن التجارة العالمية.
وباتت عدد من شركات الشحن الكبرى تسلك طريقاً أطول وأكثر تكلفة حول الطرف الجنوبي لإفريقيا لتجنب تهديد الحوثيين، وهذا يؤدي إلى ارتفاع الأسعار قصيرة الأجل لشحن الحاويات.
وقال موقع Freightos، وهو منصة حجز ودفع البضائع، الأربعاء، إن السعر الفوري لشحن البضائع في حاوية بطول 40 قدماً من آسيا إلى شمال أوروبا يتجاوز الآن 4000 دولار، أي قفزة بنسبة 173% عما كان عليه قبل بدء عمليات التحويل في منتصف ديسمبر، وفق بلومبرغ.