الزلازل وتحطم الطائرة يعمقان الأزمات السياسية لرئيس وزراء اليابان

time reading iconدقائق القراءة - 7
حطام طائرة ركاب بعد احتراقها إثر حادث اصطدام في العاصمة اليابانية طوكيو. 2 يناير 2024 - AFP
حطام طائرة ركاب بعد احتراقها إثر حادث اصطدام في العاصمة اليابانية طوكيو. 2 يناير 2024 - AFP
دبي -الشرق

يواجه رئيس الوزراء الياباني فوميو كيشيدا مع بداية العام الجديد، عقبات وتحديات داخلية وخارجية، في خضمّ تداعيات الزلازل المدمرة التي ضربت البلاد، وحادث تحطم الطائرة المميت، بالإضافة إلى فضائح سياسية مرتبطة بجمع التبرعات وقضايا فساد، فيما تشير وكالة "بلومبرغ" إلى أن الأشهر القليلة المقبلة ستمثل لحظة فاصلة بالنسبة لرئيس الوزراء الياباني.

وقالت "بلومبرغ"، الجمعة، إن كيشيدا يواجه فضيحة سياسية تتعلق بجمع التبرعات ومعدل تأييد منخفض بشكل قياسي ومخاطر جيوسياسية، مضيفة أنه وجد نفسه الآن يشرف على عملية إنقاذ مطولة في أعقاب الزلزال الذي ضرب وسط البلاد يوم رأس السنة الجديدة، والذي أودى بحياة أكثر من 80 شخصاً، وما زال حوالي 200 شخص في عداد المفقودين.

كما تسعى حكومته أيضاً للوصول إلى معلومات بشأن حادث تصادم طائرة في المطار الرئيسي بطوكيو، الثلاثاء الماضي، مما أودى بحياة 5 أشخاص واشتعال النيران في طائرة ركاب.

وقبل هاتين الكارثتين، كانت هناك تكهنات بأن أيام كيشيدا كرئيس للوزراء قد تكون معدودة، حيث كان موقفه متعثراً خلال معظم الأسابيع الأخيرة من عام 2023؛ بسبب فضيحة سياسية هي الأوسع نطاقاً في اليابان منذ عقود، والتي ساعدت في دفع الاستياء من حكومته إلى أعلى مستوياته منذ عام 1947 في أحد استطلاعات الرأي الرئيسية. 

لحظة فاصلة

ورأت "بلومبرغ" أن الأشهر القليلة المقبلة ستمثل لحظة فاصلة بالنسبة لرئيس الوزراء الياباني، الذي يواجه حدثين رئيسيين في شهر مارس المقبل، أولهما إقرار الميزانية الوطنية في البرلمان الذي يهيمن عليه الحزب الليبرالي الديمقراطي الحاكم، وزيارة محتملة إلى الولايات المتحدة، والتي من المرجح إما أن تعزز معدلات تأييده، أو تمهد الطريق لتنحيه عن السلطة. 

ويقول جيرالد كيرتس، وهو الأستاذ الفخري في جامعة كولومبيا في نيويورك، ومؤلف العديد من الكتب عن السياسة اليابانية: "وجهة النظر السائدة هي أنه من المحتمل أن يظل في منصبه حتى يتم إقرار الميزانية، ولكن بعد ذلك سيتعين عليه الاستقالة". 

وعادةً ما تأتي موافقة البرلمان على الموازنة في أواخر مارس، ولكن كيرتس، يشير إلى أن كيشيدا، قد يتنحى في وقت أقرب، وذلك بناءً على التفاصيل التي قد تظهرها التحقيقات.

وكان رئيس الوزراء الياباني قد تعهد، الخميس، ببذل كل ما في وسعه لاستعادة ثقة الشعب، كما بذل جهوداً واسعة لمساعدة أولئك الذين يكافحون من أجل التعافي من الزلزال القوي الذي أطاح بالمباني، وقلب حياة عشرات الآلاف رأساً على عقب. 

ومن المتوقع أن تزداد حدة التدقيق في حكومته في الوقت الذي يتعامل فيه مع واحدة من أسوأ الكوارث الطبيعية التي تضرب البلاد منذ سنوات، ولكن هذه الكارثة قد توفر أيضاً فرصة لإثبات قيادته من خلال إرسال المساعدات إلى أكثر من 33 ألف شخص تم إجلاؤهم من المنطقة المتضررة من الزلزال التي تعاني من نقص المياه والغذاء.

دعم أميركي

وتعهدت واشنطن، الجمعة، بتقديم دعم لوجيستي عسكري ومساعدات تقدر بـ 100 ألف دولار، وفق "رويترز".

وقال رام إيمانويل، السفير الأميركي في اليابان، عبر منصة "إكس": "الولايات المتحدة هنا لدعم صديقنا وحليفنا في استجابته للزلزال. ويجري إعداد دعم لوجيستي عسكري وغذاء وإمدادات أخرى".

وقال كيشيدا، في مؤتمر صحافي، الخميس: "العالم يتطلع إلى اليابان من أجل الاستقرار والقوة الدبلوماسية، وسنستعيد ثقة الشعب، وسنعمل على استقرار السياسة، وبناءً على ذلك، سنتمكن من دفع بعض السياسات المهمة". 

ويواجه كيشيدا حالة من عدم اليقين في جميع أنحاء العالم، بما في ذلك الانتخابات الرئاسية الأميركية المقبلة، واستمرار الغزو الروسي لأوكرانيا، وحرب إسرائيل على قطاع غزة.

وأضافت "بلومبرغ" أن فضيحة جمع التبرعات لها تداعيات على أهداف سياسية أخرى، إذ أصبحت خطط كيشيدا الدفاعية محل شك بعد تأجيل الزيادات الضريبية اللازمة لتمويل أكبر حشد عسكري منذ الحرب العالمية الثانية. 

ووفقاً لكريستوفر جونستون، المدير السابق لشؤون شرق آسيا في مجلس الأمن القومي الأميركي، فإن التقدم نحو تخفيف القيود المفروضة على صادرات الأسلحة كان أقل من توقعات الولايات المتحدة، كما فشلت الحكومة اليابانية في تنفيذ قوانين الأمن السيبراني المقترحة.

وأضاف جونستون، الذي يشغل الآن منصب رئيس قسم اليابان في مركز الدراسات الاستراتيجية والدولية: "يبدو أن هذه الطموحات قد تلاشت". 

انكماش اقتصادي

ورأت الوكالة أن العام الجاري 2024، سيشهد اختباراً آخر في طوكيو حيث يدرس بنك اليابان ما إذا كان سينهي سياسة أسعار الفائدة السالبة، لافتة إلى أن الانكماش الأسوأ منذ ذروة وباء فيروس كورونا الذي تشهده البلاد الآن بالإضافة إلى الزلزال الأخير يحجبان الطريق أمام تطبيع السياسة.

وسواء بقي كيشيدا في منصبه أم لا، فإن أحزاب المعارضة تحظى بشعبية أقل من الحزب الليبرالي الديمقراطي الحاكم، ولن يتم إجراء انتخابات عامة حتى عام 2025، وقد يكون من الصعب على الحزب الحاكم أن يتحد حول خليفة جديد؛ نظراً لأن اثنين من الفصائل الرئيسية داخله، يتعرضان لانتقادات بسبب مزاعم التمويل، وأظهر استطلاع للرأي أُجري مؤخراً أن الأمين العام السابق للحزب شيجيرو إيشيبا هو الخيار الأكثر شعبية. 

كما يواجه كيشيدا أو خليفته احتمال إعادة انتخاب الرئيس الأميركي السابق دونالد ترمب، المعروف بتشككه بشأن التحالفات مع اليابان وغيرها، كرئيس للولايات المتحدة في نوفمبر المقبل، وتقول "بلومبرغ" إن عدم استقرار القيادة في طوكيو قد يمنع إحياء العلاقات الوثيقة مع الولايات المتحدة التي بناها الراحل شينزو آبي مع الرئيس الأميركي السابق عبر العديد من المكالمات وجولات رياضة الجولف، والتي نسب البعض الفضل لها في تخفيف حدة موقفه تجاه اليابان. 

ونقلت الوكالة عن إيتشيرو فوجيساكي، سفير اليابان السابق إلى الولايات المتحدة، قوله إن أي عودة إلى "الباب الدوار" الذي عانته اليابان خلال الفترة من 2006 إلى 2012 سيلحق الضرر بمكانتها العالمية. وأضاف فوجيساكي عن الفترة التي قضاها في منصبه: "لم يكن الأمر سهلاً، لأن الأميركيين كانوا يعلمون أن رؤساء وزرائنا يتغيرون كثيراً".

تصنيفات

قصص قد تهمك