اجتمع وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن بالرئيس التركي رجب طيب أردوغان، السبت، على أن يلتقي رئيس وزراء اليونان خلال وقت لاحق اليوم، وذلك في بداية جولة تستغرق أسبوعاً، تهدف إلى تهدئة التوتر المتصاعد في الشرق الأوسط منذ اندلاع الحرب على غزة في أكتوبر الماضي.
وبدأ بلينكن محادثاته من إسطنبول بالاجتماع مع أردوغان الذي ينتقد بشدة العمليات العسكرية الإسرائيلية في غزة.
وقال المتحدث باسم وزارة الخارجية الأميركية ماثيو ميلر، إن بلينكن أكد خلال المحادثات "ضرورة منع اتساع الصراع، وإطلاق سراح الرهائن، وزيادة المساعدات الإنسانية، وتقليل الخسائر في صفوف المدنيين".
وأضاف المتحدث أن بلينكن أكد أيضاً ضرورة العمل لإحلال سلام دائم وأوسع نطاقاً في المنطقة يضمن أمن إسرائيل، ويدعم إقامة دولة فلسطينية.
وأشارت وزارة الخارجية التركية في بيان إلى أن بلينكن ناقش مع نظيره التركي هاكان فيدان في وقت سابق الحرب في غزة، والأزمة الإنسانية هناك، وتصديق تركيا على طلب السويد الانضمام إلى حلف شمال الأطلسي "الناتو".
وذكر مسؤول كبير بالخارجية الأميركية كان برفقة بلينكن، تحدث شريطة عدم الكشف عن هويته، أن المسؤولين بالولايات المتحدة أبدوا استياءهم حيال إطالة أمد عملية تصديق أنقرة على طلب السويد للانضمام إلى "الناتو"، لكنهم الآن واثقون من أنها ستوافق عليه قريباً، بعد أن أيد البرلمان التركي الطلب الشهر الماضي.
وأرجأ المشرعون الأميركيون بيع طائرات مقاتلة من طراز "F-16" لتركيا حتى تُصدّق على طلب انضمام ستوكهولم إلى الحلف.
وستصبح السويد التي تقدمت مع فنلندا بطلب للانضمام إلى حلف شمال الأطلسي بعد الغزو الروسي لأوكرانيا في أوائل عام 2022، العضو الـ32 في الحلف. وانضمت فنلندا العام الماضي.
زيارة بلينكن إلى اليونان
المحطة الثانية لوزير الخارجية الأميركي ستكون جزيرة كريت للقاء رئيس الوزراء اليوناني كيرياكوس ميتسوتاكيس. وتنتظر اليونان، العضو في "الناتو"، موافقة الكونجرس الأميركي على بيع طائرات مقاتلة من طراز "F-35".
وفي تصريحات لقناة "سكاي نيوز" البريطانية، قال وزير الخارجية اليوناني جورج جيرابتريتيس: "سنناقش هذه المسألة. أعتقد أنه ستكون هناك تطورات إيجابية".
وتشمل جولة بلينكن دولاً عربية وإسرائيل والضفة الغربية المحتلة، حيث سيوصل رسالة مفادها أن واشنطن لا تريد تصعيداً إقليمياً للصراع في قطاع غزة.
ولفت المسؤول الأميركي الذي يرافق بلينكن في زيارته إلى إن تركيا ترتبط بعلاقات مع العديد من أطراف الصراع، في إشارة إلى علاقاتها مع إيران وحركة "حماس". وعلى النقيض من الولايات المتحدة، فإن أنقرة لا تُصنف حماس "جماعة إرهابية"، وتستضيف بعض أعضائها.
وبدأت الحرب عندما شن مقاتلو "حماس" هجوماً على إسرائيل في 7 أكتوبر، أسفر عن مصرع 1200 شخص واحتجاز 240 رهينة، وفقاً لإحصاءات إسرائيل.
وفي المقابل، أكد مسؤولون فلسطينيون أن الهجوم الانتقامي الذي شنته إسرائيل على غزة أودى بحياة 22 ألفاً و722 فلسطينياً على الأقل. وامتد الصراع إلى الضفة الغربية، ولبنان، وخطوط الملاحة في البحر الأحمر.
ويتطلع بلينكن أيضاً إلى إحراز تقدم في المحادثات بشأن كيفية حكم غزة في حال حققت إسرائيل هدفها المتمثل في القضاء على "حماس".
وقال المسؤول إن واشنطن تريد أن تلعب دول المنطقة مثل تركياً دوراً في إعادة إعمار غزة وحكمها، وربما الأمن في القطاع الذي تديره حركة "حماس" منذ عام 2007.