قالت مصادر استخباراتية إقليمية، وفق "رويترز"، إن الأردن نفذ أربع ضربات جوية داخل سوريا، الثلاثاء، في ثاني غارة من نوعها خلال أسبوع تستهدف ما يُشتبه بأنها مزارع ومخابئ لمهربي المخدرات.
وأكدت المصادر تقارير أوردها موقع "السويداء 24" الإخباري السوري عن ثلاث ضربات استهدفت تجار مخدرات بارزين في بلدتي الشعاب وعرمان بمحافظة السويداء، بالقرب من الحدود الأردنية السورية، فيما أصابت الضربة الرابعة مزرعة قريبة من قرية الملاح.
ونقل الموقع عن 3 مصادر محلية قولها، أن هناك أنباءً غير مؤكدة عن مصرع ثلاثة أشخاص، بينهم تاجر مخدرات محلي كبير.
بدوره، قال رئيس تحرير موقع "السويداء 24"، ريان معروف: "يستهدف الأردنيون على ما يبدو المزارع التي يُشتبه بتخزين المخدرات فيها قبل تهريبها عبر الحدود، وكذلك منازل ومخابئ تجار المخدرات المعروفين"، مضيفاً أن "الضربات الأخيرة تشير إلى تصعيد الأردن حربه على تجار المخدرات".
والسبت الماضي، أعلن الجيش الأردني، قتل 5 مسلحين وإصابة آخر خلال اشتباكات مع مجموعة مسلحة من المهربين على الحدود الشمالية مع سوريا، بالإضافة إلى توقيف 15 مهرباً، مشيراً إلى طرد مجموعات مسلحة إلى سوريا، وضبط مواد مخدرة.
والجمعة، قال مصدر أردني مطلع، إن بلاده نفذت غارتين جويتين على مواقع داخل الأراضي السورية، في إطار ملاحقة مهربي المخدرات.
وفي الفترة الماضية، شهدت المنطقة الحدودية بين الأردن وسوريا، نشاطاً في محاولات تهريب المخدرات، أسفرت عن قتل وإصابة عدد من المهربين واعتقال عدد آخر، كما أودت بحياة عدد من أفراد القوات المسلحة الأردنية.
ويقول الأردن، الذي يستضيف نحو 1.6 مليون لاجئ سوري، إن عمليات التهريب هذه باتت "منظمة" وتستخدم فيها أحياناً طائرات مسيّرة، وتحظى بحماية مجموعات مسلحة، ما دفع الأردن لاستخدام سلاح الجو غير مرة لضرب هؤلاء وإسقاط طائراتهم المسيرة.
دور إيراني ومساعدات أميركية
وكان وزير الخارجية الأردني، أيمن الصفدي، قد حذر خلال لقاء جمعه مع نظيره الإيراني حسين أمير عبداللهيان، الشهر الماضي، في جنيف من "استمرار محاولات تهريب المخدرات والسلاح من سوريا إلى الأردن"، كما أكد في 3 يوليو، خلال لقاء مع الرئيس السوري بشار الأسد على ضرورة التعاون لمواجهة تهريب المخدرات عند الحدود.
ويتهم الأردن "حزب الله" اللبناني، وفصائل مسلحة أخرى موالية لإيران، تسيطر على جزء كبير من جنوب سوريا بالوقوف وراء زيادة التهريب.
ورفضت إيران و"حزب الله" هذه المزاعم، ووصفاها بأنها "مؤامرة غربية على سوريا"، التي تنفي التواطؤ مع فصائل مسلحة مدعومة من إيران تربطها المعارضة بقواتها الأمنية.
وقال مسؤولون أردنيون، إن المملكة حصلت على وعود بمساعدات عسكرية أميركية لتحسين الوضع الأمني، كما قدمت الولايات المتحدة بالفعل نحو مليار دولار لإنشاء نقاط حدودية منذ بدء الصراع السوري في 2011.
وأوضح خبراء من الأمم المتحدة ومسؤولون أميركيون وأوروبيون، أن تجارة المخدرات غير المشروعة تمول الفصائل المسلحة الموالية لإيران والقوات شبه العسكرية الموالية للحكومة في سوريا، والتي ظهرت خلال الصراع المستمر منذ أكثر من عقد.
ويقول مسؤولون في مجال مكافحة المخدرات من الولايات المتحدة، إن سوريا التي مزقتها الحرب أصبحت الموقع الرئيسي في المنطقة لتجارة مخدرات بمليارات الدولارات، وبات الأردن طريق عبور رئيسي للأمفيتامين السوري، الصنع المعروف باسم "الكبتاجون"، إلى دول الخليج.