هل خرق أوستن القانون الأميركي بدخول المستشفى سراً؟

time reading iconدقائق القراءة - 6
وزير الدفاع الأميركي لويد أوستن خلال جلسة استماع بمجلس الشيوخ في واشنطن. 31 أكتوبر 2023 - Bloomberg
وزير الدفاع الأميركي لويد أوستن خلال جلسة استماع بمجلس الشيوخ في واشنطن. 31 أكتوبر 2023 - Bloomberg
دبي/واشنطن-رويترزالشرق

يواجه وزير الدفاع الأميركي لويد أوستن انتقادات شديدة في الولايات المتحدة، واتهامات بشأن إمكانية انتهاكه للقانون من خلال إبقاء دخوله إلى المستشفى وخضوعه للجراحة "سراً" على الرئيس الأميركي جو بايدن وبقية أعضاء الإدارة، ولكن على الرغم من بعض الدعوات لاستقالته، فمن المرجح أن يواجه إجراءات شكلية فقط.

ما الذي فعله أوستن؟

دخل أوستن، 70 عاماً، في يوم رأس السنة الجديدة إلى وحدة العناية المركزة في مركز والتر ريد الطبي العسكري الوطني؛ بسبب ما قال البنتاجون إنها "مضاعفات عقب إجراء طبي اختياري"، وهي معلومة أبقتها وزارة الدفاع طي الكتمان لمدة خمسة أيام. 

والثلاثاء، أعلن متحدث باسم البنتاجون أن أوستن خضع لعملية جراحية في 22 ديسمبر، بعد أن كشف فحص عن إصابته بسرطان البروستات.

ويحتل أوستن المركز الثاني في التسلسل القيادي للجيش الأميركي خلف بايدن مباشرة، لكن موظفيه لم يبلغوا البيت الأبيض بحالته لمدة ثلاثة أيام.

ما البروتوكول المتبع في حالة أوستن؟

يبدو أن طريقة تعامل أوستن مع مرضه، يمثل انتهاكاً لبروتوكول المسؤولين رفيعي المستوى في الإدارة الأميركية، إذ عادةً ما يعلنون عن غيابهم في الحالات الطبية، ويحددون مسبقاً من يحل محلهم.

تتطلب واجبات أوستن أن يكون متاحاً في أي لحظة؛ للتعامل مع أي أزمة تتعلق بالأمن القومي. وقال أوستن، السبت، إنه "كان بإمكانه القيام بعمله"، معلناً تحمل "المسؤولية الكاملة" عن السرية التي أحاطت بدخوله المستشفى.

وقال مسؤولون في البيت الأبيض إن بايدن لا يزال لديه "ثقة كاملة" في أوستن، الذي لا يزال في المستشفى، لكنه عاد إلى مهامه العادية.

ما القواعد التي كسرها أوستن؟

قال خبراء قانونيون لوكالة "رويترز"، إن أوستن ربما يكون قد انتهك القانون الأميركي بشأن  "شغور المنصب"، إذ أن من الواجب إبلاغ الكونجرس بغرفتيه (مجلس الشيوخ ومجلس النواب) في حال غياب كبار المسؤولين أو تعيين أشخاص نيابة عنهم. ويعد القانون إجرائياً إلى حد كبير، ولا ينص على أي عقوبات في حال مخالفة تطبيقه.

ويرى الخبراء أن أوستن انتهك هذه القاعدة بشكل واضح، لكن من المرجح أن يواجه "توبيخاً وتحذيراً" فقط من بايدن. ويمكن أن يواجه أي من كبار الموظفين والمسؤولين في البنتاجون الإجراءات نفسها.

ربما يكون أوستن قد انتهك أيضاً البروتوكولات الداخلية لوزارة الدفاع الأميركية، ويقول المسؤولون إنهم يجرون مراجعة كاملة للحادث لتحديد كيفية منع حدوث مثل هذه المخالفات في المستقبل.

هل فقد أوستن الوعي؟

أفاد مركز والتر ريد الطبي العسكري، الثلاثاء، بأن أوستن خضع لعملية جراحية لعلاج سرطان البروستات، مؤكداً أنه "خلال فترة علاجه، لم يفقد أوستن وعيه على الإطلاق، ولم يخضع أبداً للتخدير العام".

وكشف البنتاجون أن أوستن وصل إلى والتر ريد وهو واع، بعد أن استقل سيارة إسعاف من مقر إقامته إلى المستشفى، حيث تم إدخاله إلى وحدة العناية المركزة. وكشف البنتاجون أيضاً أنه كان يعاني ألماً شديداً، لكنه لم يذكر ما إذا كان يتناول مسكنات الألم التي كان بإمكانها أن تؤثر في قراراته.

متى تحدث مع بايدن؟

قال البيت الأبيض إن أوستن تحدث مع بايدن ومستشار الأمن القومي جيك سوليفان ووزير الخارجية أنتوني بلينكن صباح الأول من يناير، قبل أن يذهب إلى المستشفى. وأشار إلى أن "المكالمة الجماعية الآمنة" كانت تدور بشأن الوضع في الشرق الأوسط.

وكان بايدن في سانت كروا في إجازة في ذلك الوقت.

وأضاف أنه لم يكن هناك أي اتصال بعد ذلك مع البيت الأبيض أو مجلس الأمن القومي حتى الرابع من يناير. وذكر البيت الأبيض أن بايدن وأوستن تحدثا بعد ذلك في 6 يناير.

وقال مسؤولون في البيت الأبيض إن بايدن استمر في إطلاع مسؤولين آخرين على قضايا الأمن القومي أثناء دخول أوستن إلى المستشفى، كما تلقى الرئيس إحاطته اليومية بشأن الأمن القومي التي تعدها أجهزة المخابرات.

والثلاثاء، قال البيت الأبيض إن الرئيس الأميركي جو بايدن لم يعلم أن وزير الدفاع لويد أوستن تم تشخيص إصابته بسرطان البروستات إلا اليوم الثلاثاء، وإن "لا أحد في البيت الأبيض كان على علم بذلك".

وأكد البيت الأبيض أن "بايدن له كامل الثقة بأوستن"، و"يخطط للإبقاء عليه في منصبه إلى غاية نهاية ولايته الرئاسية الأولى".

ماذا يقول الكونجرس؟

يطالب زعماء الكونجرس بإجراء تحقيق. وقال مشرعون من كلا الحزبين إنهم يشعرون بقلق عميق، لأن الرئيس لم يكن يعلم أن وزير الدفاع دخل المستشفى لمدة ثلاثة أيام، في وقت تدور فيه حرب في غزة وأوكرانيا.

وقال عضو مجلس الشيوخ روجر ويكر، العضو الجمهوري في لجنة القوات المسلحة، السبت، إن الوضع "غير مقبول"، وطالب بـ"المحاسبة الكاملة على الفور".

كذلك، قال الرئيس السابق دونالد ترمب، المنافس المحتمل لبايدن في انتخابات 2024، إنه يجب إقالة أوستن بسبب "سلوكه المهني غير اللائق، وتقصيره في أداء الواجب".

وقال عضو مجلس الشيوخ الديمقراطي جاك ريد، رئيس لجنة القوات المسلحة: "هذا التقصير في الإفصاح (عن المعلومات) يجب ألا يحدث مرة أخرى أبداً".

تصنيفات

قصص قد تهمك