قال البيت الأبيض إنه من المتوقع أن يجري كبير مستشاري بايدن آموس هوكستين، زيارة إلى بيروت، الخميس، لمواصلة الجهود لتهدئة التوترات على طول الحدود الإسرائيلية اللبنانية في ظل تصاعد المناوشات بين الجيش الإسرائيلي و"حزب الله".
وقالت الحكومة الإسرائيلية بشكل علني، إن الوضع على طول الحدود "يجب أن يتغير سواء عبر حل دبلوماسي أو عمل عسكري"، قبل أن تسمح للمواطنين الإسرائيليين الذين تم إجلاؤهم بالعودة إلى منازلهم. وتريد إسرائيل أن يتم دفع قوات "حزب الله" إلى مسافة 6 أميال تقريباً من الحدود كجزء من صفقة دبلوماسية، حسبما أفاد به موقع "أكسيوس".
ومطلع الأسبوع الجاري، تصاعد الوضع على طول الحدود الإسرائيلية اللبنانية بشكل أكبر بعد أن استهدفت غارة إسرائيلية القائد الميداني الكبير لحزب الله وسام الطويل، الذي كان يقود قوة الرضوان النخبوية التابعة للجماعة.
ومنذ ذلك الحين استمر تبادل إطلاق النار بين الطرفين، حيث هاجم "حزب الله" مقر القيادة الشمالية للجيش الإسرائيلي بطائرات مسيرة، في حين قتلت إسرائيل العديد من القادة الميدانيين الآخرين للجماعة المسلحة اللبنانية.
ومن المتوقع أن يلتقي هوكستين، برئيس حكومة تصريف الأعمال اللبنانية نجيب ميقاتي، وغيره من كبار المسؤولين الحكوميين والعسكريين اللبنانيين، لدفع المناقشات بشأن كيفية التوصل إلى تفاهمات من شأنها استعادة الهدوء على طول الحدود، حسبما صرح متحدث باسم مجلس الأمن القومي بالبيت الأبيض لموقع "أكسيوس".
من جهته، قال ميقاتي، مطلع الأسبوع الجاري، خلال لقاء مع مسؤولين في الأمم المتحدة، إنه تلقى رسائل من إسرائيل عبر الولايات المتحدة ودول أخرى تحذر من حرب ضد لبنان.
وأوضح بيان صادر عن مكتبه: "قالوا لنا: هل تؤيدون تدمير لبنان؟ هل تريدون أن يحدث في لبنان ما حدث في غزة".
وأشار ميقاتي في عدة مقابلات مع الصحافة اللبنانية، إلى أن بلاده مستعدة للدخول في مفاوضات للتوصل إلى استقرار طويل الأمد في جنوب لبنان، بما في ذلك على طول الحدود مع إسرائيل.
وقال متحدث باسم مجلس الأمن القومي الأميركي، "لقد أوضحت الولايات المتحدة أنها لا تدعم الصراع المستمر الذي يمتد إلى لبنان، وتواصل استنفاد جميع الخيارات الدبلوماسية لرؤية المدنيين الإسرائيليين واللبنانيين يعودون إلى منازلهم، ويعيشون في أمن واستقرار".
وتخشى واشنطن من امتداد حرب إسرائيل على غزة إلى أنحاء المنطقة، وسط هجمات تضامنية تشنها الجماعات المسلحة المتحالفة مع إيران في كل من لبنان وسوريا والعراق واليمن.
ضغط أميركي على تل أبيب
ونقل "أكسيوس" عن ثلاثة مسؤولين إسرائيليين قولهم إن هوكستين، أكد خلال محادثاته في تل أبيب أنه بمجرد انتقال الجيش الإسرائيلي بشكل كامل إلى عمليات منخفضة الشدة في غزة، فإن ذلك سيساعد على تهدئة الوضع في لبنان. واقترح أيضاً أن تصدر إسرائيل بياناً تعلن فيه المرحلة الانتقالية.
وقال المسؤولون إن هوكستين، أبلغ رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو كذلك، أنه بمجرد توقف المناوشات بين إسرائيل و"حزب الله"، فإنه يريد بدء مفاوضات غير مباشرة لترسيم الحدود البرية، على غرار المفاوضات التي أدت إلى الاتفاق على الحدود البحرية العام الماضي.
وأكد المسؤولون، أن "إسرائيل لا تمانع في إجراء مفاوضات بشأن الحدود البرية مع لبنان".
وكان رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، وغيره من كبار المسؤولين قد أبلغوا هوكستين، في تل أبيب، الأسبوع الماضي، أنه لا يوجد سوى نافذة زمنية قصيرة لإيجاد حل دبلوماسي يمنع حرباً شاملة بين إسرائيل و"حزب الله".
وهدد رئيس أركان الجيش الإسرائيلي هرتسي هاليفي، الأربعاء، لبنان، قائلاً إن قواته قادرة على تدمير أي قرية لبنانية، وذلك وسط تصاعد التوترات على الحدود.
وأضاف هرتسي هاليفي، أمام حشد من الجنود في غزة، أن "ما قام به الجنود هنا، أقنعني أن بإمكانهم نقل القتال إلى الأراضي اللبنانية إذا لزم الأمر".
وتابع: "لقد قاتلنا في غزة، لذلك نعرف كيف نفعل ذلك في لبنان إذا لزم الأمر.. بعد ما قمتم به (في غزة)، لا توجد قرية في لبنان لا يمكنكم دخولها وتدميرها".
وعقب بدء الحرب في غزة، بدأ "حزب الله" بمهاجمة المواقع العسكرية الإسرائيلية، على طول الحدود وإطلاق الصواريخ والطائرات المسيرة على الأجزاء الشمالية من إسرائيل. وردت إسرائيل بغارات جوية ونيران مدفعية.
وأجلت إسرائيل عشرات الآلاف من مواطنيها من القرى والبلدات الإسرائيلية القريبة من الحدود اللبنانية كإجراء احترازي، مع مخاوف من أن يقوم "حزب الله" بهجوم مثل هجوم حماس في 7 أكتوبر الماضي.