دبي -الشرق
وجّه مشرّعون جمهوريون في لجنة القوات المسلحة بمجلس النواب الأميركي، الأربعاء، رسالة إلى وزير الدفاع لويد أوستن، يطالبون فيها بتقديم جدول زمني مفصّل عن الوقائع المتعلقة بحالته الصحية وتفاصيل دخوله المستشفى، بسبب مضاعفات جراحة "البروستات".
وكان أوستن أخفى خبر دخوله إلى المستشفى عن الرئيس جو بايدن وكبار مسؤولي "البنتاجون"، وسط ضغوط متزايدة يمارسها الكونجرس على البيت الأبيض بشأن تفاصيل القضية.
وأعلن البنتاجون، الثلاثاء، خضوع وزير الدفاع لويد أوستن لعملية جراحية لعلاج إصابته سرطان البروستات، فيما قال البيت الأبيض إن "الرئيس جو بايدن لم يعلم بتشخيص الوزير بهذا المرض، في وقت سابق".
وقال 31 نائباً جمهورياً في لجنة القوات المسلحة، إنهم بعثوا استفسارات إلى وزير الدفاع ونائبته كاثلين هيكس، ورئيسة موظفي البنتاجون، كيلي ماجسامين، طالبوا فيها بتوضيحات في أسرع وقت ممكن بشأن اختفاء وزير الدفاع غير المعلن وغيابه عن أداء واجباته كوزير للدفاع.
وقالوا إن هذه "الحادثة خطيرة للغاية"، منتقدين بيان أوستن الذي أصدره، السبت الماضي، والذي تحمل فيه المسؤولية الكاملة عن الفشل في تقديم إخطار مناسب بغيابه، ووصفوه بأنه "غير كاف".
انتقال السلطة
وشدد المشرعون الجمهوريون في الرسالة ذاتها "وزارة الدفاع ومؤسساتنا العسكرية قوية، وتوجد اليوم حالات طوارئ في ظل هجمات أعدائنا على نطاق عالمي، لكن بنيتنا التحتية الدفاعية ليست مجهزة لوزير يحاول إخفاء عجزه".
وطالب المشرعون أيضاً برد فوري على التحقيق الرسمي الذي أطلقه مايك روجرز (جمهوري من ولاية إلينوي) بشأن اختفاء أوستن والفشل في ضمان "انتقال سلس" للسلطة إلى نائبته والإفصاح عن مرضه وحالته الصحية للمسؤولين المعنيين.
وكتب الأعضاء في الرسالة الموجهة إلى أوستن: "في ظل الصراعات التي تدور حول العالم، من غير المعقول أن تسمح أنت والآخرون في الوزارة بحدوث ذلك. إن هذا المستوى من الارتباك الذي لا يحيط بمكان وجودك فحسب، بل بقدرتك على قيادة الوزارة، قد هز الثقة الضئيلة التي كانت موجودة في أي التزام سابق بالشفافية".
وعبّر النواب الجمهوريون عن تفهمهم لرغبة البعض في الحفاظ على خصوصية المسائل الطبية، لكنهم أكدوا أن وجود أوستن على رأس قسم العمليات القتالية يجب أن يكون واضحاً لقائد الأركان ورئيس البلاد، حتى يتمكنا من الاعتماد على توجيهاته، وقالوا: "لقد فشلت (يقصدون أوستن) في ضمان الانتقال السلس والواضح للسلطة إلى نائبك والإفصاح بذلك إلى الجهات المعنية والمسؤولين".
وأكدوا أن نائبة أوستن كاثلين هيكس، لم تلتزم بالقانون، أو أن شخصاً آخر في وزارة الدفاع حجب عنها معلومات كان من شأنها أن تسمح لها بتنفيذ القانون. وكتبوا أن مثل هذا التجاهل للمتطلبات القانونية الواضحة "أمر غير مقبول".
انتقادات الديمقراطيين
وفي غضون ذلك، قال الديمقراطي كريس ديلوزيو، عضو لجنة القوات المسلحة بمجلس النواب: "لقد فقدتُ الثقة في قيادة أوستن لوزارة الدفاع؛ بسبب الافتقار إلى الشفافية بشأن علاجه الطبي الأخير وتأثيره على استمرارية التسلسل القيادي"، حسبما نقلته شبكة ABC الأميركية.
كما قال النائب آدم سميث، أكبر عضو ديمقراطي في لجنة القوات المسلحة بمجلس النواب، الأربعاء، إنه غير مستعد للانضمام إلى الدعوة التي أطلقها زميله ديلوزيو بشأن استقالة أوستن، وقال إن "أوستن يتحمل وحده المسؤولية عن عدم الكشف. وأضاف أنه يفهم أن قوانين الخصوصية كانت ستمنع المسؤولين الرئيسيين في وزارة الدفاع من مشاركة المعلومات الصحية الخاصة بأوستن.
وقال سميث: "هذا يخص الوزير أوستن، وليس فريقه".
وتعرض البنتاجون لانتقادات؛ لأنه لم يكن أكثر شفافية بشأن المعلومات المتعلقة بدخول أوستن إلى المستشفى.
وقال منسق الاتصالات الاستراتيجية بمجلس الأمن القومي الأميركي، جون كيربي، الثلاثاء، إن البيت الأبيض والرئيس جو بايدن لم يعلما حتى الثلاثاء أن أوستن مصاب بسرطان البروستات، وأن المضاعفات الناجمة عن إجراء جراحي لعلاجه أدت إلى دخوله المستشفى المستمر في مركز والتر ريد الطبي العسكري الوطني.
وقال كيربي لمراسلة البيت الأبيض في شبكة ABC، إن أوستن "عضو رئيسي في هذه الإدارة، لذلك كنا جميعا فضوليين للغاية بشأن سبب دخوله إلى المستشفى". وعندما سئل عن التفسير الذي تلقاه البيت الأبيض من البنتاجون، كرر كيربي ببساطة أنهم لم يحصلوا على المعلومات.
وقال السيناتور الجمهوري روجر ويكر إن الفشل في إبلاغ الرئيس والكونجرس والمراقب العام للولايات المتحدة على الفور بحالة الطوارئ الطبية ينتهك قانون الوظائف الشاغرة الفيدرالي، مضيفاً: "نشعر بقلق بالغ إزاء الانهيار الواضح في الاتصالات بين مكتب أوستن وبقية مؤسسات وزارة الدفاع والبيت الأبيض والكونجرس خلال الأسبوعين الماضيين" وفق ABC.
ويطالب أعضاء مجلس الشيوخ معرفة متى خضع أوستن لإجراءاته الطبية و"طبيعة" هذا الإجراء، كما يريدون معرفة متى أُدْخِل إلى مركز "والتر ريد" الطبي؟ ومتى تم وضعه في وحدة العناية المركزة. كما يطالب أعضاء مجلس الشيوخ من الحزب الجمهوري بمعرفة سبب نقل وزير الدفاع بسيارة إسعاف بدلاً من ابتاع البرتوكول الأمني.
وأكد المشروعون الجمهوريون، أن نائبة وزير الدفاع، كاثلين هيكس، التي كانت تدير الأمور أثناء غياب أوستن، كان من واجبها إبلاغ الكونجرس على الفور بالوظيفة الشاغرة. وكتبوا: "ومع ذلك، فإن وزارة الدفاع لم تخطر الكونجرس إلا بعد أربعة أيام، بعد انتهاء المنصب الشاغر بالفعل"، مشيرين إلى أن هيكس لم تبلغ الرئيس بايدن أو مجلس الأمن القومي على الفور بالوضع"، وفق ABC.
تصنيفات
