زار رئيس الوزراء البريطاني ريشي سوناك العاصمة الأوكرانية كييف، الجمعة، للإعلان عن زيادة التمويل العسكري لمساعدة أوكرانيا على شراء طائرات مسيرة عسكرية جديدة، وتوقيع اتفاقية أمنية، وصفها الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي بأنها "غير مسبوقة".
وقال سوناك إن بريطانيا ستزيد دعمها في السنة المالية المقبلة إلى 2.5 مليار جنيه إسترليني (3.19 مليار دولار)، بزيادة قدرها 200 مليون جنيه إسترليني عن العامين السابقين، فيما يعد أكبر التزام سنوي للندن، وهي واحدة من أقرب حلفاء كييف، منذ الغزو الروسي للبلاد في فبراير 2022.
وكتب سوناك على منصة التواصل الاجتماعي "إكس": "أنا في أوكرانيا لإيصال رسالة بسيطة. دعمنا لا يمكن أن يتزعزع".
من جهته، أشاد الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي بـ"الاتفاق الأمني غير المسبوق" المبرم مع بريطانيا.
وقال زيلينسكي "هذا ليس إعلاناً بسيطاً. إنه حقيقة ستؤتي ثمارها بفضل تعاوننا". ويأتي النص في أعقاب وعود بإبرام اتفاقيات ثنائية قطعتها دول مجموعة السبع في قمة حلف شمال الأطلسي (الناتو) في فيلنيوس العام الماضي.
والمملكة المتحدة هي أول دولة تتوصل إلى اتفاق ثنائي نهائي مع أوكرانيا، بحسب الحكومة البريطانية.
وتأتي زيارة سوناك في منعطف مهم بالنسبة لأوكرانيا في الحرب المستمرة منذ قرابة عامين، إذ أدى الخلاف السياسي الداخلي في الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي إلى عرقلة حزمتين رئيسيتين من المساعدات إلى كييف التي اعتمدت بشكل كبير على المساعدات العسكرية والمالية من الغرب.
أكبر شحنة مسيرات
وقالت بريطانيا إنها ستقدم أكبر شحنة من الطائرات المسيرة إلى أوكرانيا، وتشمل طائرات المراقبة، والضربات بعيدة المدى، والطائرات المسيرة البحرية، ومن المتوقع أن يجري تصنيع معظمها في بريطانيا.
وجاء في بيان للحكومة البريطانية أن "وزارة الدفاع ستعمل مع شركاء دوليين لزيادة عدد الطائرات المسيرة المقدمة للدفاع عن أوكرانيا بشكل كبير".
وقال سوناك في بيان إن أوكرانيا تناضل من أجل مبادئ الحرية والديمقراطية منذ عامين، مضيفاً: "سنقف إلى جانب أوكرانيا في أحلك ساعاتها، وفي الأوقات الأفضل القادمة".
وفي إعلانه عن زيارته إلى كييف، قال سوناك: "على مدار عامين، حاربت أوكرانيا بشجاعة كبيرة لصد الغزو الروسي الوحشي. إنهم ما زالوا يقاتلون، بثبات في تصميمهم على الدفاع عن وطنهم والدفاع عن مبادئ الحرية والديمقراطية".
اتفاقية أمنية
ووقع سوناك اتفاقية تعاون أمني مع زيلينسكي، بعد أن وافقت دول مجموعة السبع على تزويد أوكرانيا بضمانات أمنية ثنائية في قمة الناتو العام الماضي في ليتوانيا.
وقال سوناك إن بريطانيا تعترف بأن "أمن أوكرانيا هو أمننا، واليوم نحن نذهب إلى أبعد من ذلك بزيادة مساعداتنا العسكرية، وتسليم الآلاف من الطائرات بدون طيار المتطورة، والتوقيع على اتفاقية أمنية تاريخية جديدة لتزويد أوكرانيا بالضمانات التي تحتاجها على المدى الطويل".
وشدد مكتب رئيس الوزراء على أن هذه الاتفاقية "تضفي طابعاً رسمياً على تعاوننا الأمني، وتفتح المجال لتقديم مزيد من الدعم لأمن أوكرانيا، بما في ذلك تبادل المعلومات الاستخبارية والأمن السيبراني والتدريب الطبي والعسكري والتعاون الصناعي الدفاعي".
ميدفيديف: "إعلان حرب"
بدوره، حذر الرئيس الروسي السابق ديمتري ميدفيديف، عبر تطبيق تليجرام بريطانيا من مغبة نشر جنود بريطانيين على الأرض، قائلاً: "آمل أن يفهم أعداؤنا الأبديون، البريطانيون المتغطرسون، أن نشر فرقة عسكرية رسمية في أوكرانيا سيكون بمثابة إعلان حرب على بلدنا".
وتساءل ميدفيديف، وهو الآن نائب رئيس مجلس الأمن الروسي، في تصريحات رداً على زيارة رئيس الوزراء البريطاني إلى كييف، عن شعور الرأي العام الغربي إذا تعرض وفد سوناك لقصف بالذخائر العنقودية في وسط كييف، وهو أمر قال إنه حدث مؤخراً لمدنيين روس في مدينة بيلجورود.
ويقول دبلوماسيون إن تصريحات ميدفيديف العلنية المتكررة حادة الصياغة تعطي مؤشراً على تفكير متشدد في أعلى مستويات الكرملين.
وتقع بيلجورود في جنوب روسيا قرب الحدود الأوكرانية، واستهدفت عدة مرات بصواريخ وطائرات مسيرة من أوكرانيا خلال الأشهر القليلة الماضية.
وفي الواقعة التي أشار إليها ميدفيديف، التي حدثت يوم 30 ديسمبر الماضي، قالت روسيا إن 20 شخصاً على الأقل لقوا حتفهم، بينهم طفلان، وأصيب 111 فيما وصفته بضربة أوكرانية "عشوائية" باستخدام القنابل العنقودية.