انقسام أوروبي بشأن المشاركة في التحرك العسكري ضد "الحوثيين"

الاتحاد الأوروبي يبحث إمكانية إرسال قوة للمساعدة في البحر الأحمر

time reading iconدقائق القراءة - 6
صورة نشرتها القيادة المركزية الأميركية "سينتكوم" عبر منصة "X" وتقول إنها خلال الهجمات الأميركية البريطانية على أهداف لجماعة "الحوثي" في اليمن. 12 يناير 2024 - twitter/@CENTCOM
صورة نشرتها القيادة المركزية الأميركية "سينتكوم" عبر منصة "X" وتقول إنها خلال الهجمات الأميركية البريطانية على أهداف لجماعة "الحوثي" في اليمن. 12 يناير 2024 - twitter/@CENTCOM
مدريد/ روما/ باريس -رويترز

تفردت إيطاليا وإسبانيا وفرنسا، الجمعة، بعدم مشاركتها في الضربات الأميركية والبريطانية ضد جماعة "الحوثي" في ​​اليمن، وبعدم توقيعها حتى على بيان يسوغ الهجوم أصدرته 10 دول، فيما قال دبلوماسيون أوروبيون إن الاتحاد سيبحث الأسبوع المقبل، إمكانية إرسال قوة للمساعدة في حماية الملاحة بالبحر الأحمر.

وسلط هذا الاختلاف الضوء على الانقسامات في الغرب بشأن كيفية التعامل مع الجماعة التي تستهدف سفناً تجارية عند باب المندب تقول إنها مرتبطة بإسرائيل، فيما أشار مسؤولون أميركيون إلى أن هولندا وأستراليا وكندا والبحرين قدمت الدعم اللوجستي والاستخباراتي للعملية.

ووقعت ألمانيا والدنمارك ونيوزيلندا وكوريا الجنوبية بيانا مشتركاً مع هذه الدول الست يدافع عن الهجمات، وينذر باتخاذ إجراءات أخرى لحماية التدفق الحر لتجارة البحر الأحمر إذا لم يتراجع الحوثيون.

وظهر تباين الآراء في الغرب بشأن كيفية التعامل مع تهديد الحوثيين الشهر الماضي، حين دشنت الولايات المتحدة وعدد من حلفائها عملية "حارس الازدهار" لحماية السفن المدنية في ممرات الشحن المزدحمة بالبحر الأحمر.

ودعا الاتحاد الأوروبي جماعة "الحوثي" إلى ضبط النفس لتجنب مزيد من التصعيد في البحر الأحمر والمنطقة، مؤكداً أن الحفاظ على حرية الملاحة في المنطقة أمر حيوي للتدفق الحر للتجارة العالمية والأمن الإقليمي.

كما رحب التكتل الأوروبي، في بيان، باعتماد مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة للقرار رقم 2722، الذي يدين بشدة هجمات الحوثيين على السفن في البحر الأحمر، لافتاً إلى أن القرار يعطي الدول حق الدفاع عن سفنها ضد هذه الهجمات وفقاً للقانون الدولي.

ويشن الحوثيون الذين يسيطرون على أجزاء من اليمن هجمات بواسطة صواريخ ومسيّرات منذ 19 نوفمبر قرب مضيق باب المندب الفاصل بين شبه الجزيرة العربية وإفريقيا، بحسب الجيش الأميركي.

توسيع عملية "أتالانتا"

وأوضح الدبلوماسيون أن وزراء الخارجية في الاتحاد الأوروبي قد يتوصلون إلى اتفاق بشأن تشكل مهمة جديدة خلال اجتماعهم، الثلاثاء المقبل، في بروكسل.

وذكرت تقارير غربية أن هذا الاقتراح الأوروبي يُدرس في بروكسل منذ أسابيع، قبل الضربات الأميركية والبريطانية التي استهدفت مواقع تابعة للحوثيين في اليمن ليلة الخميس.

والعام الماضي درس الاتحاد الأوروبي إمكان توسيع عملية "أتالانتا" المتمحورة على حماية الملاحة البحرية قبالة سواحل الصومال، لكن إسبانيا عطلت هذه المبادرة.

وقالت وزيرة الخارجية الألمانية أنالينا بيربوك من كوالالمبور إن الاتحاد "يعمل بشكل مكثف على الطريقة التي يمكننا من خلالها تعزيز الوضع في البحر الأحمر والمساهمة في استقراره. علينا أن نقرر معاً في إطار أوروبي. ونعمل على ذلك بشكل حثيث".

وأضافت أن "الحوثيين مسؤولون عن عواقب تحركاتهم. يجب أن يوقفوا فوراً هجماتهم على السفن المدنية".

"إسبانيا لن تشارك".. وروما تتحفظ

من ناحيتها، أعلنت وزيرة الدفاع الإسبانية مارجريتا روبلز، أن بلادها لن تشارك في المهمة المرتقبة للاتحاد الأوروبي، قائلة: "لا نعرف حتى الآن ما إذا كان الاتحاد الأوروبي سينشئ مهمة جديدة، لكن إذا حدث ذلك، فإن مدريد لن تشارك في البحر الأحمر، لأنها تشارك حالياً في 17 مهمة".

وأضافت الوزيرة الإسبانية في مؤتمر صحافي: "موقف إسبانيا كان دائماً واضحاً جداً بشأن موضوع البحر الأحمر: إسبانيا لن تشارك".

ومن الجانب الإيطالي، نقلت "رويترز" عن مصدر حكومي أن روما رفضت المشاركة في الضربات الأميركية البريطانية ضد "الحوثيين"، موضحاً أنها تفضل انتهاج سياسة "التهدئة" في البحر الأحمر.

وقال المصدر، الذي طلب عدم نشر اسمه، إن الحكومة كانت ستحتاج إلى الحصول على موافقة البرلمان للمشاركة في أي عمل عسكري، ما يجعل الموافقة السريعة مستحيلة.

وفي وقت سابق من الأسبوع الجاري، أبدى وزير الدفاع الإيطالي جويدو كروزيتو إحجاماً عن استهداف الحوثيين، قائلا لـ"رويترز"، إنه يجب وقف عدوانهم دون إثارة حرب جديدة في المنطقة.

فرنسا تسعى للتوازن 

بدوره ذكر مسؤول فرنسي اشترط عدم نشر اسمه أن باريس تخشى أن تفقدها المشاركة في الهجمات التي تقودها الولايات المتحدة أي نفوذ كانت تمتلكه في المحادثات لنزع فتيل التوتر بين جماعة "حزب الله" اللبنانية وإسرائيل، لكن دبلوماسياً مطلعاً على موقف فرنسا قال إنها لا تعتقد أن الهجوم يمكن اعتباره دفاعاً مشروعاً عن النفس.

وقالت فرنسا في بيان لوزارة الخارجية إن "الحوثيين" يتحملون من خلال هجماتهم على السفن في البحر الأحمر "مسؤولية التصعيد الإقليمي"، وطالبت بأن "يوقف الحوثيون فوراً" هجماتهم، مشيرة إلى أنه من "حق" الدول التحرك.

وأضاف البيان أن باريس "ستستمر في تولي مسؤولياتها والمساهمة في سلامة الملاحة البحرية في هذه المنطقة بالتنسيق مع شركائها"، موضحة أن الفرقاطة "لانجودوك" الفرنسية دمرت مسيّرات في المنطقة خلال ديسمبر الماضي.

والخميس، أكد قائد العمليات الفرنسية في المحيط الهندي الأدميرال إيمانويل سلار أن القوة العسكرية لفرنسا في البحر الأحمر في مواجهة هجمات الحوثيين تبقى "تحت قيادة فرنسية" و"لا تخضع بأي شكل" للشريك الأميركي.

وأوضح سلار في مؤتمر عبر الفيديو في وزارة الجيوش الفرنسية "ليس هناك أي خضوع للشريك الأميركي، وفي المقابل لدينا توزيع جغرافي ذكي للجهود ونتشارك معلوماتنا".

وأضاف أن "سفننا مرتبطة ببعضها البعض بطريقة تجعل ما يتم رصده من قبل طرف، يُشاهد من الطرف الآخر في الوقت نفسه".

تصنيفات

قصص قد تهمك