أعلنت وزارة الدفاع البريطانية، الاثنين، عزمها إرسال نحو 20 ألف جندي للمشاركة في مناورة عسكرية كبيرة لحلف شمال الأطلسي "الناتو" في أوروبا في النصف الأول من العام الجاري، بالإضافة إلى سفن حربية وطائرات مقاتلة.
وتشمل عملية النشر 16 ألف جندي من الجيش البريطاني، سيتمركزون في شرق أوروبا في الفترة من فبراير إلى يونيو، بالإضافة إلى مجموعة حاملة طائرات وطائرات هجومية من طراز F-35 B وطائرات استطلاع.
وقالت وزارة الدفاع البريطانية في بيان، إنه المناورات بالذخيرة الحية، وتتضمن قفزات بالمظلات، وقوة مروحية مشتركة للجيش والبحرية، وقوات العمليات الخاصة بالجيش عند الانتشار.
وسيشارك الجيش البريطاني في هذه المناورات لاختبار وتعزيز جاهزية القوات البرية للدفاع عن حلف شمال الأطلسي، وتعزيز قدرتها على العمل بشكل مشترك مع القوات المتحالفة.
سيشهد النشر استخدام المملكة المتحدة لأحدث الطائرات المقاتلة وطائرات المراقبة التابعة لسلاح الجو الملكي البريطاني، والسفن الحربية والغواصات الأكثر تقدماً التابعة للبحرية الملكية، ومجموعة كاملة من قدرات الجيش، بدءاً من الخدمات اللوجستية إلى المدرعات وحتى قوات العمليات الخاصة.
وتأتي المناورة بمناسبة الذكرى 75 لتأسيس الحلف.
وقال وزير الدفاع البريطاني جرانت شابس، في مقتطفات نشرتها الوزارة من خطابه، الاثنين: "أستطيع أن أعلن اليوم أن المملكة المتحدة سترسل نحو 20 ألف جندي للمشاركة في واحدة من أكبر عمليات الانتشار لحلف شمال الأطلسي منذ نهاية الحرب الباردة".
وأضاف: "نحن في عصر جديد وعلينا أن نكون مستعدين لردع أعدائنا، ولقيادة حلفائنا، وللدفاع عن أمتنا كلما جاء النداء"، كما قال: "أسس النظام العالمي تهتز. ونحن نقف على مفترق طرق".
وقال شابس، إن "من بين القوات التي سيتم نشرها في هذه المناورات، فريق اللواء القتالي الآلي الخفيف السابع (7LMBCT)، الذي قاد الاستجابة أثناء تفعيل قوة الاحتياط الاستراتيجي التابعة لحلف شمال الأطلسي في كوسوفو العام الماضي.
ومن أجل تعزيز التحالف بين المملكة المتحدة وحلفائها في الناتو، ستجمع Steadfast Defender 24 دول الناتو معاً، وذلك من أجل الوفاء بالوعود التي قطعتها في قمة الناتو لعام 2023 في فيلنيوس.
وعزز حلف شمال الأطلسي، عدد قواته الجاهزة للقتال بعد أن الغزو الروسي لأوكرانيا قبل عامين تقريباً، وواصل الحلف دعم كييف بالمساعدات العسكرية والاقتصادية والإنسانية.
وقال شابس عن التدريبات "إنها ستجمع قواتنا العسكرية مع نظرائها من 31 دولة في حلف الأطلسي، بالإضافة إلى السويد مما يعطي إشارات مهمة ضد التهديد الذي يمثله بوتين".
الأولى من نوعها
وتعد هذه المناورة الأولى من نوعها من حيث القدرة التقنية، إذ ستُسْتَخْدَم البيانات الجغرافية للعالم الحقيقي لإنشاء سيناريوهات أكثر واقعية للقوات.
وستشارك السويد في التدريبات، رغم عدم مصادقة تركيا والمجر بعد على طلبها للحصول على عضوية الناتو، ليصل إجمالي عدد الدول المشاركة إلى 32 دولة.
ونقلت "فاينانشيال تايمز"، في وقت سابق، أن التدريبات ستجرى في جميع أنحاء ألمانيا وبولندا ودول البلطيق (إستونيا، ولاتفيا، وليتوانيا)، في فبراير ومارس المقبلين، مبينةً أنها ستشكل جزءاً من استراتيجية تدريب جديدة ستشهد قيام الناتو بإجراء مناورتين كبيرتين كل عام، بدلاً من واحدة، كما سيتدرب أيضاً على مواجهة التهديدات الإرهابية خارج حدوده المباشرة.
واعتبر مسؤولو الحلف، أن هذه التدريبات "جزءاً أساسياً من أدواته التي تظهر لموسكو أن الناتو مستعد للقتال".
وكان الأمين العام لحلف شمال الأطلسي، ينس ستولتنبرج، قال، في يونيو من العام الماضي، إن "الناتو سيزيد عدد قواته عالية الاستعداد من 40 ألفاً إلى أكثر من 300 ألف جندي".
وذكرت "فاينانشيال تايمز" أن هذه الزيادة تشكل جزءاً من عملية الإصلاح التاريخية، ليتجه الحلف نحو القدرات العسكرية الثقيلة بدلاً من تلك الخفيفة والمتحركة المنتشرة في البلقان وأفغانستان.