زعم منسق السياسة الخارجية بالاتحاد الأوروبي جوزيب بوريل، الجمعة، بأن إسرائيل مولت حركة "حماس" في مسعى لإضعاف السلطة الفلسطينية.
وخلال كلمة أمام "جامعة بلد الوليد" في إسبانيا، اعتبر بوريل أن إسرائيل هي من "أنشأت حركة حماس"، وقال: "نعم، تم تمويل حماس من قبل حكومة إسرائيل في محاولة لإضعاف السلطة الفلسطينية التي تقودها حركة فتح".
ويتهم معارضو الحكومة الإسرائيلية وبعض وسائل الإعلام العالمية الحكومات الإسرائيلية التي أشرف عليها بنيامين نتنياهو بتمويل "حماس"، بما في ذلك السماح بدخول التمويل القطري إلى غزة، فيما ينفي نتنياهو هذه الاتهامات.
وتنفي "حماس" أيضاً حصولها على أي دعم إسرائيلي، وتقول إنها تعتمد في تمويلها على أنصارها والمتعاطفين معها، وذلك من خلال الزكاة أو التبرعات أو الهبات، كما تحصل أيضاً على تمويلات من جمعيات وجهات أجنبية متعاطفة مع الحركة.
وأضاف بوريل أن "حل الدولتين، يجب أن يُفْرَض من الخارج، من أجل السلام في المنطقة"، في رده على تصريحات رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو الذي أعلن رفضه لقيام دولة فلسطينية.
وأشار بوريل إلى أن "الحل الوحيد هو وجود دولتين (فلسطينية وإسرائيلية) تقتسمان الأراضي التي قاتلوا من أجلها منذ 100 عام"، مضيفاً: "الكل يقول أن الحل في وجود دولتين، باستثناء الحكومة الإسرائيلية"، وفق ما أوردت صحيفة "إل دياريو" الإسبانية".
وأعلن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، الخميس، رفضه اتخاذ خطوات باتجاه إقامة دولة فلسطينية بعد الحرب، ما أثار عاصفة انتقادات فورية من البيت الأبيض. وقال نتنياهو إنه أبلغ واشنطن برفضه إقامة دولة فلسطينية، في أي سيناريو بعد انتهاء الحرب، وأنه "لا يمكن أن يسمح بإقامة دولة فلسطينية ما دام في السلطة".
"ضرورة اتحاد أوروبا مثلما فعلت بشأن أوكرانيا"
وشدد بوريل على ضرورة أن يكون الاتحاد الأوروبي متحداً من أجل مواجهة الصراع في الشرق الأوسط، مثلما حدث بالفعل مع أوكرانيا".
ويشهد الاتحاد الأوروبي انقسامات عميقة حول كيفية التعامل مع الحرب التي تشنها إسرائيل على قطاع غزة، والتي سقط خلالها أكثر من 24 ألف ضحية فلسطيني، وحتى الآن اقتصرت الجهود الأوروبية على الدعوة إلى هدن إنسانية، حتى تتمكن المساعدات من الدخول إلى القطاع، الذي يشهد دماراً متزايداً.
ولا يوجد إجماع أوروبي على الدعوة إلى وقف إطلاق النار بشكل كامل، رغم أن المزيد من الأصوات تنضم إلى هذا المسعى، لكن دولاً مثل ألمانيا، تعتقد أن هذه الدعوة الفورية يمكن أن تتعارض مع حق إسرائيل في الدفاع عن نفسها.
وانتقد بوريل هذه المواقف، معترفاً أن المجتمع الدولي "تخلى عن واجباته"، واكتفى فقط بـ"الموعظة بشأن حل الدولتين"، ولكنه "لم يفعل الكثير لجعل ذلك حقيقة".
وقال بوريل: "عدد المستوطنات اليوم في الضفة الغربية أصبح أربعة أضعاف ما كان عليه قبل 30 عاماً، يوجد هناك نحو 700 ألف مستوطن، والمجتمع الدولي يعتبرها غير قانونية، لكنه لم يفعل شيئاً بشأنها".
وأضاف رئيس الدبلوماسية الأوروبية: "لن نخرج من المأساة التي نعيشها حالياً من دون التزام قوي للغاية من المجتمع الدولي.. إذا لم نتدخل بقوة، فإن دوامة الكراهية والعنف ستستمر من جيل إلى جيل، سنشهد جنازة بعد جنازة عندما تزدهر بذور الكراهية التي تُزرع اليوم في غزة".
وجاءت تصريحات بوريل قبل 72 ساعة من اجتماع وزراء خارجية الاتحاد الأوروبي، برئاسة بوريل، في بروكسل لتحليل الوضع في أوكرانيا والشرق الأوسط.