تعهد رئيس الوزراء البولندي دونالد توسك والرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي، الاثنين، بحل الخلافات السياسية التي تعرقل "تحالفهما المهم"، في وقت الحرب وتعزيز التعاون الدفاعي بينهما، مع اقتراب الغزو الروسي لأوكرانيا من دخول عامه الثالث.
وفي أول زيارة له إلى أوكرانيا كرئيس للوزراء، أبدى توسك دعمه لأوكرانيا التي تخوض بحسب قوله معركة "بين الخير والشر" في مواجهة روسيا.
وقال توسك في مؤتمر صحافي مشترك مع زيلينسكي "أنا لا أخجل من استخدام كلمات مبالغ بها، هنا، في أوكرانيا، تجري المواجهة العالمية بين الخير والشر".
وأضاف "أريد ان يتم سماع ذلك في كل العواصم الأوروبية، وفي الولايات المتحدة وكندا، في كل أنحاء العالم الحر".
وأكد رئيس الوزراء البولندي أن بلاده "ستبذل ما في وسعها لزيادة فرص تحقيق انتصار أوكراني".
من جهته رحب الرئيس الأوكراني "بحزمة جديدة من الإجراءات الدفاعية البولندية".
وقال "نثمن هذه المساعدة المتواصلة، هناك نوع جديد من التعاون يتيح شراء أسلحة على مستوى أكبر بكثير لتلبية الاحتياجات الأوكرانية.. قرض بولندي لأوكرانيا"، بدون إعطاء تفاصيل أخرى.
تفاهم مشترك
ووعد الرئيس السابق للمجلس الأوروبي الذي بات في 13 ديسمبر رئيساً لوزراء بولندا، بالعمل "من أجل أن يتعامل كامل الاتحاد الأوروبي بجدية مع طموحاتكم الأوروبية".
وأبدى زيلينسكي أسفه لعدم انضمام بلاده إلى حلف شمال الأطلسي (الناتو)؛ لأن "ثمة شكوكاً لدى دول عدة"، مضيفاً "رسمياً، يخشون تصعيداً من جانب روسيا. هذا يبدو مهيناً؛ لأنه يوحي بأنها ليست حربهم. هذا أمر مذل.. نناضل ضد هذا التشكيك".
تفاهم بشأن احتجاجات المزارعين
إلى ذلك، سلم توسك رسالة صداقة إلى زيلينسكي، وقال إنهما "توصلا إلى تفاهم مشترك" بخصوص احتجاجات المزارعين وسائقي الشاحنات البولنديين.
وأصبحت وارسو حليفاً رئيسياً لكييف في سعيها للحصول على دعم مالي وعسكري من الغرب ضد روسيا، لكن العلاقات بينهما تدهورت في الأشهر الماضية بعدما أضر غلق الحدود بالاقتصاد الأوكراني.
والأسبوع الماضي، علق سائقو الشاحنات البولندية تحرّكهم الاحتجاجي المتمثّل بإغلاق الحدود مع أوكرانيا، في انتظار نتائج محادثات الحكومة الجديدة في كييف وبروكسل والخطوات التي من المتوقع أن يتخذها الائتلاف الحاكم الجديد.
ويغلق السائقون البولنديون الحدود منذ نوفمبر للمطالبة بإعادة فرض القيود على منافسيهم الأوكرانيين لدخول الاتحاد الأوروبي.
وألغى التكتل نظام التصاريح بعدما غزت روسيا أوكرانيا، لكن السائقين البولنديين يشيرون إلى أن الخطوة أثّرت على إيراداتهم.
ونشب خلاف بين الجارتين أيضاً بخصوص صادرات الحبوب الأوكرانية إلى بولندا وبقية دول الاتحاد الأوروبي.
وقال زيلينسكي "نتفهم الأسباب الجذرية التي أدت إلى هذا الوضع؛ لكننا نلفت الانتباه أولاً وقبل أي شيء إلى فداحة التهديد الذي يواجه شعبينا".
وأشاد زيلينسكي، وتوسك بخطط بلديهما للتعاون في إنتاج الأسلحة. وقال زيلينسكي على منصة إكس إنهما ناقشا "فصلاً جديداً من التعاون يهدف إلى شراء أسلحة على نطاق واسع لتلبية الاحتياجات الأوكرانية".
وقال توسك "سنستثمر في شركات في بولندا وأوكرانيا ستقوم بالتصنيع، وسنعمل لصالح قدراتنا الدفاعية في بولندا وأوكرانيا وأوروبا بأكملها". وتابع "سيكون هذا عملاً مربحاً للغاية لكلا الجانبين".
هجوم بمسيرات
وقبل ساعات من الزيارة، قالت كييف إن القوات الروسية هاجمت أوكرانيا بثماني مسيرات إيرانية الصنع، وتصدت لها الدفاعات الجوية.
وتمثل السيطرة على المجال الجوي أولوية بالنسبة لكييف، التي حثت الغرب على تسليمها أنظمة أكثر ملاءمة.
وأشارت القوات الجوية الأوكرانية إلى أن المسيرات تم إطلاقها من منطقة بريمورسكو-أختارسك، وتم التصدي لها في جنوب ووسط أوكرانيا. ولم يتم الإبلاغ عن وقوع أضرار.
ويأتي هذا الهجوم في أعقاب عمليات شنتها القوات الأوكرانية في المناطق الحدودية مع روسيا، مستهدفة منشآت روسية للطاقة.
وأعلنت مصادر في قطاع الأمن الأوكراني مسؤوليتها عن بعض هذه الهجمات لوكالة "فرانس برس"، إذ أن كييف والجيش الأوكراني يتحفظان حيال العمليات التي يتم تنفيذها داخل الأراضي الروسية.
لكن المتحدث باسم الكرملين دميتري بيسكوف اتهم، الاثنين، أوكرانيا بضرب محطة للغاز في ميناء أوست لوغا على الجانب الروسي من بحر البلطيق الروسي الأحد، ما أدى إلى نشوب حريق كبير فيها.
وقال بيسكوف للصحافيين، الاثنين، رداً على سؤال بشأن الحريق "يواصل نظام كييف إظهار وجهه الوحشي بضرب بنى تحتية مدنية".
أفادت شركة نوفاتك التي تُعدّ من أكبر منتجي الغاز الطبيعي المسال في روسيا أن الحريق تسبب به "عامل خارجي"، بدون أن تقدّم مزيداً من التفاصيل.
وسقط شخص على الأقل في ضربة استهدفت صباح الاثنين كراماتورسك، في شرق البلاد، حوالى الساعة 07.30 بتوقيت جرينتش.
وقامت الشرطة بإخلاء المنطقة من المارة محذرة من هجوم جديد محتمل.
وقال الحاكم الإقليمي إن الضحية رجل يبلغ من العمر 49 عاماً، وإن ابنته (31 عاماً) أصيبت أيضاً في الهجوم.