طالب رئيس حكومة كردستان العراق مسرور بارزاني، الجمعة، السلطات العراقية باتخاذ إجراءات عملية وفاعلة لوضع حد لتهديدات الخارجين عن القانون، مشيراً إلى أن الهجمات التي يتعرّض لها الإقليم محاولات ينفذها "الأعداء والخونة".
وقال برزاني في بيان نشرته حكومة كردستان عبر موقعها الرسمي، إن الجهات التي تقف وراء الهجمات المتكررة على الإقليم تهدف إلى تقويضه وإضعافه.
وفي وقت سابق هذا الشهر استهدف الحرس الثوري الإيراني موقعاً في أربيل بالصواريخ، ما أدى إلى سقوط عدد من الأشخاص، وقالت طهران إن القصف طال مركزاً استخبارياً تابعاً للموساد الإسرائيلي.
وأضاف رئيس حكومة كردستان: "لشعبنا المكافح والوطني وحكومة إقليم كردستان، إرادة صلبة لا تنكسر أمام المؤامرات والظلم، بل ستزداد شجاعتنا، مما سيلحق خيبات الانكسار والهزيمة والعار بالأعداء والخونة".
كما أعرب عن شكره لـ"تضامن الدول الصديقة ومواقفها في إدانة هذه الهجمات مراراً"، لكنه اعتبر أن تلك "التصريحات والاستنكارات لن توقف هذه المؤامرات والهجمات الظالمة، ولن تمنع وقوعها مرة أخرى".
وشدد على ضرورة أن تتخذ الحكومة العراقية إجراءات عملية لإنهاء تهديدات هذه "المجاميع الخارجة عن القانون"، وحماية أمن العراق بأكمله، وبضمنه إقليم كردستان.
وحث برزاني الدول الصديقة على "اتخاذ إجراءات جادة والتعاون الميداني لضمان أمن شعبنا، وحماية الاستقرار الاقتصادي والسياسي في إقليم كردستان".
وتابع في بيانه: "أهيب بشعب كردستان أن يقف ضد هذه المؤامرات، وعدم السماح لمن باع نفسه، ومن باع الأرض، وأذناب الأعداء بالتضحية بكردستان ونضالها ومنجزاتها، مقابل الجُبن والخنوع والجشع وانعدام الضمير".
وبعد أن قصف الحرس الثوري الإيراني مدينة أربيل مستهدفاً ما وصفها بـ"مراكز تجسس تتبع إسرائيل وتجمعات لجماعات إرهابية مناهضة لإيران"، بالإضافة إلى أهداف وصفها بـ"الإرهابية" في سوريا، اعتبر المتحدث باسم وزارة الخارجية الإيرانية ناصر كنعاني أن القصف "جزء من رد طهران على أولئك الذين يتخذون إجراءات ضد الأمن القومي الإيراني وأمن المواطنين"، ويأتي في إطار "العقاب العادل" ضد "المعتدين على أمن البلاد".
وأوضح كنعاني أن بلاده "لن تتردد في استخدام حقها المشروع للتعامل الرادع مع مصادر تهديد الأمن القومي والدفاع عن أمن مواطنيها".
وقت غير مناسب لانسحاب أميركا
وفي المقابل، اتهم رئيس وزراء إقليم كردستان إيران "بقتل مدنيين أبرياء" في الضربات التي شنتها على الإقليم، لافتاً إلى أن المزاعم الإيرانية "لا أساس لها من الصحة"، وأن "الوقت الحالي ليس مناسباً لانسحاب القوات الأميركية من العراق".
وقال بارزاني للصحافيين على هامش منتدى دافوس منتصف يناير الحالي: "الأمر المثير للدهشة هو أننا لسنا جزءاً من هذا الصراع، ولا نفهم لماذا تنتقم إيران من المدنيين في كردستان وخاصة في أربيل".
وجاء الهجوم، رغم توقيع العراق وإيران في مارس الماضي، اتفاقاً أمنياً يهدف إلى "التنسيق في حماية الحدود المشتركة" بين البلدين وتوطيد التعاون في مجالات أمنية عدة، وذلك بعد أشهر من المفاوضات بشأن ما وصفته طهران بـ"تهديدات من الأراضي العراقية".
وبموجب الاتفاق الذي دخل حيز التنفيذ في أكتوبر الماضي، أخلى العراق المقرات المتواجدة قرب الحدود مع إيران، والتي كانت تشغلها مجموعات المعارضة الإيرانية بشكل نهائي ونقلهم إلى مكان بعيد عن الحدود، كما نُزعت الأسلحة منهم تمهيداً لاعتبارهم لاجئين وفق ضوابط مفوضية اللاجئين، كذلك انتشرت قوات الحدود الاتحادية العراقية بتلك المناطق والوُجود بشكل دائم ورفع العلم العراقي فيها.
وتأتي الضربات الإيرانية التي دانتها الولايات المتحدة وأطراف دولية، في سياق توتر متصاعد بالشرق الأوسط ومخاوف من نزاع إقليمي شامل على خلفية الحرب في غزة.