قالت الولايات المتحدة، الاثنين، إن الهجوم الذي قتل 3 جنود أميركيين على الحدود الأردنية السورية يحمل بصمات "كتائب حزب الله" العراقية، مستبعدة السعي إلى "الحرب مع إيران"، وذلك عقب اجتماع الرئيس الأميركي جو بايدن مع فريقه للأمن القومي، لمناقشة "خيارات الرد".
وأفاد البنتاجون بأنه "لا يعتقد أن إيران تسعى إلى الدخول في حرب مع الولايات المتحدة"، وإن واشنطن "لا تسعى للحرب أيضاً".
وألقت المتحدثة باسم البنتاجون سابرينا سينج باللوم على إيران في مساعدة الجماعات على مهاجمة الولايات المتحدة، وقالت إن أحدث هجوم يحمل "بصمات كتائب حزب الله" العراقية. وأضافت: "لا نسعى إلى الحرب، لكننا سنتحرك ونرد على الهجمات التي تتعرض لها قواتنا".
وفي وقت سابق، ذكر منسق الاتصالات الاستراتيجية في مجلس الأمن القومي التابع للبيت الأبيض جون كيربي لشبكة MSNBC، الاثنين، إن الولايات المتحدة "لا تزال تعمل على تحديد المسؤول على وجه التحديد عن الهجوم"، لكنه يعتقد أن "كتائب حزب الله" العراقية مسؤولة عنه، وهي فصائل مدعومة من إيران، وتتمركز في العراق، ولها قوات في سوريا.
وفي حديث آخر لشبكة CNN الأميركية، أكد كيربي أن بايدن "سيرد في الوقت، وبالطريقة التي يختارها هو"، كما شدد على أن واشنطن لا تريد حرباً أوسع نطاقاً مع إيران، ولا في المنطقة.
"ضربات ضد فصائل مسلحة"
وتواجه الإدارة الأميركية ضغوطاً داخلية للرد بشكل قوي على هذه الضربات، بما يكفي لردع حلفاء إيران عن شن مزيد من الهجمات على القوات والمصالح الأميركية في الشرق الأوسط، مع تجنب التورط في حرب أخرى.
ونقلت "وول ستريت جورنال" عن مسؤولين أميركيين إن واشنطن تدرس توجيه ضربات ضد الفصائل المسلحة في العراق وسوريا، وداخل إيران، لافتين إلى أن "الهجوم على الأراضي الإيرانية يبدو خيار أقل احتمالاً".
وقال مسؤول في وزارة الدفاع الأميركية لصحيفة "وول ستريت جورنال"، إن "الولايات المتحدة لم تعثر حتى الآن على أدلة تدين إيران بالوقوف خلف الهجوم".
وبالإضافة إلى تحديد كيفية الرد على استهداف طائرات مسيرة لقوات أميركية على الحدود السورية الأردنية، تدرس الإدارة الأميركية توجيه ضربات ضد الحوثيين، رداً على هجماتهم ضد السفن في البحر الأحمر.
وسبق للولايات المتحدة أن هاجمت مصالح إيرانية، عندما استهدفت إدارة الرئيس الأسبق رونالد ريجان سفناً إيرانية ومنصات النفط البحرية، لكن الجيش الأميركي لم يهاجم من قبل أهدافاً داخل الأراضي الإيرانية.
"خيارات متنوعة"
وأوضح مسؤولون سابقون لـ"وول ستريت جورنال"، أن إدارة بايدن قد تختار من بين مجموعة خيارات متنوعة بخلاف ضرب الأراضي الإيرانية، مثل مهاجمة أفراد "فيلق القدس" التابع للحرس الثوري، في سوريا والعراق واليمن، أو استهداف السفن الإيرانية في البحر، أو شن هجوم كبير على الفصائل المدعومة من إيران.
ونفت طهران أي صلة لها بالضربة التي قتلت الجنود الأميركيين الثلاثة بطائرة مسيرة، ووصف المتحدث باسم وزارة الخارجية الإيرانية ناصر كنعاني، الاثنين، أي مزاعم عن تورط إيران بأنها "اتهامات لا أساس لها"، وتهدف إلى "إعادة الولايات المتحدة إلى حرب أخرى في الشرق الأوسط".
وخلال الغزو الأميركي للعراق، أسقطت الفصائل المدعومة من إيران أكثر من 600 جندي أميركي، وفقاً لأرقام وزارة العدل الأميركية، ولكن ذلك لم يستدع رداً من الولايات المتحدة داخل الأراضي الإيرانية.
وذكرت "وول ستريت جورنال"، نقلاً عن مسؤولين سوريين ومستشارين حكوميين، أنه بعد الهجوم الذي استهدف القوات الأميركية في الحدود السورية الأردنية، انسحب عناصر من الحرس الثوري، ومقاتلون في ميليشيات أفغانية مرتبطة بالحرس الثوري، من 3 مواقع قرب مدينة دير الزور شرق سوريا، خوفاً من ضربات أميركية محتملة.
وقال دبلوماسي إيراني للصحيفة، إنه لا يتوقع أي ضربات داخل إيران، لكنه رجح حدوث "هجمات ضد الفصائل الموالية لإيران"، مشيراً إلى أن ذلك "سيؤدي إلى تأجيج دائرة الانتقام، وقد يخرج عن نطاق السيطرة".
فشل في صد الهجوم
وأوضح مسؤولون أميركيون، الاثنين، أن "القوات فشلت في وقف الهجوم المميت على موقع عسكري أميركي في الأردن، لأن الطائرة المهاجمة اقتربت من هدفها في نفس توقيت عودة طائرة أميركية مسيرة إلى القاعدة".
وأدت عودة الطائرة الأميركية المسيرة إلى بعض الالتباس حول ما إذا كانت الطائرة المسيرة القادمة صديقة أم معادية، حسبما خلص المسؤولون حتى الآن، بحسب صحيفة "وول ستريت جورنال".
وقال مسؤولون أميركيون إن الطائرة المسيرة المعادية انطلقت من العراق من قبل جماعة مسلحة تدعمها طهران. ويقع الموقع العسكري المسمى "البرج 22"، في الأردن بالقرب من حدود العراق وسوريا.
ونفذت الجماعات المسلحة المدعومة من إيران أكثر من 150 هجوماً ضد القوات الأميركية في العراق وسوريا منذ منتصف أكتوبر.