تجدّد الحديث بشأن تمركز القوات الأميركية في العراق وسوريا، بعد توجيه الجيش الأميركي "ضربات انتقامية" ضد أهداف قالت إنها مرتبطة بإيران في البلدين، رداً على هجوم أودى بحياة 3 جنود أميركيين على الحدود السورية الأردنية.
وتتوفر الولايات المتحدة على قواعد في أنحاء المنطقة منذ عقود، وبلغ وجودها العسكري ذروته في عام 2011 عندما كان هناك أكثر من 100 ألف جندي في أفغانستان، وفي عام 2007 عندما وصل عدد الجنود الأميركيين إلى 160 ألفاً في العراق.
ورغم أن عدد الجنود الأميركيين انخفض بشكل كبير بعد انسحاب الولايات المتحدة من أفغانستان في 2021، لا يزال يوجد حوالي 30 ألف جندي في أنحاء المنطقة. وعلاوة على ذلك، منذ أن بدأت حرب إسرائيل على قطاع غزة في أكتوبر، أرسلت الولايات المتحدة بشكل مؤقت آلاف القوات الإضافية، بعضهم موجود على متن سفن حربية.
القوات الأميركية في سوريا والعراق
نُشرت القوات الأميركية في العراق وسوريا في مسعى لمحاربة تنظيم "داعش"، وتقديم المشورة العسكرية للقوات المحلية، لكنها تعرضت لهجمات من فصائل مسلحة على مدى السنوات القليلة الماضية، وردت على هذه الهجمات في بعض الأحيان.
ولدى واشنطن حوالي 900 جندي في سوريا داخل قواعد صغيرة، مثل حقل العمر النفطي ومنطقة الشدادي، ومعظمها في شمال شرق البلاد. وتوجد قاعدة صغيرة تعرف باسم التنف، بالقرب من المثلث الحدودي بين سوريا والعراق والأردن.
ويوجد في العراق 2500 جندي تم نشرهم في مرافق عسكرية، مثل قاعدة يونيون 3، وقاعدة عين الأسد الجوية، ولا تزال المحادثات جارية حول مستقبل تلك القوات.
واتفق المسؤولون الأميركيون والعراقيون في يوليو 2021 على تحويل الوجود العسكري الأميركي في البلاد إلى "دور استشاري غير قتالي بحت"، ما يمثل النهاية الرسمية للمهمة القتالية للجيش الأميركي في البلاد.
ويقوم الجنود الأميركيين بتدريب وتقديم المشورة للجيش العراقي، وتقديم المعلومات الاستخبارية في قتالهم المستمر ضمن تحالف دولي يستهدف تنظيم "داعش".
وفي إسرائيل، تحتفظ الولايات المتحدة بقاعدة عسكرية واحدة على الأقل. وتشير المعطيات أن القاعدة السرية، التي تحمل الاسم الرمزي "الموقع 512"، تحتوي على نظام مراقبة رادار يمكنه اكتشاف وتتبع تهديدات الصواريخ الباليستية، وفق ورقة قدمها معهد "مشروع الأمن الأميركي".
160 هجوماً على القوات
القواعد الأميركية هي منشآت تخضع لحراسة مشددة، بما في ذلك أنظمة الدفاع الجوي للحماية من الصواريخ أو الطائرات المسيرة.
لكن القوات الأميركية في العراق وسوريا تعرضت لهجمات متكررة في السنوات القليلة الماضية. ومنذ السابع من أكتوبر، تعرضت للهجوم أكثر من 160 مرة من قبل فصائل مسلحة في العراق وسوريا، مما أدى إلى إصابة حوالي 80 جندياً، حتى قبل هجوم الأحد على البرج 22، والذي أدى إلى سقوط 3 جنود أميركيين إصابة حوالي 40 آخرين.