دبي -الشرق
في خطوة لا تنفصل عن محاولات تمرير مشروع قانون يقضي بتقديم مساعدات إلى أوكرانيا، وتايوان، وإسرائيل، يسعى العضو الديمقراطي في الكونجرس الأميركي جوش جوتهايمر إلى تعميم مقترح يستهدف حماية رئيس مجلس النواب، الجمهوري مايك جونسون، من محاولة محتملة لعزله من جناح متشدد في الحزب الجمهوري.
وذكر موقع "أكسيوس" الأميركي، الأربعاء، أن الديمقراطيين الوسطيين اقترحوا حماية جونسون لإعطائه فرصة لمناقشة التشريع الذي يكفل تقديم المساعدات إلى كييف وتايبيه وتل أبيب، والذي يحظى بتأييد واسع من الحزبين.
ومن وجهة نظر واشنطن، تشتد حاجة الولايات المتحدة إلى إصدار هذا التشريع في ظل تطورات الغزو الروسي لأوكرانيا، والتي أظهرت تقدماً ملموساً لموسكو على حساب كييف التي تواجه قواتها "موقفاً صعباً جداً"، بحسب تعبير الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي.
وقبل أيام، حمَّل الرئيس الأميركي جو بايدن المشرعين الأميركيين مسؤولية سيطرة روسيا على مدينة أفدييفكا شرق أوكرانيا، بعد أن عرقل الخلاف بين النواب الديمقراطيين والجمهوريين في الكونجرس، إقرار نحو 60 مليار دولار من المساعدات العسكرية التي تحتاجها كييف بشدة.
واتصل بايدن، بالرئيس الأوكراني لـ"تأكيد التزام الولايات المتحدة بمواصلة دعم كييف"، بحسب بيان للبيت الأبيض.
وذكر البيت الأبيض أن انسحاب كييف من أفدييفكا جاء "بعد أن اضطر الجيش الأوكراني إلى تقنين استخدام الذخيرة، بسبب تضاؤل الإمدادات نتيجة تقاعس الكونجرس، ما أدى إلى تحقيق روسيا أول مكاسب ملحوظة منذ أشهر".
إجراءات عزل رئيس النواب
ويرهن مقترح النائب الديمقراطي أي تصويت على عزل رئيس المجلس بموافقة قادة الحزب الديمقراطي أو الجمهوري على إجرائه.
وتسمح القواعد الحالية، والتي أقرها رئيس مجلس النواب السابق، الجمهوري كيفن مكارثي، أثناء سعيه للوصول إلى منصب الرئيس، في يناير، لأي عضو بإجراء تصويت على عزل رئيس المجلس.
كما يرفض جونسون مقترحات من أعضاء حزبه بتعديل قواعد المؤتمر الجمهوري لجعل تقديم مذكرات لعزل رئيس مجلس النواب أكثر صعوبة.
وقال "أكسيوس" إن جوتهايمر أرسل مقترحه إلى زملائه في المجلس.
وكان مكارثي أُقيل من منصبه، في أكتوبر، بعدما أقر مجلس النواب مشروع قانون مقدم من الحزبين لتجنب إغلاق الحكومة.
وقال بعض الديمقراطيين إنهم سيعارضون تحركاً آخر يقوده المحافظون لعزل الرئيس الحالي للمجلس؛ لتجنب إكساب المتشددين مزيداً من الجرأة.
واعتبر آخرون أن مكارثي كان غير موثوق به على نحو استثنائي بالنسبة لهم، وأن جونسون -على النقيض- يتمتع بقدر أكبر من حسن النية، بحسب "أكسيوس".
وفيما يواجه جونسون ضغوطاً من المشرعين في الحزبين لإجراء تصويت على مشروع قانون، ضمن عدة مشروعات قوانين أخرى مقدمة من الحزبين، لتقديم مساعدات لأوكرانيا وإسرائيل وتايوان، قالت النائبة الجمهورية مارجوري تايلور إنها بصدد تقديم مقترح بعزل رئيس المجلس إذا ناقش جونسون تقديم مساعدات إلى أوكرانيا.
الدعم الأميركي لأوكرانيا
ويؤكد الرئيس الأميركي جو بايدن مراراً على أهمية دعم بلاده لأوكرانيا، والسبت، أكد بايدن "الدعم القوي من الحزبين في الحكومة الأميركية وأوساط الشعب الأميركي لسيادة أوكرانيا وسلامة أراضيها"، داعياً الكونجرس إلى تمرير مشروع قانون الإنفاق بشكل عاجل، بما في ذلك المساعدات المخصصة لكييف.
وأبلغ بايدن زيلينسكي بأنه "واثق" من أن الكونجرس سيجدد المساعدات العسكرية لكييف، قائلاً إنه "دون مساعدة الولايات المتحدة، فإن كييف ربما تخسر مزيداً من الأراضي أمام التقدم الروسي".
وقال بايدن خلال لقائه صحافيين في ولاية ديلاوير: "تحدثت مع زيلينسكي بعد ظهر اليوم (السبت) لأخبره بأنني واثق من أننا سنحصل على هذه الأموال"، معتبراً فشل المشرعين الأميركيين في الموافقة على تمويل جديد للمساعدات العسكرية لكييف "سخيفاً، وغير أخلاقي".
وأضاف: "سأكافح من أجل تزويدهم بالذخيرة التي يحتاجون إليها".
تصنيفات
