أصرّ الرئيس البرازيلي لولا دا سيلفا، الجمعة، على اتهام إسرائيل بارتكاب "إبادة جماعية" بحق الفلسطينيين في غزة، بعدما أثار في الآونة الأخيرة أزمة دبلوماسية بسبب مُقارنته الهجوم الإسرائيلي على القطاع بـ"المحرقة اليهودية".
وقال لولا خلال فعالية في ريو دي جانيرو، إن "ما تفعله إسرائيل ليس حرباً، إنها إبادة جماعية، لأنها تقتل نساءً وأطفالاً".
وهذا أول رد فعل للرئيس البرازيلي منذ الجدل الذي أثاره تشبيهه الهجوم الإسرائيلي على غزة بالمحرقة، وشدد مراراً على مصطلح "الإبادة الجماعية".
وقال لولا:"هذه إبادة جماعية. ثمّة آلاف من الأطفال القتلى، وآلاف من المفقودين، ليس الجنود هم الذين يموتون، بل نساء وأطفال في المستشفى. إذا لم تكن هذه إبادة جماعية، فأنا لا أعرف ما هي الإبادة الجماعيّة".
رفض أميركي
وأبلغ وزير الخارجية الأميركي، أنتوني بلينكن، الرئيس البرازيلي، الأربعاء، رفض الولايات المتحدة تصريحاته بشأن حرب إسرائيل في غزة، خلال استقباله على هامش اجتماع وزراء خارجية مجموعة العشرين.
وقال مسؤول كبير في الخارجية الأميركية في إفادة صحافية بعد الاجتماع في برازيليا: "أود أن أقول إنها كانت محادثات صريحة، أوضح الوزير خلالها أننا لا نتفق مع تلك التعليقات".
وذكر وزير الخارجية البرازيلي ماورو فييرا، الثلاثاء، أن لولا لا يمكنه التراجع عن شيء قائم وهو الهجمات على غزة، في إشارة إلى تصريحاته.
وندد لولا دا سيلفا في تصريحاته السابقة، بتعليق المساعدات الإنسانية لوكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين التابعة للأمم المتحدة "الأونروا"، وحث على التحقيق في الأخطاء دون قطع التمويل لمساعدة المتضررين، قائلاً إنها "ليست حرباً بين جنود وجنود، إنها حرب بين جيش عالي التجهيز وبين نساء وأطفال".
غضب إسرائيلي
وأثارت التصريحات غضب الحكومة الإسرائيلية، إذ اعتبر وزير الخارجية الإسرائيلي يسرائيل كاتس، الاثنين، أن الرئيس البرازيلي سيظل "شخصاً غير مرغوب فيه" في إسرائيل، إلى أن يتراجع عن تعليقاته.
وذكر بيان صادر عن مكتب كاتس أن الوزير قال لسفير البرازيل: "لن ننسى ولن نغفر. إنه هجوم خطير معاد للسامية. باسمي وباسم مواطني إسرائيل، فلتبلغ الرئيس لولا بأنه شخص غير مرغوب فيه في إسرائيل حتى يتراجع (عما قال)".
وكتب وزير الخارجية الإسرائيلي على منصة "إكس"، الثلاثاء، باللغة البرتغالية مخاطباً الرئيس البرازيلي: "ملايين اليهود حول العالم ينتظرون اعتذارك. كيف تجرؤ على مقارنة إسرائيل بهتلر؟".
كما وصف رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو تصريحات الرئيس البرازيلي بأنها "شائنة وخطيرة"، معتبراً أن هذا تهوين من شأن المحرقة ومحاولة لمهاجمة اليهود وحق إسرائيل في الدفاع عن نفسها.