قرر رؤساء الدول الأعضاء في المجموعة الاقتصادية لدول غرب إفريقيا (إيكواس) خلال اجتماعهم السبت في أبوجا، رفع جزء كبير من العقوبات المفروضة على النيجر.
وقال رئيس مفوضية الجماعة عمر أليو توراي بعد ظهر السبت، إنّ "إيكواس قررت أن ترفع بأثر فوري" العقوبات الأشدّ التي فرضتها على النيجر منذ أطاح عسكريون رئيسها المنتخب محمد بازوم في يوليو 2023.
وأوضح أنه سيُعاد فتح الحدود والمجال الجوي للنيجر، وسيُسمح بالتعاملات المالية بين دول "إيكواس" والنيجر من جديد، وسيُعلّق تجميد أصول النيجر "لأسباب إنسانية". وأضاف أن "عقوبات فردية وسياسية ما زالت قائمة"، بدون تقديم مزيد من التفاصيل.
كما طالب بـ"الإفراج الفوري" عن الرئيس النيجري المخلوع محمد بازوم والذي يعتقله النظام العسكري مع زوجته منذ 7 أشهر.
ولم يشمل الإعلان رفع العقوبات عن مالي وبوركينا فاسو وغينيا التي تقودها أيضاً أنظمة عسكرية وتخضع لعقوبات فرضتها الجماعة لاقتصادية لدول غرب إفريقيا.
"يجب أن نراجع نهجنا"
ودعت الجماعة إلى قمة طارئة، السبت، لمناقشة "السياسة والسلام والأمن في جمهورية النيجر" بالإضافة إلى "التطورات المستجدة في المنطقة" حسبما أعلنت الجمعة في بيان.
وقال الرئيس النيجيري بولا أحمد تينوبو الذي يتولى رئاسة "إيكواس" خلال افتتاح القمة: "يجب أن نراجع نهجنا تجاه عودة النظام الدستوري في 4 من دولنا الأعضاء"، في إشارة إلى مالي وبوركينا فاسو والنيجر وغينيا.
وأثّرت العقوبات بشدة على النيجر حيث يعيش أكثر من 40% من السكان في فقر مدقع وفقاً للبنك الدولي.
وكانت "إيكواس" قد هدّدت نظام نيامي بتدخل عسكري بعد تنفيذه الانقلاب، لكنها تراجعت عن اتخاذ هذا القرار.
وتواجه المجموعة الاقتصادية لدول غرب إفريقيا أزمة انسحاب النيجر ومالي وبوركينا فاسو منها، بعدما أعلنت الدول الثلاث في يناير نيتها مغادرة "إيكواس".
وأعلنت الأنظمة العسكرية في النيجر ومالي وبوركينا فاسو تشكيل "تحالف دول الساحل" في سبتمبر الماضي، بعدما طلبت مغادرة القوات الفرنسية أراضيها واقتربت من روسيا.
وفي منتصف فبراير، تحدث القائد العسكري للنيجر الجنرال عبد الرحمن تياني عن إمكان إنشاء عملة مشتركة مع بوركينا فاسو ومالي تكون بمثابة "خطوة للخروج" من الاستعمار.
وأثار إعلان انسحاب بوركينا فاسو والنيجر ومالي من "إيكواس" قلق مئات الآلاف من مواطني الدول الثلاث وبينهم تجار.
وتضمن المجموعة لمواطني دولها الخمس عشرة الأعضاء، إمكانية السفر إلى أي منها بدون تأشيرة والاستقرار فيها للعمل أو الإقامة.
دعوة إلى المصالحة
ويعود آخر اجتماع لأعضاء المجموعة الاقتصادية لدول غرب إفريقيا إلى 9 فبراير عندما وجهوا دعوة إلى المصالحة مع الأنظمة العسكرية في النيجر ومالي وبوركينا فاسو وإعادة النظر في قرار الانسحاب من التكتل.
إلى ذلك تواجه "إيكواس" أزمة سياسية تشهدها السنغال منذ تأجيل الرئيس السنغالي ماكي سال الانتخابات الرئاسية، إلا أن هذا الموضوع لم يُذكر السبت.
وشارك الرئيس السنغالي في القمة، السبت، بعدما تغيّب عن القمة السابقة. وتأتي مشاركته بعد يومين من إعلانه أنّ ولايته ستنتهي كما هو مقرر في 2 أبريل، لكن بدون أن يحدّد موعداً جديداً للانتخابات الرئاسية.
وكان سال قد ألغى بشكل مفاجئ في وقت سابق من هذا الشهر الانتخابات التي كانت مقررة في 25 فبراير، ما أدخل البلاد في أزمة غير مسبوقة وأثار قلق "إيكواس".