قال الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي، الأحد، إن خطط الهجوم المضاد الذي شنته قواته العام الماضي قد تسربت إلى روسيا قبل بدئه، لافتاً إلى أن موسكو تستعد لشن هجوم جديد في أواخر مايو أو الصيف، لكنه أكد أيضاً أن بلاده لديها خطتها الواضحة للحرب.
وأشار زيلينسكي خلال مؤتمر صحافي في كييف إلى أن "خطط عملنا كانت مطروحة على طاولة الكرملين قبل بدء الهجوم المضاد"، موضحاً أن قادته العسكريين يعدون "خططاً عدة" لاستراتيجية الحرب لهذا العام "بسبب تسرب المعلومات".
واعتبر الرئيس الأوكراني أن الهجوم الروسي الذي بدأ في 8 أكتوبر الماضي "لم يأت بأي نتائج. ونحن من جانبنا سنعد خطتنا".
ورداً على سؤال بشأن هزيمة محتملة لأوكرانيا، قال زيلينسكي: "سواء كانت أوكرانيا ستخسر وما إذا كان الوضع سيكون صعباً جداً وما إذا كان عدد الضحايا سيكون مرتفعاً، كل هذا يتوقف عليكم وعلى شركائنا وعلى العالم الغربي".
وواجه الهجوم المضاد الكبير في صيف 2023 خطوط دفاع روسية قوية استنفدت موارد الجيش الأوكراني، ما حال دون مساعي محاولة استعادة المناطق التي تسيطر عليها روسيا.
تأخر الأسلحة
واعتبر الرئيس الأوكراني أن "التأخير في تسليم الأسلحة ساهم في فشل الهجوم"، موضحاً أن "العام الماضي، خلال الهجوم المضاد، كان لدينا الكثير من الأشياء المفيدة للغاية، الكثير من الأشياء المهمة جداً، ولكن لم تصل في الوقت المناسب".
وكان الحلفاء الغربيون الذين يعتبر دعمهم ضرورياً لكييف، مترددين في الأشهر الأخيرة في الموافقة على صرف أموال جديدة لتوفير مزيد من الأسلحة والذخائر التي يحتاجها الجيش الأوكراني بشدة لصد هجمات القوات الروسية.
وأعرب زيلينسكي عن ثقته من أن تصويت الكونجرس الأميركي "سيكون إيجابياً" للمصادقة على مساعدة بقيمة 60 مليار دولار يعرقلها حالياً الجمهوريون الذين يشكّلون غالبية في مجلس النواب.
في الأيام الأخيرة، حث الرئيس الأوكراني حلفاءه الغربيين على تقديم المساعدة العسكرية بسرعة أكبر، ودعا بشكل خاص إلى تسليم الذخيرة والمزيد من أنظمة الدفاع الجوي والمقاتلات، كما أكد "إذا كنا أقوياء ومسلحين فلن نخسر هذه الحرب".
"نخسر أشخاص وأراضي"
من جهته، أعلن وزير الدفاع الأوكراني رستم أميروف أن نصف الأسلحة التي يعد الغرب بتوريدها إلى أوكرانيا تُسلم بعد تأخير، في حين تحث كييف حلفاءها على إرسال أسلحة وذخائر لتجنب سقوط خسائر بشرية ولتفادي الهزائم في مواجهة الروس.
وقال أميروف خلال منتدى لمناسبة الذكرى الثانية لبدء الغزو الروسي لأوكرانيا: "في الوقت الحالي التعهد ليس مرادفاً للتسليم، 50% من الالتزامات لم يتم الإيفاء بها في الوقت المحدد"، مضيفاً أنه بسبب هذا التأخير "نخسر أشخاصاً وأراضٍ".
وانسحب الجيش الأوكراني الذي يواجه وضعاً صعباً للغاية على خط الجبهة، من بلدة أفدييفكا (شرق)، بعد أشهر من القتال العنيف بسبب نقص في العديد والعتاد.
في المقابل، تضغط روسيا بقوة أكبر على الجبهتين الجنوبية والشرقية، من دون تحقيق تقدم كبير، فيما تتواصل الضربات على الأراضي الأوكرانية التي تستهدفها يومياً الصواريخ والمسيرات الروسية.
وأدى الهجوم الروسي على كوستيانتنيفكا (شرق)، صباح الأحد، إلى إصابة شخص وإلحاق أضرار بالعديد من المباني بما في ذلك محطة قطارات، وفقاً للشرطة الوطنية.
وفي نيكوبول (جنوب) ألقت طائرة روسية مسيرة متفجرات على سيارة، ما أدى إلى سقوط الرجل البالغ من العمر 57 عاماً الذي كان بداخلها، وفق حاكم المنطقة.