زيلينسكي يعين "قائد الهجوم المضاد" على رأس الجيش الأوكراني

time reading iconدقائق القراءة - 5
القائد الجديد للجيش الأوكراني أولكسندر سيرسكي. 4 أكتوبر 2022 - AFP
القائد الجديد للجيش الأوكراني أولكسندر سيرسكي. 4 أكتوبر 2022 - AFP
دبي -الشرقوكالات

عيّن الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي، الخميس، الجنرال أولكسندر سيرسكي، قائداً جديداً للجيش، خلفاً لفاليري زالوجني، في خطوة اعتبرتها "رويترز"، "مجازفة كبيرة" في وقت تحظى فيه القوات الروسية باليد العليا بعد ما يقرب من عامين من الحرب.

ووصف زيلينسكي، القائد الجديد الذي كان يتولى قيادة القوات البرية، بأنه "الجنرال الأكثر تمرساً في أوكرانيا"، لافتاً إلى أنه قاد الدفاع عن كييف في بداية الغزو الروسي قبل نحو عامين، ثم الهجوم المضاد في خريف 2022، والذي تسبب في انتقادات كبيرة لأوكرانيا، بسبب عدم تحقيقه النتائج المطلوبة.

ويتولى سيرسكي، زمام القيادة، وسط حالة بالغة من عدم اليقين، إذ تنتظر كييف، مساعدات عسكرية حيوية من الولايات المتحدة تأخرت بسبب خلال سياسي هناك منذ عدة أشهر.

ودعا زيلينسكي، قيادته العسكرية الجديدة، إلى وضع استراتيجية لهزيمة القوات الروسية، وقال: "لا يمكن أن يكون عام 2024 ناجحاً بالنسبة لأوكرانيا إلا إذا أجرينا تغييرات فعالة في أسس دفاعنا، ألا وهي القوات المسلحة الأوكرانية".

ويأتي التغيير الذي جاء بقيادة عسكرية جديدة بعد شهور من التكهنات حول خلاف بين زيلينسكي وزالوجني الذي يعتبره العديد من الأوكرانيين بطلاً قومياً.

وقاد زالوجني الذي يتمتع بشعبية كبيرة، الجيش الأوكراني منذ بداية الحرب، وتمكن من صد الجيش الروسي في الأشهر الأولى من الغزو، لكن فشل الهجوم المضاد الذي تم تعليق الآمال عليه الصيف الماضي، إضافة إلى الخلاف العلني مع زيلينسكي، لطخا صورته داخل مكتب الرئيس.

وقال زيلينسكي في بيان، على مواقع التواصل الاجتماعي: "اليوم أجرينا نقاشاً صريحاً حول ما يجب تغييره في الجيش. تغييرات عاجلة"، لافتاً إلى أنه عرض على الجنرال زالوجني أن "يبقى جزءاً من فريق الدولة الأوكرانية. سأكون ممتناً لموافقته"، بينما أقر القائد العسكري بأن على استراتيجية بلاده أن "تتغير وتتأقلم".

وقال زالوجني في بيان منفصل، إنه أجرى "محادثات مهمة وجادة" مع زيلينسكي، واتخذا قراراً بتغيير بعض تكتيكات واستراتيجيات المعركة"، مشدداً على أن "مهام 2022 تختلف عن مهام 2024. لذلك يجب على الجميع التغير والتكيف مع الحقائق الجديدة. حتى ننتصر معاً".

ونُشر بيانا زيلينسكي وزالوجني في الوقت نفسه تقريباً، مما يشير إلى أن أبرز شخصيتين في زمن الحرب في أوكرانيا نسقا بشكل وثيق لإظهار الوحدة.

وجاءت هذه التصريحات في الوقت الذي أنهى فيه وزير الدفاع الأوكراني رستم عمروف، الجديد نسبياً في منصبه، أياماً من التكهنات بشأن مستقبل زالوجني بإعلان استبداله.

وكتب عمروف عبر منصات التواصل: "اليوم تم اتخاذ قرار بتغيير قيادة القوات المسلحة الأوكرانية"، معرباً عن امتنانه "بصدق لفاليري فيديروفيتش (زالوجني) على كل إنجازاته وانتصاراته".

وبعد أكثر من عام من حرب الخنادق، وفي ظل الضغط العسكري المتواصل للجيش الروسي ضد الجنود الأوكرانيين الذين يقلون عنهم عدداً على جبهة مترامية الأطراف، سعت كييف إلى إجراء تغييرات عاجلة.

"الجنرال الحديدي"

وزالوجني الذي يصفه الإعلام الأوكراني، بأنه "الجنرال الحديدي"، كان رمزاً للمقاومة ضد روسيا، كما تمتع بشعبية عارمة في أوساط الشعب الأوكراني، وحاز احترام جنوده.

ورغم أنه تجنب أن يكون تحت الأضواء السياسية، يُنسب إليه الفضل في قيادة بعض الحملات العسكرية الأكثر نجاحاً في أوكرانيا، بما في ذلك استعادة السيطرة على مدينة خيرسون في نوفمبر 2022.

لكن التصريحات التي أدلى بها لوسائل الإعلام وخصوصاً الغربية كانت مصدر قلق مستمر لزيلينسكي، الذي يكافح من أجل المحافظة على الوحدة في التعبئة العسكرية.

وفي نوفمبر 2023، قال زالوجني لمجلة "ذي إيكونوميست"، إن النزاع مع روسيا وصل إلى "طريق مسدود"، وأنه "على الأرجح لن يكون هناك اختراق عميق"، وهو اعتراف نفاه زيلينسكي بشكل قاطع.

ثم في مقالة رأي لشبكة CNN الأميركية بعد 3 أشهر، قال الرجل البالغ من العمر 50 عاماً، إن الجيش متعثر بسبب "إطار العمل التنظيمي"، داعياً إلى "التحديث العاجل".

واعتبر زالوجني، أن أوكرانيا لن تكون قادرة على تعزيز القوة البشرية لجيشها ما لم يتخذ النواب إجراءات "لا تحظى بشعبية" لتعبئة مزيد من الرجال.

لكن الدعوات لتعبئة نصف مليون شخص إضافي، لتبديل الجنود المنهكين على الجبهة الذين خدموا لفترة طويلة، كانت قضية مثيرة للانقسام إلى حد كبير في دولة استنزفها القتال.

تصنيفات

قصص قد تهمك