أجرى ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان، الثلاثاء في الرياض، مباحثات مع الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي، تناولت أوجه العلاقات السعودية الأوكرانية، وناقشت آخر المستجدات وتطورات الأزمة "الأوكرانية– الروسية".
وأكد ولي العهد السعودي حرص بلاده ودعمها لكافة المساعي والجهود الدولية الرامية لحل الأزمة، والوصول إلى السلام، ومواصلة الجهود للإسهام في تخفيف الآثار الإنسانية الناجمة عنها، حسبما أوردت وكالة الأنباء السعودية.
من جانبه، عبّر الرئيس الأوكراني عن التقدير والشكر للجهود التي تبذلها المملكة في هذا الشأن، بحسب "واس".
قمة السلام العالمية
وقال زيلينسكي عبر منصة "إكس" عقب انتهاء الزيارة، إنه ناقش مع ولي العهد السعودي "نقاط صيغة السلام والتقدم الذي يمكن تحقيقه في تنفيذها"، مؤكداً أن "القيادة السعودية بوسعها أن تساعد في إيجاد حلول عادلة (للأزمة الروسية-الأوكرانية)".
وأضاف: "نقدر التزام ولي العهد السعودي بالعمل لاستعادة السلام الحقيقي ونشعر بالامتنان لدعمه".
وذكر الرئيس الأوكراني أنه بحث أيضاً مع الأمير محمد بن سلمان، الجهود التي تبذلها كييف مع الشركاء استعداداً لقمة السلام العالمية في سويسرا، مشيراً إلى أنهما ناقشا "الخطوات التي يمكن اتخاذها لاستعادة الأمن الحقيقي لأوكرانيا وأوروبا، والمجتمع الدولي".
وأشار زيلينسكي إلى أن المباحثات تناولت أيضاً فرص التعاون الاقتصادي والتكنولوجي بين أوكرانيا والسعودية.
"صيغة السلام وعودة أسرى الحرب"
وكان زيلينسكي قال، في وقت سابق الثلاثاء، إن الزيارة ستتناول "صيغة السلام" التي اقترحتها كييف لوقف "الغزو الروسي" و"عودة أسرى الحرب" لدى موسكو، والتي سبق أن "ساهمت" الرياض في تيسيرها.
وأضاف الرئيس الأوكراني خلال زيارته الثانية للمملكة: "نحن الآن نقترب من قمة السلام الأولى، ونعتمد على الدعم النشط المستمر من المملكة العربية السعودية"، مشيراً إلى أن زيارته تأتي لمواصلة الحوار المنتظم مع الأمير محمد بن سلمان.
وكان في استقبال زيلينسكي بالصالة الملكية بمطار الملك خالد الدولي، الأمير محمد بن عبد الرحمن نائب أمير منطقة الرياض, حسبما أوردت وكالة الأنباء السعودية "واس".
جهود سعودية لاحتواء الحرب
وتعمل السعودية مع الشركاء الدوليين من أجل احتواء الحرب الدائرة منذ 3 أعوام ونزع فتيل الصراع.
وكانت المملكة احتضنت في العام الماضي اجتماعاً لمستشاري الأمن القومي يمثلون أكثر من 40 دولة في محافظة جدة لبحث سبل رسم خارطة طريق لإنهاء الحرب، قدم خلالها الرئيس الأوكراني صيغته للسلام المكونة من 10 نقاط، إضافة إلى مقترح تقدمت به الصين التي تأمل في لعب دور في وقف الحرب.
وخلص اجتماع جدة إلى استمرار التشاور بشأن الأزمة والتأكيد على ضرورة الاستفادة من المقترحات المقدمة من أجل بناء أرضية مشتركة تمهد الطريق للسلام.
ومنذ اندلاع الأزمة الأوكرانية، بادرت السعودية لنزع فتيلها حيث عرض ولي العهد الأمير محمد بن سلمان جهود الوساطة بين الطرفين مستفيداً من موقع المملكة المتقارب والبناء مع موسكو وكييف.
كما نجحت وساطة ولي العهد العام الماضي في تحقيق عملية تبادل للأسرى شملت 10 أشخاص من جنسيات غربية كانت تحتجزهم موسكو.
وخلال زيارة وزير الخارجية السعودي الأمير فيصل بن فرحان إلى كييف ولقائه الرئيس الأوكراني تعهدت الرياض بتقديم حزمة من المساعدات الإنسانية للشعب الأوكراني بلغت 400 مليون دولار تشتمل على مواد إغاثية ومشتقات نفطية تساهم في تخفيف معاناة الحرب على الأوكرانيين.
وتأمل الرياض أن تنجح مساعيها في إنهاء الحرب في أوكرانيا بما يتسق مع القرارات الدولية وتحافظ على الاستقرار والسلم الدوليين.