اجتماع جدة.. زيلينسكي: نعمل على وضع صيغة مقترحة للسلام

time reading iconدقائق القراءة - 5
الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي يعقد مؤتمراً صحافياً خلال قمة لزعماء الناتو في فيلنيوس بليتوانيا. 12 يوليو 2023 - REUTERS
الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي يعقد مؤتمراً صحافياً خلال قمة لزعماء الناتو في فيلنيوس بليتوانيا. 12 يوليو 2023 - REUTERS
دبي -رويترز

قال الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي، السبت، إن وفد بلاده يعمل في اجتماع لمستشاري قادة الدول في جدة بالمملكة العربية السعودية على وضع صيغة مقترحة للسلام.

وقال زيلينسكي على تويتر إن الوفد الأوكراني المشارك في اجتماع قادة الدول بشأن السلام بين أوكرانيا وروسيا يبذل جهوداً مكثفة.

وتابع قائلاً: "رغم أن 42 دولة تشارك في الاجتماع من قارات مختلفة.. لكن الجميع متحدون على أن يكون للقانون الدولي الكلمة العليا".

وأضاف أن من المهم جداً أن تجري مفاوضات ثنائية مع الشركاء على هامش الاجتماع في جدة، مشدداً على أهمية "استعادة النظام الذي يرتكز على القانون الدولي والذي انتهكه العدوان الروسي".

اجتماع جدة

وأجرى مسؤولون كبار من 42 دولة، من بينها الولايات المتحدة والصين والهند محادثات في السعودية، السبت، تأمل كييف وحلفاؤها أن تؤدي إلى اتفاق على مبادئ أساسية لإنهاء الحرب الروسية في أوكرانيا سلمياً.

وغابت روسيا عن الاجتماع، الذي يستمر يومين، ومع ذلك قال الكرملين إنه سيتابعها. ويقول مسؤولون أوكرانيون وروس ودوليون إنه لا يوجد أي احتمال لإجراء محادثات سلام مباشرة بين كييف وموسكو في الوقت الحالي، إذ لا تزال الحرب مستعرة.

وقال مسؤول بالاتحاد الأوروبي إن المشاركين في الاجتماع لن يصدروا بياناً مشتركاً في ختام محادثاتهم، لكن السعوديين سيقدمون خطة تتضمن إجراء مزيد من المحادثات، مع تشكيل مجموعات عمل لمناقشة قضايا مثل الأمن الغذائي العالمي والسلامة النووية وإطلاق سراح الأسرى.

ووصف المسؤول المحادثات بأنها إيجابية، وقال إن هناك "اتفاقاً على أن احترام وحدة الأراضي والسيادة الأوكرانية يجب أن يكونا في قلب أي تسوية سلمية".

وقال دبلوماسيون غربيون إن السعودية، أكبر مصدري النفط في العالم والتي حافظت على اتصالات مع الجانبين منذ غزو روسيا لأوكرانيا في فبراير 2022، اضطلعت بدور في عقد اجتماعات مع دول لم تنضم إلى اجتماعات سابقة.

وقالت الصين، التي لم تحضر جولة سابقة من المحادثات في كوبنهاجن، السبت، إنها سترسل المبعوث الخاص لشؤون أوراسيا لي هوي للمشاركة في المحادثات.

وتحتفظ الصين بعلاقات اقتصادية ودبلوماسية وثيقة مع روسيا منذ بدء الصراع، ورفضت دعوات لإدانة موسكو.

وقال لي هوي: "لدينا نقاط خلاف كثيرة واطلعنا على مواقف مختلفة، لكن من المهم مشاركة مبادئنا".

وقالت السفارة الهندية في الرياض عبر مواقع التواصل الاجتماعي، السبت، إن مستشار الأمن القومي الهندي شري أجيت دوفال وصل إلى جدة لحضور المحادثات.

وعلى غرار الصين، حافظت الهند على علاقات وثيقة مع روسيا ورفضت إدانتها بسبب الحرب، وعززت وارداتها من النفط الروسي.

وأرسلت جنوب إفريقيا أيضاً مستشار الرئيس سيريل رامابوسا‭‭ ‬‬لشؤون الأمن سيدني مفامادي لحضور المحادثات، فيما سينضم سيلسو أموريم كبير مستشاري الرئيس البرازيلي للسياسة الخارجية للاجتماعات عن طريق الاتصال المرئي.

وكلا البلدين من الدول الأعضاء في مجموعة بريكس التي تضم أيضاً روسيا والصين والهند.

الدبلوماسية السعودية

قال محللون ومسؤولون غربيون إن الدبلوماسية السعودية كان لها أثر مهم في تأمين حضور الصين المحادثات.

وتسعى السعودية إلى الاضطلاع بدور أكبر على الساحة العالمية ودفعت من أجل توسيع العلاقات مع القوى الكبرى خارج الإطار القديم الذي يركز على علاقتها مع الولايات المتحدة.

وتعاونت الرياض مع موسكو في السنوات الماضية فيما يتعلق بسياسة سوق النفط، وساعدت إلى جانب تركيا في التوسط في تبادل للأسرى بين أوكرانيا وروسيا، العام الماضي.

وحضر زيلينسكي قمة لجامعة الدول العربية في المملكة في مايو الماضي عندما عبر الأمير محمد بن سلمان عن استعداده للمساعدة في التوسط لإنهاء الحرب.

كما عززت السعودية العلاقات مع الصين خلال العام الماضي، إذ أبدت ترحيباً حاراً بالرئيس الصيني شي جين بينج عندما زار الرياض في ديسمبر، وسعت إلى الانضمام إلى منظمة شنغهاي للتعاون التي تترأسها الصين.

وفي مارس، توسطت بكين في استئناف العلاقات بين السعودية وإيران.

وقال كريستيان كوتس أولريخسن، الزميل المعني بشؤون الشرق الأوسط في معهد بيكر بجامعة رايس، إن حضور الصين يرسل إشارة دعم للدبلوماسية السعودية بعد التعاون الصيني السعودي في مجالات أخرى في الآونة الأخيرة.

وأضاف: "مشاركة الصين في المحادثات تدعم قول السعودية إن قوة عمل (البلدين) معاً وقدرتهما على الاستفادة من العلاقات تختلف نوعياً عن الأطراف الغربية".

غير أن يون سون، مديرة برنامج الصين في مركز ستيمسون بواشنطن، ترى أن حضور الصين لا يشير إلى أنها ستوافق في النهاية على النتائج التي تسعى إليها أوكرانيا وحلفاؤها.

وقالت: "المشاركة في اجتماع تشير فقط إلى الرغبة في الاستماع والمناقشة، ولا تشير بأي حال من الأحوال إلى أن الصين يجب أن توافق على أي شيء في النهاية".

اقرأ أيضاً:

تصنيفات