بلغت طلبات اللجوء في الاتحاد الأوروبي أكثر من مليون طلب، العام الماضي، وهو أكبر عدد يقدّم في 7 سنوات، خصوصاً من جانب السوريين والأفغان، وفق وكالة الاتحاد الأوروبي للّجوء.
وتعني هذه الأرقام أن عدد طالبي اللجوء عام 2023 اقترب من مستواه في 2015-2016 حين سعى مئات آلاف الأشخاص، كثير منهم سوريون فارون من الحرب، للحصول على اللجوء في دول غربية.
وتشكّل الهجرة قضية رئيسية في أوروبا مع اقتراب موعد الانتخابات في يونيو، حيث من المتوقع أن يزيد تمثيل الأحزاب القومية اليمينية المتطرفة، التي تطالب بمعايير دخول أكثر صرامة، في البرلمان الأوروبي.
وتعتبر هذه القضية في ألمانيا، العضو في الاتحاد الأوروبي واستقبلت أكبر عدد من طلبات اللجوء في العام 2023 مع حوالى 29 % من عددها الإجمالي، مصدر قلق خصوصاً مع تقدّم حزب "البديل من أجل ألمانيا" اليميني المتطرف في استطلاعات الرأي.
زيادة بنسبة 18%
وبحسب وكالة الاتحاد الأوروبي للّجوء، قدّم 1,14 مليون طلب لجوء العام الماضي في كل الاتحاد الأوروبي الذي يضم 27 دولة، بالإضافة إلى النرويج، وسويسرا المنتسبتين إلى منطقة "شينجن".
ويمثل ذلك زيادة بنسبة 18% عن العام 2022 ويؤكد الاتجاه التصاعدي الواضح منذ العام 2020، مع خروج الاتحاد الأوروبي من جائحة كوفيد-19، التي فرضت خلالها قيود على السفر.
وكان عدد طلبات اللجوء التي تلقتها ألمانيا 334 ألفاً، وهو ضعف العدد الذي تلقته فرنسا، والذي بلغ 167 ألفاً، وأعلى بكثير من ذلك الذي تلقته إيطاليا (136 ألفاً).
وفي أنحاء الاتحاد الأوروبي، قدّم السوريون 181 ألف طلب، فيما قدّم الأفغان 114 ألفاً، وهو عدد أقل بنسبة 11% عن العام 2022.
وقدّم مواطنون أتراك 101 ألف طلب، بزيادة 82% عن العام السابق، وكان معظم طلبات اللجوء هذه في ألمانيا.
وشهدت إسبانيا زيادة بمقدار الثلث في الطلبات المقدمة من الفنزويليين والكولومبيين، بأكثر من 60 ألف طلب لكل مجموعة. وغالباً ما كان بإمكان هؤلاء دخول إسبانيا دون الحاجة إلى تأشيرة.
وكان من بين مقدّمي اللجوء أيضاً مغاربة، معظمهم في النمسا، ومصريون معظمهم في إيطاليا، بالإضافة إلى مواطنين من غينيا وساحل العاج قدموا طلبات لجوء في فرنسا.
وفي حين تلقت ألمانيا واحدا من كل ثلاثة من طلبات اللجوء المقدمة، كانت قبرص البلد الذي سجّل أعلى نسبة مقارنة بعدد سكانها.
ولا تتم الموافقة على كل الطلبات المقدمة عبر الاتحاد الأوروبي.
وقالت وكالة الاتحاد الأوروبي للّجوء إن معدل قبول الطلبات العام الماضي بلغ 43 %، وهو الأعلى منذ العام 2016، لكن النتائج ترتبط بشكل كبير بالجنسية إذ كان السوريون (80%)، والأفغان (61%) أكثر من مُنح الحماية.
أما بالنسبة إلى الأتراك، فانخفض معدل قبول طلباتهم في الاتحاد الأوروبي "بشكل كبير" منذ العام 2019، وفق ما ذكرت الوكالة مع قبول ربع الطلبات المقدمة فقط.