ينظم الرئيس الأميركي جو بايدن ومنافسه مرشح الحزب الجمهوري دونالد ترمب مؤتمرات انتخابية في ولاية جورجيا الحاسمة، السبت، وذلك في أول مواجهة بينهما قبل الانتخابات العامة المقرر عقدها في 5 نوفمبر المقبل.
ويتهم كلا المرشحين بعضهما البعض منذ أسابيع بتهديد الديمقراطية، لكن، السبت، سيكون أول مناسبة انتخابية هذا العام التي يتواجد فيها المرشحان في الوقت نفسه بولاية جورجيا التي تلعب دوراً حاسماً في الانتخابات.
وسيواصل بايدن جولته بعد خطاب "حالة الاتحاد" بالتوجه إلى مدينة أتلانتا بالولاية حيث يبدأ حملة لمدة شهر بهدف إيصال رسائل مباشرة إلى الناخبين في الولاية المتأرجحة، ومن أجل تعبئة الناخبين الأميركيين من أصول إفريقية وإسبانية.
وأعلنت مديرة حملته جولي تشافيز رودريجيز في بيان أن "رهانات هذه الانتخابات لا يمكن أن تكون أكبر" بالنسبة لهؤلاء الناخبين، مرحبة بالحصول على دعم 3 "لجان عمل سياسي" مرتبطة بهذه المجتمعات.
و"لجان العمل السياسي" هي صناديق استثمارية مرتبطة بمرشح أو حزب أو قضية أوسع، تتدخل في كافة الانتخابات الأميركية، فيما يعد دورها حاسماً في الحملة الرئاسية الحالية التي تعتبر الأكثر كلفة في التاريخ.
يقود معسكر بايدن حملته بشراسة، وأعلن عن إنفاق 30 مليون دولار على الإعلانات التلفزيونية، حيث بدأ بث أول إعلان، السبت، على القنوات الوطنية وفي الولايات التي من المتوقع أن تكون المنافسة فيها شديدة وهي ميشيجان وبنسلفانيا وويسكونسن وجورجيا ونيفادا ونورث كارولاينا.
مواجهة مبكرة
وفي الوقت نفسه، سيحضر ترمب تجمعاً كبيراً في شمال غرب ولاية جورجيا، حيث يسعى لتكثيف جدول أعماله السياسي بالتركيز على الانتخابات المقررة في نوفمبر.
ويتوقع أن يلقي ترمب الذي سيكون مرشح الحزب الجمهوري في مواجهة بايدن في نوفمبر ما لم تحدث مفاجآت، كلمة أمام أنصاره في الساعة 22:00 بتوقيت جرنتيش في جورجيا.
واعتبرت شبكة CNN الأميركية أن ظهور ترمب وبايدن معاً وبينهم بحوالي 60 ميلاً في ولاية جورجيا يعد "نافذة مبكرة" للانتخابات المقبلة، مشيرةً إلى أنهما يسعيان لكسب أصوات الناخبين غير المتحمسين لمشاهدة هذه المواجهة مرة أخرى.
وولاية جورجيا والتي تشتهر باسم "ولاية الخوخ"، هي أكثر الولايات التي يحتدم فيها التنافس لكسب أصوات الناخبين قبل الانتخابات العامة والتي فاز بها بايدن عام 2020 بأقل من 12 ألف صوت، فيما يقول ترمب إنه كان ضحية لعملية تزوير كبيرة فيها خلال الانتخابات الأخيرة، كما يواجه هناك اتهامات جنائية بسبب محاولته التدخل في فرز الأصوات.
ووفقاً للنظام الانتخابي الأميركي، أغلبية الأصوات على المستوى الوطني لا تحسم النتيجة، بل الأصوات في كل ولاية.
ومن المتوقع أن يفوز ترمب بترشيح الحزب الجمهوري، الثلاثاء المقبل، عندما تجرى انتخابات تمهيدية في ولايات جورجيا وهاواي ومسيسبي وواشنطن لنيل بطاقة الترشح، فيما لا يزال بايدن يحاول السيطرة على رد الفعل العنيف في أوساط الديمقراطيين بسبب دعمه القوي لإسرائيل في حربها ضد حركة "حماس" في غزة، وهو الاستياء الذي قد يظهر في التصويت بجورجيا.
وكثّف الرئيس الأميركي هجماته على ترمب مع نقله رسالته الانتخابية إلى ولايات بالغة الأهمية في المعركة الرئاسية، على وقع خطاب "حالة الاتحاد".
وفي كلمة، الجمعة، إلى أنصاره في ولاية بنسلفانيا المتأرجحة، هاجم بايدن البالغ 81 عاماً ترمب بالاسم، بعد يوم على عدم تسميته والاكتفاء بالاشارة إليه فقط بـ"سلَفي" عدة مرات.
وقال بايدن: "يحاول دونالد ترمب والجمهوريون من مؤيدي (ماجا) سلب حرياتنا، وهذه ليست مبالغة"، مضيفاً: "حسناً، هل تعرفون؟ لن نسمح له بذلك".
وماجا (MAGA) هي اختصار لشعار ترمب "لنجعل أميركا عظيمة مجدداً".
وألقت جيل بايدن زوجة الرئيس بايدن، كلمة حماسية في الفعالية الانتخابية بمدينة فيلادلفيا، قدمت خلالها زوجها وتحدثت أيضاً عن ترمب، قائلةً إن "دونالد ترمب يمثل خطراً على النساء والعائلات وعلى بلدنا ولا يمكننا أن نسمح له بالفوز" في الانتخابات الرئاسية لعام 2024.
وأشادت السيدة الأميركية الأولى بأداء زوجها خلال إلقائه خطاب حالة الاتحاد، غير أن عشرات الأشخاص تظاهروا أمام مكان انعقاد التجمع الانتخابي احتجاجاً على دعم بايدن لإسرائيل.
وبنسلفانيا هي المحطة الأولى لبايدن ضمن جولة في مارس الماضي، تشمل جميع الولايات الرئيسية التي ستشهد منافسة، مع بدء السباق بشكل جدي للحؤول دون عودة ترمب إلى البيت الأبيض.
ويتوجه بايدن بعد أتلانتا في ولاية جورجيا إلى ولايات نيوهامبشر، الاثنين، وويسكونسن، الأربعاء، وميشيجان، الخميس.
ونقلت CNN عن مديرة حملة بايدن الانتخابية جولي شافيز رودريجيز قولها إن "لدى بايدن هاريس خطط للسفر إلى كل الولايات الحاسمة، وذلك خلال الأسابيع المقبلة"، مشيرةً إلى سعيهم "القوي لحشد تحالف متنوع".
وخلال الجولة، يرجح أن يسعى بايدن للبناء على زخم خطاب "حالة الاتحاد"، والذي تقدر شركة الاستشارات نيلسن أن 32 مليون شخص تابعوه، مقارنة بـ27 مليوناً العام الماضي.
وقالت المتحدثة باسم البيت الأبيض كارين جان بيار للصحافيين الذين رافقوه إلى فيلادلفيا إن بايدن "حقق إنجازاً كبيراً".