أعلن الجيش السوداني، الثلاثاء، أنه انتزع السيطرة على مقر الهيئة القومية للإذاعة والتلفزيون في أم درمان من أيدي قوات "الدعم السريع".
وقال الجيش في بيان موجّه إلى الشعب السوداني: "تمكنت قواتكم المسلحة والقوات النظامية الأخرى وأبناء بلادنا الذين يعملون جنباً إلى جنب معها اليوم من انتزاع مقر الهيئة القومية للإذاعة والتلفزيون" من الدعم السريع.
ووصف البيان هيئة الإذاعة والتلفزيون بأنها "ذاكرة ووجدان الأمة السودانية".
وفي وقت سابق، الثلاثاء، قال الجيش السوداني إنه أحبط "محاولة يائسة" لهروب قوات "الدعم السريع" الموجودة بمنطقة الإذاعة والتلفزيون في أم درمان، مشيراً إلى أنه قضى على جزء كبير منها، إلى جانب الاستيلاء على آليات ومعدات عسكرية.
وأضاف الجيش، في بيان، أن قواته أحبطت، في الساعات الأولى من صباح الثلاثاء، "محاولة يائسة" من قِبَل قوات "الدعم السريع" للهروب من الطوق الذي تفرضه عليها القوات المسلحة بمحيط منطقة الملازمين والإذاعة في أم درمان.
وأفاد البيان الصادر عن مكتب الناطق باسم الجيش بـ"القضاء على معظم القوة الهاربة، فيما تم تدمير والحصول على معظم معداتها وآلياتها".
وأشار إلى "تدمير مجموعة أخرى حاولت إسناد قوة الميليشيا الهاربة من اتجاه الغرب، ويجري التعامل مع مجموعات صغيرة تحاول الهروب من خلال أزقة أم درمان".
ومنذ اندلاع الحرب في 15 أبريل الماضي، استولت قوات "الدعم السريع" على مباني الإذاعة والتلفزيون بشرق أم درمان القديمة غربي العاصمة الخرطوم، ولأكثر من شهر ضيّق الجيش خناقه على قواتها المتمركزة بمحيط المنطقة، وذلك عقب نجاحه في ربط قواته من شمال المدينة مع جنوبها.
ومنعت قوات "الدعم السريع" الموجودة بمنطقة الإذاعة والتلفزيون ولأشهر تقدُّم الجيش السوداني في الناحية الشرقية لأم درمان، إلى جانب سيطرتها على مدخل المدينة الشرقي والرابط بينها وبين مدينة بحري.
أهمية استراتيجية
وميدانياً تعني سيطرة الجيش على كامل أم درمان القديمة ومدخلها الشرقي وفتح المسار من القاعدة الطبية "السلاح الطبي" بجنوب أم درمان حتى منطقة كرري العسكرية بشمال أم درمان، إحباط أي محاولة تسلل لقوات "الدعم السريع" عن طريق نهر النيل والذي تطل عليه منطقة الإذاعة والتلفزيون.
كما ️تُشكل استعادة الجيش السيطرة على الإذاعة والتلفزيون "دفعة معنوية كبيرة لقواته، ويسهل من عملية محاصرة قوات الدعم السريع في مدينة بحري شمال الخرطوم، ويحول دون أي مساعدات عسكرية كانت تصل من غرب أم درمان".
ولمباني الإذاعة والتلفزيون رمزيتها، إذ إنها المؤسسة الإعلامية الرسمية الأولى وارتبطت بكل الانقلابات العسكرية على مر تاريخ السودان، كما تُعد منطقة عسكرية حيث قام بتأمينها في السابق قوات من الجيش مزودة بأسلحة ثقيلة ودبابات، وعقب التغيير في البلاد شاركت قوات "الدعم السريع"، الجيش في مهمة التأمين، بل وعززت من تواجدها في مدخل المنطقة شرقاً وغرباً.
وتقع منطقة الإذاعة والتلفزيون في شرق مدينة أم درمان القديمة، ويحدها من الشرق نهر النيل، ومن الغرب مدارس وسجن النساء (التائبات) ومسرح الفنون الشعبية.
أما من الجنوب فيحدها المسرح القومي السوداني، ومن الشمال منزل الزعيم السوداني الراحل الصادق المهدي، وتقع المنطقة في حي الملازمين شرق أم درمان القديمة وتضم مكاتب إدارية، إذ لكل من الإذاعة والتلفزيون بوابات منفصلة في شرق وشمال مبانيها، وتتجاوز مساحتها 10 آلاف متر تقريباً.