أثارت أنباء متواترة عن دخول عناصر من جهاز المخابرات العامة الفلسطيني من رام الله إلى قطاع غزة، الأحد، الجدل في الداخل الفلسطيني، وسط اتهامات متبادلة بين حركة "حماس" والسلطة الفلسطينية.
واتهمت حركة حماس السلطة الفلسطينية بإرسال ضباط أمن إلى شمال قطاع غزة بذريعة تأمين شاحنات المساعدات، وقالت إنها اعتقلت مجموعة منهم، ونفى مسؤول بالسلطة الفلسطينية هذا الاتهام الذي وجهته وزارة الداخلية في القطاع، مشيراً إلى أنه "لا أساس له من الصحة".
كما نفت مصر التي تتولى مهمة إدخال المساعدات الإنسانية لقطاع غزة عبر معبر رفح، معرفتها بالأمر، وفقاً لمصدر قيادي كبير بوزارة الداخلية في غزة قال لـ"الشرق"، إن الجانب المصري أبلغ هيئة المعابر بالقطاع "عدم علمه بالقوة الأمنية التي تسلمت الشاحنات المصرية، وأخلى المسؤولية الكاملة عنها".
"مهمة رسمية"
وقالت "حماس" على قناتها بتليجرام، إن ضباطاً وجنوداً يتبعون لجهاز المخابرات العامة في رام الله تسللوا إلى منطقة شمال غزة، ليل السبت.
وأضافت الحركة في البيان الذي بثته منصات "الجبهة الداخلية"، أن الضباط والجنود دخلوا شمال غزة "في مهمة رسمية بأوامر مباشرة من ماجد فرج (رئيس جهاز المخابرات العامة الفلسطينية)، بهدف إحداث حالة من البلبلة والفوضى في صفوف الجبهة الداخلية، وبتأمين من جهاز الشاباك الإسرائيلي وجيش العدو، وذلك بعد اتفاق تم بين الطرفين في اجتماع لهم في إحدى العواصم العربية الأسبوع الماضي". على حد قولها.
وأورد البيان أن الأجهزة الأمنية في غزة "تعاملت مع هذه العناصر، وتم اعتقال 10 منهم، وإفشال المخطط الذي جاؤوا من أجله، وسيتم الضرب بيد من حديد على كل من تسوّل له نفسه أن يلعب في مربع لا يخدم سوى الاحتلال".
"لا أساس له من الصحة"
في المقابل نقلت وكالة الأنباء الفلسطينية "وفا" عن مصدر رسمي فلسطيني، أن "بيان ما يسمى بوزارة داخلية حماس حول دخول المساعدات إلى قطاع غزة أمس لا أساس له من الصحة".
وأكد المصدر الرسمي وفقاً للبيان: "سنستمر في تقديم كل ما يلزم لإغاثة شعبنا، ولن ننجر خلف حملات إعلامية مسعورة تغطي على معاناة شعبنا في قطاع غزة وما يتعرض له من قتل وتهجير وتجويع".
وأضاف: "نؤكد العهد مجدداً لشعبنا، ونقول لأبواق حماس ومن يروج لها أن معاناة شعبنا ودمه النازف والتدمير الشامل للقطاع أكبر من المزايدات وأكبر من المشاريع الحزبية الضيقة، ونناشد شعبنا الاستمرار بالتلاحم والتراحم كما عهدناكم دائماً".
وقالت مصادر بالمخابرات الفلسطينية في رام الله، إنها لم تكلف رجالها بأي مهام أمنية في غزة، مشيرة إلى أنهم "دخلوا فعلاً لإيصال مساعدات".
من جهة أخرى ذكر مصدر فلسطيني أن ضابطين من المخابرات العامة الفلسطينية برام الله، قُتلاً، وأصيب 3 آخرون قرب دوار الكويت في مدينة غزة أثناء عودتهم من مهمة تأمين إيصال شاحنات المساعدات لشمال قطاع غزة، ولم تتضح على الفور ملابسات الواقعة.
وتأتي الاتهامات المتبادلة بين "حماس" ورام الله عشية أداء الحكومة الفلسطينية الجديدة برئاسة الدكتور محمد مصطفى لليمين الدستورية أمام الرئيس محمود عباس.
وكانت "حماس" أعلنت في وقت سابق رفضها للحكومة الجديدة مشيرة إلى أنها "لا يمكنها إدارة المعركة أو الحديث باسمها"، متهمة الرئيس الفلسطيني بـ"التفرد والانقسام".
واعتبر عزام الأحمد، عضو اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية وعضو المجلس الثوري لحركة "فتح"، في تصريحات سابقة لـ"الشرق"، موقف "حماس" من الحكومة الجديدة "انقلاباً" على ما تم الاتفاق عليه بين الجانبين في اجتماعات عقدت الشهر الماضي في موسكو.