قال مدير صندوق الأمم المتحدة للسكان في الأراضي الفلسطينية دومينيك آلن، الثلاثاء، إن الوضع في غزة "أكثر من كارثي" جراء حرب إسرائيل على القطاع الفلسطيني المحاصر.
وأوضح آلن أن "الناس الذين أصابهم الهزال، وعضّهم الجوع، يقضون أيامهم في البحث عن الطعام، في حين أن ما يتوفر لهم محدود جداً".
وأشار المسؤول البريطاني المولد، الذي أمضى أسبوعاً في غزة الشهر الماضي، إلى أنه "حتى عندما دخلت مساعدات عبر الحدود، كانت هناك مشكلات كبيرة في توصيلها إلى من هم في أمسّ الحاجة إليها، وخاصة النساء والفتيات".
"غزة كتلة من الركام"
وتحدَّث آلن عن الأوضاع في غزة قائلاً: "ما رأيته في أنحاء القطاع (الفلسطيني) يتجاوز الكارثة، لقد زرت غزة عدة مرات قبل هذه الحرب، وما رأيته (هذه المرة) كان مفجعاً حقاً. غزة عبارة عن كتلة من الركام"، مضيفاً: "كل من مررنا بهم والعديد ممن تحدثنا إليهم كانوا هزيلين وجوعى، ويبدو عليهم الوهن، كان الجميع يبحثون عن الطعام".
وتابع: "نحن قلقون حقاً بشأن النساء الحوامل والمرضعات، يقول الأطباء في مستشفى الصحابة للولادة (المستشفى الوحيد الذي يعمل في الشمال) إن النساء يلدن أطفالاً أصغر حجماً بسبب سوء التغذية والجفاف والخوف".
واستكمل تصريحاته قائلاً: "إنهم يخبروننا أنهم لا يرون أطفالاً بالحجم الطبيعي يولدون في غزة، بالإضافة إلى زيادة عدد المواليد الموتى ووفيات الأطفال حديثي الولادة. غرف الولادة مكتظة، وروت إحدى القابلات كيف أن النساء يلدن على الأرض، لأن المستشفى يعمل بأقصى طاقته. إنهم مضطرون إلى استخدام الخيوط لربط السُرة".
ولفت إلى أن "المستشفى الإماراتي يشهد ما يقرب من 100 ولادة كل يوم، فماذا سيحدث لهؤلاء النساء الحوامل والأطفال؟".
ونوَّه بأنه "لقد غادرت غزة مذعوراً، مما يمكن أن يحدث لهم لاحقاً، عندما ترى أطفالاً صغاراً وضعافاً يوضعون في حاضنة واحدة معاً لأنه لا يوجد ما يكفي من الحاضنات، اثنان أو ثلاثة في واحدة. هشاشة الحياة ماثلة بوضوح".
الناس على حافة المجاعة
وبشأن الصعوبات في إدخال المساعدات إلى غزة، قال المسؤول الأممي: "لقد مُنع عدد من موردي صندوق الأمم المتحدة للسكان من الدخول إلى غزة عند نقاط التفتيش والفحص. الوصول إلى الشمال يُمثّل تحدياً كبيراً، كما رُفضت العديد من طلبات بعثات الأمم المتحدة للدخول إلى الشمال خلال الأشهر الماضية".
وأكد أن "الناس الآن على حافة المجاعة في غزة، ويعود السبب في ذلك إلى تعطيل وصول كميات هائلة من الإمدادات والمساعدات".
وفيما يتعلق بإيصال الأدوية الضرورية إلى غزة، بيّن آلن: "لقد أحضرنا ما كانوا في أمسّ الحاجة إليه، أدوية التخدير والأوكسيتوسين (وغيرها من العناصر التي تحتاج إلى أن تظل باردة) ووضعناها في الجزء الخلفي من سياراتنا المدرعة، وقمنا بتسليمها باليد إلى المستشفى".
واستدرك قائلاً: "إنهم يطلبون الوقود، قال أحدهم إذا كان المريض يحتاج إلى عملية جراحية، عليه أن يأخذ علبة من البنزين أو الديزل (معه) لتشغيل المولد في غرفة العمليات. ويحتاجون بعض العناصر الأساسية للمساعدة في دعم وتوفير رعاية آمنة للولادة للأمهات والأطفال".
وأردف بقوله: "هناك عدة آلاف من الحالات التي تعاني من عدم كفاية مستلزمات النظافة الخاصة بالدورة الشهرية، وهي تقارير صادمة حقاً عن نساء اضطررن إلى تصميم منتجاتهن الصحية الخاصة من أقمشة الخيام. لذا فإن إحدى أولويات صندوق الأمم المتحدة للسكان هي الحصول على منتجات النظافة، وتوفير مستلزمات الدورة الشهرية على نطاق واسع".
"أشعر بالخوف من هجوم رفح"
وعن الهجوم الإسرائيلي المحتمل على مدينة رفح، قال آلن إن "كل شخص تحدثت إليه في رفح يشعر بخوف شديد بشأن ما سيحدث بعد ذلك من توغل بري محتمل في رفح. لقد غادرت وأنا أشعر بالخوف الحقيقي بشأن ما يمكن أن يحدث بعد ذلك".
واستنكر قائلاً: "ماذا سيحدث لنحو 1.2 مليون شخص من سكان رفح والذين نزحوا إليها؟ المدينة التي كان يسكنها 250 ألف شخص فقط تشهد انفجاراً في عدد السكان".