توصل تحقيق أجرته منظمة "هيومن رايتس ووتش"، الخميس، إلى أن إسرائيل قتلت 106 مدنيين بينهم 54 طفلاً جرّاء قصف مبنى في مخيم النصيرات في قطاع غزة، نهاية أكتوبر الماضي، مؤكدة أن الهجوم "لم يكن له هدف مسلح واضح"، ما يجعله "جريمة حرب مكتملة الأركان".
وأوضحت المنظمة أن 4 ضربات منفصلة أدت إلى انهيار "مبنى المهندسين" الذي كان يأوي نحو 350 شخصاً، نزح حوالي ثلثهم من منازلهم في أماكن أخرى من القطاع، وفق ما أوردته وكالة "أسوشيتد برس".
وشملت قائمة الضحايا "أطفالاً كانوا يلعبون كرة القدم في الخارج، ومقيمين كانوا يشحنون هواتفهم في محل بقالة بالطابق الأول"، إذ أودت بحياة 34 امرأة و18 رجلاً و54 طفلاً، وفق "هيومن رايتس ووتش"، التي قالت إنها طابقت قائمتها للضحايا بقائمة منظمة Airwars لمراقبة الصراعات، ومقرها لندن.
وكشف التحقيق أن الضحايا ينتسبون إلى "22 عائلة مختلفة"، وأن إحدى العائلات الكبيرة، وهي عائلة أبو سعيد، فقدت 23 من أفرادها في الغارة الإسرائيلية.
ووصفت وكالة "أسوشيتد برس" هجوم 31 أكتوبر الماضي، بأنه "الأكثر دموية منذ اندلاع الحرب قبل 6 أشهر"، استناداً إلى أن القانون الدولي يحظر الهجوم على أهداف عسكرية يُحتمل أن تسبب أضراراً غير متناسبة للمدنيين.
لا تحذيرات
وأكد الشهود للمنظمة أن القوات الإسرائيلية لم تطلق أي تحذيرات قبل الشروع في الهجوم، فيما أكدت المنظمة أن السلطات الإسرائيلية لم تنشر أي معلومات عن الهدف المزعوم.
على الجانب الآخر، قالت إسرائيل إنها تحاول تجنب إلحاق أضرار بالمدنيين، وتلقي باللائمة في مقتلهم على حركة "حماس"، التي يعمل مسلحوها في مناطق سكنية شديدة الكثافة.
وأفادت الوكالة في نوفمبر الماضي بمقتل 4 أشقاء بالغارة في أكتوبر، بينهم توأمان في عمر الـ18 شهراً، إذ قال عم التوأمين سامي أبو سلطان لـ "أسوشيتد برس"، بعد يوم واحد من تدمير المبنى: "لم يقضيا وقتاً طويلاً هنا، ولكنها إرادة الله".
وأثناء إعداد التقرير، قالت المنظمة إنها أجرت مقابلات مع 16 شخصاً، بينهم أقارب لضحايا الهجوم، وحللت صوراً بالأقمار الاصطناعية، و35 صورة فوتوغرافية و45 مقطع فيديو لما بعد الهجوم، ولم تتمكن المنظمة من زيارة الموقع، نظراً للقيود المشددة التي تفرضها إسرائيل على الوصول إلى غزة.
رغم ذلك، أكدت "أسوشيتد برس" أن الجيش الإسرائيلي "قلما يعلق على الضربات المنفصلة التي تقتل عشرات الأشخاص يومياً"، إذ واجهت إسرائيل موجة إدانات دولية متزايدة بشأن سلوكها في وقت الحرب، بعدما قتلت غاراتها 7 عمال إغاثة من منظمة "World Central Kitchen"في وقت سابق من هذا الأسبوع.
وقتلت الحملة الإسرائيلية العنيفة على غزة ما يزيد عن 33 ألف فلسطيني، وفقاً لبيانات وزارة الصحة في غزة، فيما يأتي قصف القطاع ضمن أعنف الحملات العسكرية الجوية في القرن الـ21.