"وورلد سنترال كيتشن" تتهم إسرائيل بـ"استهداف منهجي" لموظفيها في غزة

مؤسس المنظمة: الطعام ليس سلاحاً ولا يمكن الانتصار في الحرب بـ"تجويع شعب بأكمله"

time reading iconدقائق القراءة - 8
ضحايا منظمة "وورلد سنترال كيتشن" الخيرية الذين قتلتهم غارة جوية إسرائيلية وسط قطاع غزة. 2 أبريل 2024 - AFP
ضحايا منظمة "وورلد سنترال كيتشن" الخيرية الذين قتلتهم غارة جوية إسرائيلية وسط قطاع غزة. 2 أبريل 2024 - AFP
واشنطن/ دبي -رويترزالشرق

قال الطاهي الشهير خوسيه أندريس، مؤسس منظمة "وورلد سنترال كيتشن" الخيرية، الأربعاء، إن الغارة الإسرائيلية، التي قتلت 7 من موظفي المنظمة في غزة استهدفهم "بشكل منهجي وعربة تلو الأخرى"، مطالباً واشنطن بالضغط على رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو لإنهاء هذه الحرب على الفور.

وأضاف أندريس في مقابلة مصورة مع وكالة "رويترز"، أن المنظمة كانت على اتصال واضح مع الجيش الإسرائيلي، الذي قال إنه كان على علم بتحرّكات موظفيها.

وبعد الهجوم الذي أثار موجة إدانات ومطالب دولية بالتحقيق، أعلنت المنظمة وقف عملها في المنطقة، على أن يتم اتخاذ قرارات بشأن العمليات المستقبلية، إذ أصبح عملها رئيسياً في الجهود المحفوفة بالمخاطر والمشحونة سياسياً لتوزيع المساعدات الإنسانية على سكان قطاع غزة.

ومضى أندريس، قائلاً: إن هذا لم يكن "موقفاً ينم عن سوء الحظ (لنقول) يا لسوء الحظ، لقد أسقطنا القنبلة في المكان الخطأ". 

وأردف: "حتى لو لم نكن ننسق معهم (الجيش الإسرائيلي)، فلا يمكن لأي دولة ديمقراطية أو جيش أن يستهدف مدنيين وموظفين في الإغاثة الإنسانية"، لافتاً إلى أنه كان من المفترض أن يكون في غزة مع فريقه، ولكن لأسباب مختلفة "لم يتمكن من العودة مرة أخرى إلى غزة".

وطالب أندريس، الذي تحدث مع الرئيس الأميركي جو بايدن، الثلاثاء، الولايات المتحدة ببذل المزيد من الجهود لوقف الحرب.

وأضاف خلال مقابلة رويترز: "على الولايات المتحدة بذل المزيد (من الجهود) حتى يدرك رئيس الوزراء نتنياهو ضرورة إنهاء هذه الحرب على الفور"، مشيراً أن المنظمة لا تزال تدرس الوضع الأمني ​​في غزة قبل استئناف توصيل المساعدات.

وقال بايدن إنه يشعر "بالغضب والحزن" بسبب سقوط الضحايا، لكن الولايات المتحدة انحازت إلى تأكيد نتنياهو بأن الضربات "لم تكن متعمدة".

وقتلت إسرائيل، الاثنين، في غارة جوية، 7 من موظفي منظمة (المطبخ المركزي العالمي)، بعد إفراغهم نحو 100 طن من المساعدات الغذائية في مستودع في دير البلح بوسط غزة، إذ قصفت القافلة المكونة من ثلاث عربات اثنتين منهما كانتا مدرعتين، أكثر من مرة، وفق ما أظهرت بيانات وصور الحادثة.

الطعام ليس سلاحاً

كما دعا الطاهي الإسباني الأميركي، إسرائيل إلى عدم عرقلة إيصال المساعدات الغذائية إلى الفلسطينيين في غزة، قائلا إن "الطعام لا يشكل سلاحاً في الحرب".

وقال أندريس في مقال نشرته صحيفة "نيويورك تايمز"، إن "حكومة إسرائيل تحتاج إلى فتح المزيد من الطرق البرية لنقل الطعام والدواء اليوم. وتحتاج إلى التوقف عن قتل المدنيين وعمال الإغاثة اليوم. يجب أن تبدأ رحلة السلام الطويلة اليوم". 

وكتب أندريس في مقاله: "في أسوأ الظروف التي يمكن أن تتخيلها، بعد الأعاصير والزلازل والقنابل وإطلاق النار، يظهر أفضل ما في البشرية. ليس مرة أو مرتين ولكن دائماً".

وأضاف: "كان الأشخاص السبعة الذين قتلوا في مهمة (وورلد سنترال كيتشن) في غزة يوم الاثنين من خيرة ما في الإنسانية. إنهم ليسوا وجوهاً مجهولة أو بلا أسماء. ليسوا عمال إغاثة عابرين، أو من الأضرار الجانبية للحرب".

وتابع: "سيف الدين عصام عياد أبو طه، وجون تشابمان، وجاكوب فليكنجر، وزومي فرانكوم، وجيمس هندرسون، وجيمس كيربي، وداميان سوبول، خاطروا بكل شيء من أجل النشاط البشري الأساسي، ألا وهو مشاركة طعامنا مع الآخرين".

وقال إن "هؤلاء هم الأشخاص الذين خدمت بجانبهم في أوكرانيا وتركيا والمغرب والبهاما وإندونيسيا والمكسيك وغزة وإسرائيل. كانوا أكثر من أبطال".

وأضاف: "كانت أعمالهم مبنية على الاعتقاد البسيط بأن الطعام حق إنساني عالمي. لا يشترط أن تكون جيداً أو سيئاً، غنياً أو فقيراً، يسارياً أو يمينياً. لا نسأل عن دينك. نسأل فقط كم عدد الوجبات التي تحتاجها".

أطعمنا الإسرائيليين والفلسطينيين

وتابع أندريس: "منذ اليوم الأول، قمنا بإطعام الإسرائيليين وكذلك الفلسطينيين. وفي جميع أنحاء إسرائيل، قمنا بتقديم أكثر من 1.75 مليون وجبة ساخنة. لقد قمنا بإطعام العائلات النازحة جراء صواريخ حزب الله في الشمال، وأطعمنا العائلات المحزونة في الجنوب. قمنا بتوصيل الوجبات إلى المستشفيات، حيث تم لم شمل الرهائن بعائلاتهم. لقد دعونا باستمرار وبشغف للإفراج عن جميع الرهائن".

 وأوضح: "خلال كل هذا الوقت، تواصلنا بشكل واسع مع المسؤولين العسكريين والمدنيين الإسرائيليين. وفي الوقت نفسه، عملنا عن كثب مع قادة المجتمع في غزة، بالإضافة إلى الدول العربية في المنطقة. لا يوجد سبيل لإيصال سفينة محملة بالطعام إلى غزة دون القيام بذلك".

وتابع: "هكذا قمنا بتقديم أكثر من 43 مليون وجبة في غزة، مع تحضير الطعام الساخن في 68 مطبخاً مجتمعياً، حيث يقوم الفلسطينيون بإطعام فلسطينيين آخرين".

وقال أندريس: "نحن نعرف الإسرائيليين. ويعلم الإسرائيليون، في عمق قلوبهم، أن الطعام ليس سلاحاً في الحرب. إسرائيل أفضل من الطريقة التي يتم فيها خوض هذه الحرب. إنها أفضل من حظر الطعام والدواء على المدنيين. إنها أفضل من قتل عمال الإغاثة الذين نسقوا تحركاتهم مع الجيش الإسرائيلي".

إسرائيل لن تنتصر بـ"التجويع"

وزاد: "في أسوأ الظروف، بعد أسوأ هجوم إرهابي في تاريخها، حان الوقت لتظهر أفضل ما في إسرائيل. لا يمكنك إنقاذ الرهائن بقصف كل مبنى في غزة. لا يمكنك الفوز في هذه الحرب عن طريق تجويع شعب بأكمله".

ورحب أندريس بوعد الحكومة بإجراء تحقيق في كيفية وسبب قتل العمال السبعة في منظمة "وورلد سنترال كيتشن"، مضيفاً: "هذا التحقيق يجب أن يبدأ من المستويات الأعلى، وليس فقط من الأسفل".

وتابع: "قال رئيس الوزراء (الإسرائيلي) بنيامين نتنياهو بخصوص قتل فريقنا، إن /هذا أمر يحدث في الحرب/، لكنه هجوم مباشر على مركبات محددة بوضوح كانت حركتها معروفة لدى الجيش الإسرائيلي".

وأردف: "كان ذلك أيضاً نتيجة مباشرة لسياسة ضغطت على المساعدات الإنسانية إلى مستويات يائسة. كان فريقنا في طريقه من أجل توصيل شحنة تقدر بنحو 400 طن من المساعدات عن طريق البحر.. شحنتنا الثانية، التي موّلتها الإمارات، بدعم من قبرص، وبموافقة من الجيش الإسرائيلي".

"حياتنا في خطر"

ومضى أندريس قائلاً: "لقد وضع أعضاء الفريق حياتهم في خطر، لأن هذه المساعدات الغذائية نادرة للغاية، وتمس إليها الحاجة بشدة".

وأشار إلى مبادرة "التصنيف المرحلي المتكامل للأمن الغذائي"، قائلاً، إن نصف سكان غزة 1.1 مليون شخص، يواجهون خطر المجاعة الوشيكة. وتساءل: "لماذا لا يكون هناك غذاء كافٍ، وهم يتنقلون بالشاحنة براً، لإطعام شعب غزة".

وزاد: "شعوب البحر الأبيض المتوسط والشرق الأوسط، بغض النظر عن العرق والدين، تتشاطر ثقافة تقدر الغذاء بوصفه رسالة قوية للإنسانية وكرم الضيافة، لأملنا المشترك في غدٍ أفضل".

وأردف: "هناك سبب، في هذا الوقت الخاص من العام، يُعد المسيحيون بيض عيد الفصح، ويأكل المسلمون بيضة في السحور، وتوضع بيضة على طبق السدر (طبق عيد الفصح اليهودي). يمتد رمز الحياة والأمل الذي يولد من جديد في الربيع عبر الأديان والثقافات".

واختتم بالقول: "ليس من علامات الضعف إطعام الغرباء. إنها علامة على القوة. وعلى شعب إسرائيل أن يتذكر، في هذه الساعة المظلمة، كيف تبدو القوة حقاً".

اعتذار إسرائيلي

وأقر رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، بأن الجيش الإسرائيلي قتل "عن غير قصد"، 7 من عمال "وورلد سنترال كيتشن"، في غارة جوية على قطاع غزة، على حد زعمه، وتعهد الجيش الإسرائيلي بإجراء تحقيق مستقل.

وتقدم "وورلد سنترال كيتشن" مساعدات غذائية ووجبات جاهزة للمحتاجين. وقالت الشهر الماضي، إنها قدمت أكثر من 42 مليون وجبة في غزة على مدى 175 يوماً.

وبدأت المنظمة العمل في 2010، عندما أرسل الطاهي خوسيه أندريس، طهاة وطعاماً إلى هايتي بعد وقوع زلزال هناك. ومنذ ذلك الحين، توصل المنظمة الغذاء للمجتمعات المتضررة من الكوارث الطبيعية واللاجئين على الحدود الأميركية والعاملين في مجال الرعاية الصحية في أثناء جائحة فيروس كورونا، وإلى الأشخاص في الصراعات في أوكرانيا وغزة.

تصنيفات

قصص قد تهمك