تستضيف العاصمة المصرية القاهرة، الأحد، اجتماعات تشارك فيها أطراف أميركية وقطرية وإسرائيلية وفلسطينية للتوصل إلى هدنة في قطاع غزة بين إسرائيل وحركة "حماس" التي أكدت تمسكها بمطالبها لوقف الحرب التي تدخل شهرها السابع في القطاع المدمر والمهدد بالمجاعة.
ويتوقع أن يصل إلى القاهرة رئيس وكالة المخابرات المركزية الأميركية CIA وليام بيرنز، ورئيس الوزراء وزير الخارجية القطري الشيخ محمد بن عبد الرحمن آل ثاني، بالإضافة إلى وفد إسرائيلي، بحسب ما نقلته قناة "القاهرة الإخبارية" عن مصادر.
كما أعلنت "حماس" في بيان، السبت، أن وفداً برئاسة القيادي خليل الحية "سيتوجه الأحد إلى القاهرة استجابة لدعوة الأشقاء في مصر".
ويهدف الاجتماع المرتقب لاستكمال البحث في اتفاق يتيح وقف القتال لإدخال مزيد من المساعدات إلى غزة، والإفراج عن المحتجزين في القطاع، مقابل معتقلين فلسطينيين في السجون الإسرائيلية.
ويمكن أن يؤدي الاقتراح الذي يتم التفاوض عليه حالياً، لوقف النار لمدة 6 أسابيع في غزة، وإطلاق سراح 40 محتجزاً، مقابل حوالي 700 من الأسرى الفلسطينيين، بينهم 100 يقضون أحكاماً بالسجن المؤبد لقتلهم إسرائيليين، بحسب موقع "أكسيوس" الأميركي.
وتشهد المحادثات تعثراً منذ أسابيع، وسط تبادل اتهامات بين "حماس" وإسرائيل "بالمراوغة" و"التشدد"، فيما ذكرت قطر، الأربعاء الماضي، أن عودة الفلسطينيين الذين نزحوا بسبب الحرب تشكل العائق الرئيسي أمام التوصل إلى اتفاق هدنة.
مطالب "حماس"
وأكدت "حماس" في بيان، السبت، تمسكها بموقفها ومطالبها بوقف دائم لإطلاق النار، وانسحاب القوات الإسرائيلية من قطاع غزة، وعودة النازحين إلى أماكن سكنهم، وحرية حركة الفلسطينيين وإغاثتهم وإيوائهم.
وأشارت الحركة الفلسطينية إلى أنها قدمت هذه المطالب في 14 مارس الماضي، ومن ضمنها إبرام "صفقة تبادل أسرى جادة"، مشددةً على أن هذه "مطالب طبيعية لإنهاء العدوان، ولا تنازل عنها".
مطالب حركة "حماس"للتوصل اتفاق مع إسرائيل
- وقف دائم لإطلاق النار
- انسحاب القوات الإسرائيلية من غزة
- عودة النازحين إلى أماكن سكنهم
- حرية حركة الفلسطينيين وإغاثتهم وإيوائهم
- صفقة جادة لتبادل الأسرى
رسائل وطلب صلاحيات
من جهته أبلغ الرئيس الأميركي جو بايدن، رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو في اتصال هاتفي، الخميس، بضرورة حماية المدنيين والتوصل إلى "وقف فوري لإطلاق النار" يتيح الإفراج عن المحتجزين في القطاع.
وقال منسق مجلس الأمن القومي للاتصالات الاستراتيجية في البيت الأبيض جون كيربي إن بايدن طلب من نتنياهو منح المفاوضين الإسرائيليين مزيداً من الصلاحيات في القاهرة، حتى يمكن التوصل إلى اتفاق في أقرب وقت ممكن.
وفي سياق متصل، أفاد مسؤول كبير بالإدارة الأميركية لوكالة "فرانس برس"، الجمعة، بأن بايدن "كتب اليوم للرئيس المصري (عبد الفتاح السيسي) وأمير قطر (الشيخ تميم بن حمد آل ثاني) بشأن وضع المحادثات، وحضهما على الحصول على التزامات من (حماس) بالموافقة على اتفاق والالتزام به".
وشدد بايدن على أن "وقف إطلاق النار كان ليتحقق في غزة فيما لو وافقت (حماس) ببساطة على الإفراج عن الفئة الأكثر ضعفاً من المحتجزين: المرضى والمصابون والمسنّون والشابات".
وفي إسرائيل يخضع نتنياهو لضغوط متزايدة من الرأي العام، ويواجه تظاهرات تنظمها المعارضة، وتشارك فيها عائلات المحتجزين الغاضبة للمطالبة بالتحرك لإطلاق سراح المحتجزين في غزة.
والسبت، أعلن الجيش الإسرائيلي في بيان، أنه استعاد خلال الليل جثمان محتجز في خان يونس بجنوب قطاع غزة.
واستناداً إلى مصادر معلومات مختلفة، أعلنت إسرائيل سقوط ما لا يقل عن 35 محتجزاً في غزة، فيما قالت الفصائل الفلسطينية إن بعضهم قُتل في الغارات الإسرائيلية.
وأكدت تل أبيب ذلك في عدة حالات، لكنها تقول إنه في حالات أخرى، كانت هناك علامات تشير إلى إعدام المحتجزين الذين انتشلت جثثهم، بحسب وكالة "رويترز".
وسبق للطرفين أن توصلا إلى هدنة لمدة أسبوع أواخر نوفمبر الماضي، أتاح الإفراج عن أكثر من 100 محتجز، وإطلاق سراح 240 من المعتقلين الفلسطينيين في السجون الإسرائيلية.
يأتي فيما تتزايد الضغوط الدولية على إسرائيل في الأيام الأخيرة، خصوصاً لجهة السماح بإدخال مزيد من المساعدات الإنسانية.
وطالب مجلس الأمم المتحدة لحقوق الإنسان بوقف أي مبيعات أسلحة لإسرائيل، في قرار عبّر عن مخاوف من وقوع "إبادة جماعية" بحق الفلسطينيين في قطاع غزة.
ووافقت إسرائيل على إعادة فتح معبر إيريز المؤدي إلى شمال غزة، وعلى الاستخدام المؤقت لميناء أسدود في جنوب إسرائيل بعد أن طالب بايدن باتخاذ خطوات لتخفيف الأزمة الإنسانية في غزة، قائلاً إن الدعم الأميركي لإسرائيل قد يكون مشروطاً إذا لم تتخذ تل أبيب إجراء.
كما ستسمح إسرائيل "بزيادة المساعدات الأردنية عبر معبر كرم أبو سالم" بين إسرائيل وجنوب القطاع.