واشنطن تهدد الصين بتحميلها مسؤولية أي مكاسب روسية في أوكرانيا

مسؤول أميركي: أي تقدم روسي سيكون له تأثير على علاقتنا مع بكين "لن نصمت"

time reading iconدقائق القراءة - 6
علما الصين والولايات المتحدة قبل اجتماع بين وزيرة الخزانة جانيت يلين ونائب رئيس مجلس الدولة الصيني في بكين.  8 يوليو 2023 - REUTERS
علما الصين والولايات المتحدة قبل اجتماع بين وزيرة الخزانة جانيت يلين ونائب رئيس مجلس الدولة الصيني في بكين. 8 يوليو 2023 - REUTERS
واشنطن/ دبي -أ ف بالشرق

حذرت الولايات المتحدة، الثلاثاء، من أنها ستحمل الصين المسؤولية، حال تحقيق روسيا مكاسب في أوكرانيا، وذلك بعد أن جددت بكين تعهداتها بالتعاون مع موسكو خلال زيارة قام بها وزير الخارجية الروسي سيرجي لافروف. 

وقال نائب وزير الخارجية الأميركي المسؤول عن إعادة رسم السياسات الأميركية تجاه آسيا، كيرت كامبل، إنه بالنسبة للولايات المتحدة "فإن الحفاظ على السلام والاستقرار في أوروبا هو مهمتنا الأكثر أهمية تاريخياً".

وأضاف أمام اللجنة الوطنية للعلاقات الأميركية الصينية، وهي منظمة تعليمية تعني بالترويج للتفاهم بين واشنطن وبكين: "لقد أبلغنا الصين مباشرة، أنه إذا استمر ذلك، فسيكون له تأثير على العلاقة بين الولايات المتحدة والصين. لن نجلس ونقول كل شيء على ما يرام".

وتابع، في رد على سؤال حول زيارة وزير الخارجية الروسي إلى الصين، حيث أبلغه الرئيس شي جين بينج استعداد بكين لتعزيز التنسيق: "سينظرون إلى هذا ليس كأنشطة روسية فقط، بل مجموعة مشتركة من الأنشطة المدعومة من الصين وأيضاً كوريا الشمالية. هذا يتعارض مع مصالحنا". 

وروى كامبل أن إدارة الرئيس جو بايدن، أبلغت المسؤولين الصينيين مسبقاً بمعلومات استخبارية تشير إلى عزم الرئيس الروسي فلاديمير بوتين غزو أوكرانيا في فبراير 2022.

وقال: "لست متأكداً من أنهم صدقونا تماماً، أو ربما اعتقدوا أنه سيكون شيئاً أصغر، وليس تحركاً شاملاً. الصين اعتراها القلق لرؤية النكسات المبكرة لروسيا، وعملت على إعادة بناء مجموعة متنوعة من القدرات لموسكو". 

وتابع: "في البداية، كان هذا مسعى دفاعياً. لم يرغبوا في رؤية تغيير في النظام، لكن بعد أكثر من عامين، أُعيد تجهيز روسيا بالكامل تقريباً، وهي تشكل الآن تهديداً كبيراً في هجومها على أوكرانيا والمنطقة المجاورة".

ومع تعزيز موسكو هجومها على أوكرانيا وسط مأزق في الكونجرس الأميركي بشأن إقرار المزيد من المساعدات العسكرية لأوكرانيا، حذّر كامبل من أن المكاسب الروسية على الأرض يمكن أن "تُغيّر ميزان القوى في أوروبا بطرق تُعتبر بصراحة غير مقبولة".

يأتي ذلك في وقت تواجه أوكرانيا نقصاً خطيراً في المدفعية، وسط فشل جهود حلفائها لإعادة إمدادها، وفي المقابل، تمكنت روسيا من تعزيز إنتاجها المحلي من الأسلحة، كما تواصل استيراد المكونات الرئيسية عبر شبكة من 3 دول، إذ تحصل على قذائف وأسلحة أخرى من دول مثل كوريا الشمالية وإيران أيضاً. 

تعهد صيني بدعم روسيا

وكان وزير خارجية الصين وانج يي، قال خلال لقائه نظيره الروسي في العاصمة الصينية، إن بكين تعتزم العمل على "تعزيز التعاون الاستراتيجي" مع موسكو، فيما أكدت الأخيرة مواصلة التعاون مع الدولة الآسيوية في "الحرب على الإرهاب".

وتعهد وانج بأن تدعم الصين "التنمية المستقرة في روسيا تحت قيادة الرئيس فلاديمير بوتين"، مضيفاً: "ستواصل بكين وموسكو تعزيز تعاونهما الاستراتيجي على المسرح الدولي وتقديم الدعم القوي لبعضهما البعض. إن دعم الشعب هو مصدر التقدم في روسيا. وأعتقد أنه في ظل القيادة القوية للرئيس بوتين، سيكون للشعب الروسي مستقبل مشرق".

اقرأ أيضاً

الصين وروسيا.. اتفاق على تعزيز التعاون الاستراتيجي ومكافحة الإرهاب

قال وزير خارجية الصين وانج يي إن بكين تعتزم العمل على تعزيز التعاون الاستراتيجي مع موسكو، فيما أكدت الأخيرة مواصلة التعاون مع الدولة الآسيوية لمكافحة الإرهاب.

ووصل لافروف إلى الصين، الاثنين الماضي، في زيارة رسمية استغرقت يومين، حيث يتطلع البلدان إلى تعزيز العلاقات الدبلوماسية بينهما مع استمرار الغزو الروسي لأوكرانيا.

ولطالما هددت الولايات المتحدة مراراً بفرض عقوبات، إذا اتخذت الصين المزيد من الإجراءات الجوهرية لدعم روسيا، إذ يقول مسؤولون أميركيون إن روسيا تحولت بشكل متزايد للحصول على الأسلحة من كوريا الشمالية وإيران، وكلاهما يخضع لعقوبات شديدة، لدعم حربها في أوكرانيا.

ومؤخراً، حذرت الولايات المتحدة حلفاءها، من قيام الصين بتكثيف دعمها لروسيا، من خلال تقديم معلومات استخباراتية "نوعية" للجغرافية المكانية (Geospatial) بهدف مساعدة موسكو في حربها ضد أوكرانيا، بحسب وكالة "بلومبرغ". 

وقالت مصادر مطلعة، إن الصين زودت روسيا بصور التقطت عبر الأقمار الاصطناعية للأغراض العسكرية، مشيرين كذلك إلى تقديم إلكترونيات دقيقة ومعدات للدبابات.

وبينما تقول الصين إنها طرف محايد في النزاع في أوكرانيا، فقد تعرضت لانتقادات لرفضها إدانة الغزو الروسي. وخلال قمة ثنائية، العام الماضي، أعلن الزعيمان شي وبوتين أن العلاقات "تدخل عصراً جديداً"، فيما يرى محللون أن الصين لها اليد العليا في العلاقة مع روسيا، وأن نفوذها يتزايد مع تعمق العزلة الدولية لموسكو.

اقرأ أيضاً

تحذير أميركي من تقديم الصين معلومات استخباراتية "نوعية" لروسيا

حذرت الولايات المتحدة حلفاءها من أن الصين باتت تكثف دعمها لروسيا، من خلال توفير معلومات الاستخبارات الجغرافية المكانية لمساعدة موسكو في حربها ضد أوكرانيا.

وفي السنوات الأخيرة، عزز البلدان تعاونهما الاقتصادي والدبلوماسي، وأصبحت الشراكة الاستراتيجية بينهما أكثر قرباً، كما تشهد العلاقات بين البلدين تطوراً لافتاً، خاصة على المستوى الاقتصادي، بما يشمل التعاون في مجالات الطاقة والطائرات وبناء المحطات الفضائية الدولية وقطاع الفضاء، وغيرها من أوجه التعاون الاستراتيجية، وتلك المرتبطة منها بخط قوة سيبيريا الذي يمد الصين بالغاز الروسي.

تصنيفات

قصص قد تهمك