واشنطن تحذر طهران من استخدام هجوم دمشق "ذريعة للتصعيد" في المنطقة

وزير خارجية إيران: معاقبة المعتدي على المقرات الدبلوماسية "ضرورية"

time reading iconدقائق القراءة - 8
دبي-الشرق

حذرت الولايات المتحدة، الخميس، إيران من استخدام الهجوم على قنصليتها في العاصمة السورية دمشق، كـ"ذريعة لمزيد من التصعيد في المنطقة أو لمهاجمة المنشآت أو الأفراد الأميركيين"، وسط تحذير إسرائيلي من أي أن هجوم إيراني مباشر على إسرائيل سيستلزم "رداً ملائماً".

وأكدت المتحدثة باسم البيت الأبيض كارين جان-بيير للصحافيين، على "دعم الولايات المتحدة الثابت لإسرائيل في مواجهة تهديدات إيران ووكلائها"، لكنها شددت على أن بلادها "لا تريد اتساع نطاق الصراع" المستمر منذ 6 أشهر، بسبب الحرب الإسرائيلية على قطاع غزة.

وأضافت: "أبلغنا إيران بأن الولايات المتحدة ليس لها علاقة بهجوم القنصلية في دمشق، وحذرناها من استخدام هذا الهجوم كذريعة لمزيد من التصعيد في المنطقة أو لمهاجمة المنشآت أو الأفراد الأميركيين".

من جهته، قال المتحدث باسم وزارة الخارجية الأميركية ماثيو ميلر، إن الوزير أنتوني بلينكن تحدث مع وزراء خارجية تركيا والصين والسعودية خلال الساعات الأربع والعشرين الماضية، لـ"توضيح أن التصعيد في الشرق الأوسط ليس في مصلحة أي طرف".

وأضاف ميلر للصحافيين، أن "واشنطن لا تزال تشعر بالقلق إزاء خطر التصعيد في المنطقة، وتحديداً بعد التهديدات التي وجهتها إيران لإسرائيل"، فيما أعرب وزير الخارجية البريطاني لنظيره الإيراني حسين أمير عبد اللهيان عن "قلقه العميق بشأن احتمال حدوث خطأ في التقدير يؤدي إلى مزيد من العنف، ويجب على إيران العمل على وقف التصعيد".

وقال كاميرون على منصة "إكس": "لقد أوضحت اليوم لوزير الخارجية أمير عبد اللهيان أن إيران يجب ألا تجر الشرق الأوسط إلى صراع أوسع نطاقاً، وأشعر بقلق بالغ إزاء احتمال أن يؤدي سوء تقدير إلى مزيد من العنف"، داعياً طهران إلى أن "تعمل على وقف التصعيد ومنع المزيد من الهجمات".

"معاقبة المعتدي ضرورية"

قال وزير الخارجية الإيراني حسين أمير عبداللهيان، الخميس، إنه أكد في اتصالات هاتفية مع نظرائه في ألمانيا وبريطانيا وأستراليا أن معاقبة المعتدي على المقرات الدبلوماسية "ضرورية".

وكتب عبداللهيان عبر منصة "إكس" عن مباحثاته مع وزراء خارجية الدول الثلاث: "عندما يكون مجلس الأمن عاجزاً عن إصدار بيان يدين الهجوم الإرهابي على السفارة الإيرانية في دمشق، عندئذ فإن الدفاع المشروع بهدف معاقبة المعتدي يشكل ضرورة".

وأضاف: "طهران لا تسعى إلى توسيع نطاق الحرب لكن عودة الأمن المستدام في غرب آسيا مرتبطة باحتواء قادة إسرائيل ووقف الحرب في غزة والضفة".

وطالب وزير خارجية إيران الدول الثلاث بإعلان "موقف واضح" وإدانة الهجوم الإسرائيلي على القنصلية في دمشق.
        

استعداد إسرائيلي

وأبلغ وزير الدفاع الإسرائيلي يوآف جالانت نظيره الأميركي لويد أوستن، الخميس، أن "أي ضربة إيرانية مباشرة على إسرائيل ستؤدي إلى رد فعل إسرائيلي ملائم"، بحسب ما ذكره بيان لمكتب جالانت الذي قال إن الأخير أكد أن تل أبيب "لن تقبل بهجوم إيراني على الأراضي الإسرائيلية".

وفي سياق متصل، أعرب الجيش الإسرائيلي، في وقت سابق الخميس، عن استعداده هجومياً ودفاعياً لرد إيران المحتمل على قصف قنصليتها في دمشق، معتبراً أن "شن هجوم من الأراضي الإيرانية سيكون بمثابة دليل واضح عن نوايا إيران لتصعيد الوضع في الشرق الأوسط، والتوقف عن التستر وراء الوكلاء".

وذكر المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي أفيخاي أدرعي على منصة "إكس"، أنه "على مدار سنوات وخاصة خلال الحرب تقوم إيران بتمويل وتوجيه وتسليح وكلائها في لبنان وغزة وسوريا والعراق واليمن لشن هجمات ضد إسرائيل".

ولفت إلى أنه "في الأشهر الأخيرة قمنا بتحسين قدرات الدفاع متعددة الطبقات التي أثبتت فعاليتها طيلة الحرب محققة الآلاف من عمليات الاعتراض الناجحة، وذلك إلى جانب استعداد الطائرات في الأجواء".

وعن التقارير التي تشير إلى الاستعدادات لشن هجوم من إيران، أكد أدرعي على "عدم وجود تغيير في التعليمات إلى الجبهة الداخلية"، مشدداً على أن الجيش "يحافظ على حالة جاهزية واستعداد عالية للتعامل مع سيناريوهات متنوعة".

وأضاف: "نجري تقييماً متواصلاً للوضع طيلة الوقت، ونحن مستعدون هجومياً ودفاعياً أيضاً مع شركائنا الدوليين".

دعوات لـ"ضبط النفس"

وتسارع دول غربية وعربية لإقناع إيران بضبط النفس، في الوقت الذي حذرت فيه الولايات المتحدة حلفاءها من أن طهران تقترب من الانتقام العسكري من إسرائيل رداً على الهجوم على قنصليتها في دمشق، والذي أسفر عن سقوط مسؤولين عسكريين إيرانيين رفيعي المستوى، بحسب صحيفة "فايننشال تايمز" البريطانية.

ولم تعترف تل أبيب صراحة بأنها وراء هذا الهجوم، على الرغم من أنها تتبع تقليدياً سياسة الغموض، بشأن العمليات في سوريا ولبنان وأماكن أخرى، بحسب وكالة "بلومبرغ".

وأفاد مصدر وصفته "فايننشال تايمز" بالمطلع على المناقشات، بأن "واشنطن أبلغت حلفاءها مؤخراً أن الرد الإيراني قد يكون وشيكاً، وحثتهم على الضغط على طهران للتراجع".

وأشار دبلوماسي مطلع على التحذير الأميركي، إلى "احتمالية أن توجه إيران ضربة مباشرة إلى إسرائيل"، لافتاً إلى أن "هذا الإجراء من شأنه أن يؤدي إلى تصعيد كبير للأعمال العدائية المستمرة منذ 6 أشهر في المنطقة" بسبب الحرب في قطاع غزة.

يأتي هذا فيما اتصلت وزيرة الخارجية الألمانية أنالينا بيربوك، الخميس، بنظيرها الإيراني حسين أمير عبد اللهيان، ودعته إلى التحلي "بأقصى درجات ضبط النفس" لتجنب المزيد من التصعيد.

كما نصحت وزارة الخارجية الروسية مواطنيها بالامتناع عن السفر إلى الشرق الأوسط خاصة إسرائيل، فيما قال المتحدث باسم الكرملين دميتري بيسكوف في مؤتمر صحافي: "من المهم جداً حالياً أن يتحلى الجميع بضبط النفس حتى لا يؤدي ذلك إلى زعزعة استقرار الوضع بشكل كامل في منطقة لا تنعم بالاستقرار، ولا يمكن التنبؤ (بما سيحدث فيها)".

وكانت وزارة الخارجية الإيرانية قالت، الأربعاء، إن وزراء خارجية السعودية والإمارات وقطر والعراق تحدثوا هاتفياً مع وزير الخارجية الإيراني، وناقشوا التوتر في المنطقة.

"أوقات صعبة"

وفي وقت سابق الخميس، قال رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو إن إسرائيل تواصل حربها في قطاع غزة، لكنها مستعدة أيضاً لسيناريوهات في مناطق أخرى، فيما أجرى سلاح الجو الإسرائيلي تدريباً على ضرب أهداف بعيدة المدى ومحاكاة "هجوم في إيران".

وأضاف نتنياهو في تعليقات نشرها مكتبه بعد زيارة قام بها لقاعدة جوية لمقاتلات F-15 في جنوب إسرائيل: "مستعدون للوفاء بالمتطلبات الأمنية لدولة إسرائيل دفاعاً وهجوماً"، واصفاً الفترة الحالية بـ"الأوقات الصعبة".

وهددت إيران خلال الأيام الأخيرة، بضرب إسرائيل رداً على هجوم استهدف قنصليتها بالعاصمة السورية دمشق، فيما قالت بعثة إيران لدى الأمم المتحدة، الخميس، إنه لربما أمكن تجنب هجوم إيراني على إسرائيل لو أدان مجلس الأمن الهجوم على القنصلية الإيرانية وعاقب مرتكبيه.

تصنيفات

قصص قد تهمك