خطة ديمقراطية للضغط على بايدن بشأن إسرائيل.. وتوقعات بـ"صدام محتمل"

مخاوف من "معركة علنية" داخل مؤتمر الحزب الديمقراطي بسبب دعم تل أبيب عسكرياً

time reading iconدقائق القراءة - 6
متظاهرون يستعدون لتنظيم احتجاج للمطالبة بوقف إطلاق النار في قطاع غزة داخل مبنى الكابيتول في واشنطن. 15 فبراير 2024 - REUTERS
متظاهرون يستعدون لتنظيم احتجاج للمطالبة بوقف إطلاق النار في قطاع غزة داخل مبنى الكابيتول في واشنطن. 15 فبراير 2024 - REUTERS
دبي -الشرق

يُخطط نشطاء ديمقراطيون تتباين آراؤهم مع الرئيس الأميركي جو بايدن بشأن تعامله مع الحرب الإسرائيلية على غزة، لنقل حملة الضغط من صناديق الاقتراع إلى منصة الحزب الديمقراطي خلال مؤتمر الترشيح المزمع عقده خلال صيف العام الجاري في شيكاغو.

وتترقب حملة بايدن هذه الجولة، التي يمكن أن توسع نطاق "معركة سياسية طاحنة ومثيرة للانقسام" بدأت منذ عدة أشهر إلى ساحة المؤتمر الوطني للحزب الديمقراطي، حسبما ذكر نشطاء ومطلعون من داخل الحزب لشبكة NBC News.

وأشارت الشبكة الأميركية، إلى أن "الديمقراطيين التقدميين"، حددوا بالفعل قائمة قضايا يأملون أن يكون لها تأثير من خلال المؤتمر؛ تتضمن الدعوة إلى "إصلاح المماطلة السياسية في مجلس الشيوخ، وإعلان حالة طوارئ مناخية وطنية، وإنهاء التمويل الخاص للانتخابات".

ورجحت أن تكون حرب إسرائيل على غزة، والشروط المحتملة للمساعدات العسكرية التي ستقدمها الولايات المتحدة في المستقبل لإسرائيل "الأكثر إثارة للجدل"، في الوقت الذي يستعد فيه الديمقراطيون لعقد مؤتمرهم التاريخي في أغسطس المقبل.

ونقلت NBC News عن المتحدثة باسم اللجنة الوطنية الديمقراطية، هانا مولدافين، إن "منصة الحزب الديمقراطي ستعكس رؤية الرئيس بايدن لكيفية المضي قدماً بأمتنا"، في إشارة إلى قضايا محلية، و"تعزيز السلامة والأمن في الداخل والخارج". 

"رؤى متباينة" بشأن الحرب

وتختلف رؤية بايدن بشأن كيفية التعامل مع الحرب الإسرائيلية على قطاع غزة، اختلافاً جوهرياً عن رؤية عدد متزايد من الديمقراطيين، بينهم بعض حلفاء الرئيس المقربين في الكونجرس. ويسعى نشطاء تقدميون إلى تقديم صياغة خلال المؤتمر تربط المساعدات العسكرية الأميركية المستقبلية لإسرائيل بوقف إطلاق النار في غزة.

ويقاوم بايدن حتى الآن، وضع شروط أو حجب المساعدات العسكرية عن إسرائيل، في محاولة لإقناع رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو بتغيير المسار.

ودعا الرئيس الأميركي إلى وقف إطلاق النار في غزة، ولكن فقط في إطار صفقة لتأمين إطلاق سراح المحتجزين الإسرائيليين لدى حركة "حماس"، فيما دعا نشطاء في الحزب الديمقراطي إلى وقف إطلاق النار حتى بدون إطلاق سراح المحتجزين.

في هذا السياق، أعرب  جوزيف جيفارجيز، المدير التنفيذي لمنظمة Our Revolution المنبثقة عن الحملة الرئاسية الأولى للسيناتور الديمقراطي بيرني ساندرز من ولاية فيرمونت، عن خشيته من أن يؤدي هذا الانقسام إلى "نشوب صدام" في المؤتمر لم يشهده الحزب الديمقراطي منذ عقود، مشيراً إلى أن شيكاغو هي موطن المؤتمر الديمقراطي سيء السمعة في عام 1968، عندما اشتبك متظاهرون يساريون مناهضون للحرب مع قوات شرطة محلية.

واعتبر أنه من مصلحة حملة إعادة انتخاب بايدن "تقليل الاضطرابات والاحتجاجات الخارجية"، لافتاً إلى أن الطريقة الوحيدة لإنجاز ذلك هي "إحداث تغييرات جذرية في السياسة تجاه إسرائيل".

وحتى الآن، يهدف ائتلاف غير منظم من الديمقراطيين التقدميين بدرجة كبيرة، إلى التعبير عن معارضتهم لسياسة الرئيس تجاه إسرائيل من خلال الضغط على الناخبين الديمقراطيين الأساسيين لدعم خيار "غير ملتزم"، أو أي خيارات تصويتية أخرى مماثلة في جميع أنحاء البلاد.

وتتوقع NBC News أن يكون هناك "ما لا يقل عن "26 مندوباً غير ملتزمين" في المؤتمر، إلى جانب "3 مندوبين يمثلون جيسون بالمر"، وهو مرشح غير معروف نسبياً فاز في الانتخابات التمهيدية في ساموا الأميركية.

ضغوط على بايدن

مع ذلك، لا يمثل هؤلاء سوى شريحة صغيرة مقابل أكثر من 3300 مندوب فاز بهم بايدن حتى الآن، ما يعني أن المعركة الانتخابية بشأن إسرائيل ستكون شاقة، إذ يعتقد نشطاء في اليسار الديمقراطي أن بإمكانهم التأثير على الانتخابات من خلال "الضغط من الخارج"، ما لم يكن من الداخل، بطرق من شأنها أن تجبر فريق بايدن على تجنب خوض غمار "معركة علنية".

ومع تطوّر الأوضاع في غزة، يمكن أيضاً أن تتطوّر المعركة الانتخابية المحتملة، فبينما يضغط الرئيس الأميركي من أجل وقف إطلاق النار لأسابيع مقابل إطلاق سراح المحتجزين، يزداد الضغط داخل الحزب متجاوزاً قاعدة النشطاء.

ومنذ بضعة أشهر كان السيناتور ساندرز يعزف منفرداً في مجلس الشيوخ، مطالباً إدارة بايدن بوقف إرسال أسلحة هجومية إلى إسرائيل، فيما أسماه "الحرب (الإسرائيلية) غير القانونية وغير الأخلاقية ضد الشعب الفلسطيني".

اقرأ أيضاً

بيلوسي تنضم إلى نداءات تطالب بايدن بوقف تزويد إسرائيل بالأسلحة

وقعت نانسي بيلوسي، رئيسة مجلس النواب الأميركي السابقة على رسالة موجهة من الديمقراطيين إلى الرئيس‭‭‭ ‬‬‬جو بايدن يطالبون فيها بوقف عمليات نقل الأسلحة لإسرائيل.

وفي إحدى المناقشات الخاصة في البيت الأبيض، في أواخر فبراير، ضغط عضو مجلس الشيوخ من ولاية فيرمونت أيضاً على بعض كبار مستشاري بايدن، بينهم مستشار الأمن القومي للبيت الأبيض جيك سوليفان، لاتخاذ "خطوات جديدة وجادة" لتوصيل المساعدات الإنسانية إلى غزة.

والآن، أعربت مجموعة متزايدة من الديمقراطيين في الكونجرس، بينهم حلفاء مقربون من بايدن، مثل السيناتور كريس كونز الديمقراطي من ولاية ديلاوير، عن انفتاحهم على "حجب بعض المساعدات العسكرية المستقبلية، حال أصرت إسرائيل على شن هجوم بري كبير على رفح".

ولفتت NBC News إلى أن مؤتمرات الحزب الديمقراطي غالباً ما تكون "آلية قوية" لمسؤولي الحزب لمواجهة الخلافات بين المرشح الرئاسي، أو في هذه الحالة، الرئيس الحالي، ونشطاء الحزب.

تصنيفات

قصص قد تهمك