دبي-الشرق
أكد وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن، الاثنين، أن بلاده لا تريد أي تصعيد في الأعمال العدائية مع إيران التي توعد وزير خارجيتها حسين أمير عبد اللهيان بالرد على أي هجوم إسرائيلي "انتقامي" بشكل "أقوى وأقسى" من الهجوم السابق، وسط استعداد مجموعة الدول الصناعية السبع الكبرى لإعداد حزمة من الإجراءات المنسقة ضد طهران.
وقال بلينكن في مستهل اجتماع مع نائب رئيس الوزراء العراقي محمد علي تميم: "لا نريد تصعيداً لكننا سنواصل الدفاع عن إسرائيل، وحماية طواقمنا في المنطقة".
وتمكنت الدفاعات الجوية الإسرائيلية، ليل السبت الأحد، بمساعدة الولايات المتحدة وحلفاء آخرين من اعتراض مئات الصواريخ والمسيرات الإيرانية التي كانت موجهة لإسرائيل التي تبحث خيارات الرد على الهجوم.
وأعرب وزير الخارجية الأميركي عن اعتقاده أن "إسرائيل أثبتت أنها ليست مضطرة إلى الدفاع عن نفسها بمفردها، حين تكون ضحية اعتداء، هجوم"، مندداً بالهجوم الإيراني الذي اتخذ "مدى وحجماً غير مسبوقين"، علماً أنه الأول الذي يستهدف إسرائيل بشكل مباشر.
وأشار بلينكن إلى نشاط دبلوماسي مكثف شهدته "الساعات الـ36 الماضية بهدف تنسيق رد دبلوماسي في محاولة لمنع التصعيد" في المنطقة.
ونفى منسق مجلس الأمن القومي للاتصالات الاستراتيجية في البيت الأبيض جون كيربي، أن تكون "إيران قدمت تحذيراً مبكراً لإسرائيل" بشأن هجوما الأخير، وقال إن "نية طهران كانت واضحة وهي إحداث دمار كبير، وتلقينا رسائل من إيران، لكن لم تكن هناك رسالة لنا أو لأي شخص آخر بشأن الإطار الزمني أو الأهداف أو نوع الرد".
وأكد رئيس أركان الجيش الإسرائيلي الجنرال هرتسي هاليفي، الاثنين، أن إسرائيل سترد على هجوم إيران على الأراضي الإسرائيلية، مضيفاً أن "هذا الإطلاق لكثير من الصواريخ وصواريخ كروز والطائرات المسيرة على الأراضي الإسرائيلية سيُقابل برد".
رد "أقوى وأقسى"
من جهته، قال وزير الخارجية الإيراني حسين أمير عبد اللهيان في اتصال هاتفي مع نظيره البريطاني ديفيد كاميرون، الاثنين، إن "إيران لا تريد زيادة التوترات"، لكنها ستقابل أي هجوم إسرائيلي برد "أقوى وأقسى".
ونقلت وكالة أنباء الطلبة (إسنا) الإيرانية، عن القائم بأعمال السفارة الإيرانية في لندن مهدي حسيني متين قوله، إن "عبد اللهيان قال إن أي خطأ إسرائيلي قادم سيقابل برد أقوى وأقسى من دون أدنى شك".
ووفقاً لوكالة الأنباء الإيرانية "إرنا"، أكد عبد اللهيان خلال الاتصال، أن "إيران لن تسعى وراء زيادة التوترات في المنطقة، لكن لو أقدمت إسرائيل على أي مغامرة، فإن ردنا سيكون عاجلاً وأوسع وأكثر اقتداراً".
"حزمة من الإجراءات المنسقة"
وفي المقابل، أعلن رئيس الوزراء البريطاني ريشي سوناك، الاثنين، أن مجموعة الدول الصناعية السبع الكبرى تعكف على إعداد "حزمة من الإجراءات المنسقة" ضد إيران.
وقال سوناك في البرلمان نقلاً عن مناقشات بين زعماء مجموعة السبع في مطلع الأسبوع، "نعمل بشكل عاجل مع حلفائنا لمعرفة الخطوات التي يمكننا اتخاذها معاً بطريقة منسقة لردع وإدانة ما تفعله إيران".
وأضاف: "تحدثت مع أقراني من زعماء مجموعة السبع، ونحن متحدون في تنديدنا بهذا الهجوم (الإيراني)".
وفي وقت سابق، أعلنت إيطاليا التي تتولى الرئاسة الدورية لمجموعة السبع التي تضم الولايات المتحدة وبريطانيا وفرنسا وألمانيا وإيطاليا وكندا واليابان، أنها "لا تمانع" في فرض عقوبات جديدة على الأفراد الضالعين في أعمال ضد إسرائيل.
واعتبر سوناك أن الهدف من تنسيق أي إجراءات بين الحلفاء، والتي قد تشمل عقوبات هو أن يكون لها أشد تأثير في إيران، وعلى من ستشملهم هذه العقوبات، فيما أكد البيت الأبيض أنه يعمل على زيادة الضغط الاقتصادي على إيران.
استدعاء السفراء
دبلوماسياً، قرر وزير الخارجية التشيكي يان ليبافسكي، الاثنين، استدعاء السفير الإيراني في أعقاب خطوة مماثلة لنظيريه الألماني والفرنسي إثر الهجوم الذي نفذته طهران على إسرائيل.
وأعلن يان ليبافسكي على منصة "إكس"، "لقد أبلغت الخارجية التشيكية إيران أنها تجاوزت كل الحدود بمهاجمة إسرائيل" و"تعرض الوضع الأمني في المنطقة للخطر".
من جهتها، أعلنت إيران، الأحد، أنها استدعت سفراء بريطانيا وفرنسا وألمانيا، للاحتجاج على تصريحات سلطات هذه الدول بعد الضربات الإيرانية، في حين ذكرت فرنسا وألمانيا أنهما أقدمتا على الخطوة نفسها، الاثنين.
بدورها، استدعت بلجيكا سفير إيران وفق ما أعلنت وزارة خارجيتها في بيان قال إن السفير سيد محمد علي ربتجازي اُستدعي إلى الوزارة حيث تبلغ "إدانة بلجيكا الشديدة لهجوم الإيراني على إسرائيل".
وأضافت الوزارة أن "بلدنا يدعو جميع الأطراف إلى التزام أكبر قدر من ضبط النفس"، مشددة على ضرورة "تجنب تصعيد إقليمي بأي ثمن".
تصنيفات
